نظمت التشكيلات السياسية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني الموريتاني مساء اليوم الجمعة في نواكشوط يوما وطنيا ضد الارهاب تحت شعار
“معا ضد الارهاب في موريتانيا”.
واستهلت هذه التظاهرة بمسيرة شعبية حاشدة انطلقت من وسط العاصمة في اتجاه الجامع العتيق حيث نصبت المنصة التي جمعت رؤساء الاحزاب السياسية وشخصيات سامية في الدولة وممثلي المنظمات المهنية والمجتمع المدني.
وقرأ السيد دحان ولد أحمد محمود بيانا باسم هذه الفعاليات فيما يلي نصه:
“حرصا على أن تظل الجمهورية الاسلامية الموريتانية بلدا آمنا مطمئنا، متشبعا بمثل الدين الاسلامي الحنيف، مشعا بقيمه السمحة.
ـ وايمانا بأن الدين الاسلامي براء من كل غلو وتطرف وسفك للدماء بغير حق، وفقا لقوله تعالى: (من قتل نفسا أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
ـ وادراكا لما للامن والاستقرار من دور أساسي في تسيير ممارسة الديموقراطية وتوفير الظروف الملائمة للتنمية الشاملة.
ووعيا بما لظواهر الغلو والارهاب بجميع أشكاله والجريمة المنظمة من خطر على أمن الشعوب واستقرارها، ولما تستدعيه مواجهتها من تعبئة شاملة لجهود المجتمع وقواه الفاعلة.
ـ وتطلعا الى تعزيز الاجماع الوطني حول القضايا الكبرى المؤثرة في حاضر موريتانيا ومستقبلها.
فاننا نحن القوى الوطنية المشاركة في اليوم الوطني لمقاومة الغلو والارهاب نعلن ما يلي:
ـ أولا: نشجب بقوة الاعتداءات الاثمة التي راح ضحيتها عسكريون موريتانيون، يؤدون واجبهم في حماية الحوزة الترابية الوطنية، على مقربة من الغلاوية، كما نشجب الاعتداءات التي أودت بحياة سياح فرنسيين مستأمنين قرب مدينة ألاك، ونعتبر هذه الاعمال تصرفات مدانة شائنة غريبة عن تقاليد المجتمع الموريتاني، منافية للاسلام ومخلة بالقيم الانسانية، ونعرب عن تعزيتنا ومواساتنا لذوي الضحايا.
ـ ثانيا: ندعو الشعب الموريتاني الى التسلح بالوحدة والتضامن واليقظة في مواجهة مخاطر كل ما من شانه أن يهدد استقرار البلاد من عنف وارهاب وجريمة منظمة.
ـ ثالثا: ندعو الحكومة الى التعاون مع جميع القوى السياسية والمدنية والاهلية والعلماء والائمة من أجل وضع استراتيجية وطنية وقائية وعلاجية لمواجهة مخاطر الغلو والارهاب والجريمة المنظمة، مواجهة تتكامل فيها التدابير التربوية والثقافثة والاقتصادية مع التدابير الامنية والسياسية”.
وعلى هامش تظاهرة نواكشوط اوضح السيد سيدي محمد ولد محمد فال رئيس الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد ان وقفة نواكشوط والشعارات العديدة التى رفعها المتظاهرون بكل عفوية تشكل اكبارا واجلالا لمواقف الشعب الموريتانى الداعية الى السلم والاعتدال والوسطية ونبذ العنف بجميع اشكاله .
واضاف” ان كافة الاحزاب السياسية تتقاطع فى هذا الموقف المليئ بالمعاني شأنها فى ذلك شأن كافة الشعب الموريتاني وهو ما يتجسد اليوم فى اجماع كافة التشكلات السياسية على ادانة اشكال العنف والتطرف والارهاب”.
بدوره اكد الخليل ولد الطيب المتحدث باسم احزاب الاغلبية الرئاسية ان هذه التظاهرة المنظمة ب “اجماع وطنى من لدن كافة الاحزاب السياسية والمنظمات النقابية وهيئات المجتمع المدنى والشخصيات الوطنية تعبر عن استنكار الجميع ورفضه للارهاب الذي هو غريب على عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا بصورة عامة” .
