انطلقت اليوم الأربعاء بالمركز الصحي بتيارت في انواكشوط، حملة وطنية لمكافحة الملاريا ، منظمة من طرف وزارة الصحة، تحت شعار “من الممكن القضاء النهائي على الملاريا على المستوى الوطني”.
وتهدف الحملة التي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للملاريا، إلى السعي الجاد من لدن القطاع الصحي الوطني للقضاء الفعلي على الملاريا بعموم البلاد والتعبئة والتحسيس حول خطورة المرض.
و تميزت الحملة بعرض قدمه منسق البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، السيد عبد الله اعل سالم، تطرق فيه لأهمية الحملة و الاستراتيجية المتبعة للوصول إلى الأهداف المحددة والمرسومة لها.
و أوضح المدير العام للصحة العمومية، السيد محمد محمود ولد أعل محمود بالمناسبة أن الهدف من اعتماد يوم عالمي للملاريا هو التعبئة والتحسيس حول خطورة المرض و تصور استراتيجيات مكافحته.
و قال إن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الملاريا باتت تشكل مشكلة صحية حقيقية في أكثر من 90 دولة، بحوالي 40 % من سكان العالم، ولا تزال قارة إفريقيا الأكثر تضررا، لافتا إلى أن الاحصائيات وطنيا تبين وجود 177283 حالة مشتبه بها سنويا، ويتم تأكيد 40365 منها عن طريق الفحص، فيما تعتبر 18105 منها حالات خطرة، من ضمنها 9567 أطفال دون الخامسة من العمر.
وأكد أن الملاريا تتسبب في الكثير من الوفيات، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بها، مبينا أن موريتانيا تعتمد في مكافحة هذا المرض، استراتيجيات مبتكرة للعلاج والوقاية بهدف الترقية الشاملة للسكان بخدمات مكافحة الملاريا بصفة عامة، مؤكدا أنه في مواجهة هذه المشاكل الخطيرة، وبدعم من الشركاء الفنيين والماليين تتم من كل سنة زيادة المخصصات المالية الموجه لمكافحة المرض، بالإضافة إلى تحيين الاستراتيجيات الوطنية الأخيرة لسنتي 2022-2024 بهدف القضاء على الملاريا، مذكرا بأن الاستراتيجية المتبعة متكاملة من حيث العلاج ووسائل الوقاية المتعددة.
وأشار إلى أنه رغم التقدم الحاصل في المجال، لا يزال البلد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتعبئة والتحسيس للقضاء على المرض، شاكرا كل الشركاء الفنيين والماليين، داعيا إياهم إلى بذل المزيد من الجهود لمواكبة البلد في هذا المجال.
ومن جهته بين منسق منظمة الصحة العالمية بموريتانيا، السيد نيكولاس كيري، باسم ممثلة منظمة الصحة العالمية، أن الملاريا تنتشر في البيئة الحاضنة للبعوض، لافتا إلى أن المرض كان متواجدا بمعظم أنحاء العالم، إلا أنه بسبب الاستراتيجيات المتبعة تمت معالجة ملايين المصابين به ويستمر إحراز نتائج إيجابية في هذا المجال.
وقال إن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر ال 16 للملاريا، مثمنا كل الجهود المبذولة في هذا المجال من قبل البلدان المتضررة وكذا الشركاء، مؤكدا أنها أسفرت عن نتائج هامة، موضحا أن الملاريا تعتبر مرض قاتل، بالإضافة إلى تأثيرات المرض الجانبية، مطالبا كل الدول الأعضاء بأن تبقي مرض الملاريا في صدارة اهتماماتها الصحية.
وجدد التزام المنظمة القاضي بمحاربة المرض ومساعدة البلدان المتضررة منه للقضاء النهائي عليه، داعيا إلى مضاعفة الجهود وتسريع تنفيذ الخطط المبتكرة في هذا المجال للحد من سرعة انتشار وعدوى المرض.