شرعت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بدءًا من الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الموافق 29 مارس 2023 استقبال ملفات لوائح الأحزاب السياسية المترشحة لنيابيات 2023 المقررة يوم 13 مايو المقبل.
وقد شهد اليوم الأول من هذه العملية إقبالا كثيفا من قبل اللوائح المترشحة وممثلي الأحزاب السياسية على مختلف فروع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات خاصة على مستوى المقر الرئيسي في نواكشوط.
وقد تسبب مستوى الاقبال الكبير للراغبين في المشاركة في الاستحقاقات المقبلة في خلق بعض الصعوبات أمام القائمين على العملية وفي مقدمتها صعوبة الانتظام في طابور يمكن الجميع من الحصول على ما يريد في ظروف مرضية ودون تشويش على سير وسلاسة العملية.
وأمام هذه الوضعية أصبح لزاما على اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الاستعانة بالسلطة العمومية لإعادة ضبط وانتظام سير العملية ووضع الجميع في ظروف مرضية تمكنهم من تسجيل ملفات ترشحهم لدى الجهة المعنية.
وحسب ممثلي بعض الأحزاب الذين التقتهم الوكالة الموريتانية للأبناء، فإن سبب التدافع والاقبال الكثيف في الساعات الأولى من اليوم الأول هو رغبة كل مترشح في الحصول على الرقم الأول على بطاقة التصويت الموحدة .
ومواكبة لهذا الحدث، قامت الوكالة الموريتانية للأبناء برصد ميداني للأجواء العامة التي رافقت الساعات الأولى من عملية إيداع ملفات الترشح للاستحقاقات المقبلة.
وقد أرجع الأستاذ سيدي ولد محمد الشيخ ابراد، من حزب الاصلاح أسباب الإقبال الكثيف والضغط على مكاتب اللجنة الذي شهده اليوم الأول من هذه العملية المتواصلة إلى غاية 12 إبريل القادم إلى تواجد بعض المترشحين أمام مقرات اللجنة يومين قبل بدإ سريان العملية وتأخر البعض الآخر حتى بداية العملية وعدم انتظام الجميع في طابور يسمح بانسيابية العملية وهو ما نجم عنه بعض الاكتظاظ والتواجد الكثيف أمام المكاتب المعنية بالعملية.
وأضاف أن ممثلي الأحزاب السياسية أنهم سرعان ما تجاوزوا حالة التخبط التي صاحبت انطلاق العملية وقاموا بتنظيم أنفسهم في طابور واحد وذلك بدءا من الساعة صفر من مساء اليوم الأول حسب وصول كل لائحة بمعدل ثلاث لوائح لكل حزب سياسي.
وخلص محدثنا إلى القول إنه وعلى الرغم من الملاحظات التي صاحبت الساعات الأولى على الانطلاقة الرسمية لهذه العملية سرعان ما تمكنت الجهات المعنية من إعادة المياه إلى مجاريها وضبط مجريات العملية التي تميزت حتى الآن بالسلاسة وتعاطي اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بإيجابية تامة مع جميع الملفات.
وبعد استباب الأمور قررت اللجنة إعطاء الأولوية في التسجيل للوائح المكتملة وذلك بهدف ضمان أكبر قدر ممكن من الانسيابية في العمل وإتاحة الفرصة للآخرين بغية إكمال ملفاتهم والتقدم للتسجيل وهو ما ساهم في فرض النظام الذي ولد ارتياحا لدى الجميع.
وقد لاحظ موفد الوكالة الموريتانية للأنباء حضورا مهما لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن اللوائح المترشحة للاستحقات المقبلة وذلك تجسيدا للتوصية الصادرة عن التشاور بين وزارة الداخلية واللامركزية والأحزاب السياسية والتي نصت على استحداث لائحـة وطنيـة للشباب بالتناوب بين الجنسين، تتكـون مـن11 مقعـدا، اثنان منها على الأقل لذوي الاحتياجات الخاصة.
وبناء على هذه التوصية أصدرت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، الإثنين الماضي، 27 مارس 2023، مداولة تحدد آلية إعداد اللوائح المترشحة للانتخابات التشريعية لسنة 2023، وملاءمتها مع الحصة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وانطلاقا من هذا المعطى الجديد الذي سيضمن حصول هذه الفيئة الهامة من المواطنين على حقها في المشاركة السياسية، أصبحت الأحزاب السياسية ملزمة بترشيح ذوي الاحتياجات الخاصة على لوائحها الانتخابية.
وقد ثمن السيد السالك ولد سيد محمد أبالي، من ذوي الاحتياجات الخاصة وأحد المترشحين ضمن اللائحة الوطنية المختلطة عن حزب الإصلاح، هذا الاجراء الذي عكس بجلاء مدى الاهتمام الذي توليه السلطات العليا في البلد لهذه الشريحة من المواطنين وغيرها من الفئات الهشة التي ستصبح بفعل هذا القرار حاضرة ومشاركة في صنع القرار.
ويتنافس في هذه الانتخابات 25 حزبا سياسيا معترفا بها لانتخاب برلمان مكون من 176 عضوا، وتنقسم لوائح الترشيحات إلى ثلاثة أصناف، منها لائحة للشباب وأخرى للنساء ولائحة وطنية(مختلطة) ومن المقرر أن تنتهي عملية الإيداع الأولية لملفات الترشح يوم 12 من شهر ابريل القادم، وعقب انقضاء هذه المهلة سيتم تسليم الأوصال النهائية للمترشحين.
وحسب الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات السيد محمد تقي الله الأدهم، فقد بلغت الحصيلة الأولية لعملية لإيداع ملفات المترشحين للانتخابات البرلمانية، ما بين الساعة 03:00 والساعة 06:00 صباحا من اليوم الأول، 12 لائحة انتخابية مودعة، عبارة عن 5 لوائح للنساء و4 لوائح وطنية مختلطة و 3 لوائح للشباب…والحصيلة في ازدياد مع توالي توافد ممثلي الأحزاب، مؤكدا أن ممثليات اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في أتم الجاهزية والاستعداد لاستقبال ملفات الترشح.
وفي سياق متصل، كانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات قد قدمت في وقت سابق من اليوم تحيينا لخارطة توزيع الأحزاب والتحالفات السياسية، انطلاقا من ملفات الترشح لجهويات وبلديات 2023.
وبلغ عدد الملفات المودعة حتى الآن لدى اللجنة 1391 ملفا موزعة على 25 حزبا سياسيا.
وتصدر حزب الإنصاف عدد المودعة لدى اللجنة بـ 236 ملفا, يليه حزب تواصل بـ 140 ملفا, و121 ملفا لحزب الصواب, والاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم بـ 111 ملفا.
وأوضحت اللجنة في بيان صحفي أن الإحصائيات السابقة والحالية واللاحقة قابلة للتصويب والتدقيق ما لم تنقض المدة القانونية المخصصة لتزكية ملفات الترشح.
المختار السالم لحبيب