واضاف “اردنامن هذه الوقفة التى تشكل ادانة من كافة المجتمع الموريتانى للارهاب ان نقول لا للارهاب ،لا للاسبابه، لا لمظاهره.
واشار الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا منسق تيار الوحدة الى ان وقفة اليوم تشكل ضرورة آنية لتعبير الشعب الموريتاني عن رفضه للاعتداء والتطرف وان كانت قد تاخرت قليلا موضحا انه كان ينبغى القيام بها من قبل.
واكد على ان عفوية الوقفة وعفوية المشاركين فيها ينمان عن اقتناع الجميع بجدوائيتها فى التعبير عن موقف المجتمع الموريتانى الرافض للاعتداء بشتي اشكاله وصوره.
وقال : “الشعب الموريتانى ابان عن اجماعه على كلمة واحدة وهي انه لا يوجد ارهاب فى موريتانيا وان صورها الاخرون كذلك” منبها الى ضرورة الوقوف فى وجه من يحاول ان يصور البلاد بهذه الصورة المشينة.
وقال الشيخ عثمان ولد الشيخ ابي المعالى رئيس حزب الفضيلة إن وقفة اليوم تعبر عن ارادة المجتمع الموريتاني فى رفضه للارهاب بشتي انواعه مؤكدا على ان المجتمع الموريتانى مجتمع مسالم يحب السلم والامان فى ربوعه ويحاول جاهدا ان يستمر على هذا المنوال.
وأكد السيد عبد الرحمن ولد بوبو الامين العام لاتحاد العمال الموريتانيين ان ظاهرة الارهاب غريبة على موريتانيا مشددا على ادانة الاتحاد للعمليات الاخيرة التي تمت في الغلاوية وألاك وجميع أنواع التطرف والارهاب.
وأضاف أن العمليتين تمتا في وقت تشهد فيه موريتانيا جوا من الحرية والديموقراطية تنعدم فيه مبررات التطرف والارهاب.
وقال” ان هذه المسيرة تؤكد رفض الشعب الموريتاني بمختلف انتماءاته السياسية والمهنية لهذه الظاهرة”.
وأكد الفقيه الشيخ ولد الشيخ أحمد رئيس رابطة أئمة المساجد بموريتانيا ان هدف هذه المسيرة هو الاستنكار والتنديد بكل أنواع الغلو والتطرف، مبرزا براءة الدين الاسلامي الحنيف من سفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق.
وشدد الشيخ ولد صالح رئيس رابطة حفاظ القرءان الكريم على التنديد بالعمليتين الاخيرتين اللتين استهدفتا مواطنين وأجانب مستأمنين مؤكدا رفض الجمعية لكل انواع التطرف والارهاب.
وأعرب المواطن جالو عبد الله صمبا عن استنكاره الشديد لهذه الاعمال المشينة والخطيرة مشيرا الى أن موريتانيا ستظل بعيدة عن هذه الظواهر داعيا الى التحلي بقيم التسامح والاخاء.
بدورها اوضحت المواطنة آمينتا سي ان هذه المسيرة تؤكد للعالم رفض الشعب الموريتاني بجميع أطيافه لظواهر الغلو والتطرف والارهاب.
وبعد انتهاء التظاهرة، استقبل السيد الزين ولد زيدان الوزير الاول كلا من: دحان ولد احمد محمود ، يحي ولد احمد الواقف ، صالح ولد حننا، الخليل ولد الطيب ، سيدي محمد ولد محمد فال ،بوصفهم ممثلين عن القوي السياسية التى اشرفت على تنظيم المسيرة.
وعقب اللقاء صرح السيد دحان ولد احمد محمود ،رئيس لجنة تنظيم التظاهرة للوكالة الموريتانية للأنباء ان الوزير الاول اطلعهم على نبأ اعتقال اثنين من منفذي عملية الاك فى غينيا بيساو الذين اعتقلا فجر اليوم .
واضاف ولد احمد محمود:” اطلعنا الوزير الاول على نص البيان الذي اصدرته القوي السياسية وطلبنا منه التشاور على مجال واسع من اجل وضع استيراتيجية ضد الارهاب ووافق على ذلك” .
وقال رئيس لجنة تنظيم المسيرة ان الوزير الاول اكد لهم ان ذلك سيتم فى القريب العاجل .
هذا وحضر اللقاء النانى ولد اشروقة، مدير ديوان الوزير الاول.