AMI

بحضور فخامة رئيس الجمهورية: افتتاح الدورة الـ 49 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي

نواكشوط

أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس بقصر المؤتمرات المرابطون، على انطلاق فعاليات المؤتمر التاسع والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنظم تحت شعار: “الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار”.

وتميز حفل الافتتاح بقراءة آيات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد الوطني قبل استلام معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، رئاسة الدورة الحالية من نظيره معالي وزير الشـؤون الـخارجية الباكستاني السيد بيلاوال بوتو زارداري، رئيس الدورة الثامنة والأربعين.

ودعا رئيس الدورة السابقة وزير خارجية باكستان، قبل ذلك في كلمة له، الأمم المتحدة إلى محاربة الإسلام فوبيا من خلال إعداد خطة تتضمن سن قوانين تمنع سب المسلمين ومعتقداتهم، مؤكدا أن هذه الظاهرة أصبحت داءا عضالا ألحق الكثير من الضرر بالمسلمين.

وأكد وقوف المنظمة إلى جانب كل القضايا الإنسانية في الدول الإسلامية، وعلى رأسها فلسطين وحقها في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، داعيا إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتكامله بين الدول الأعضاء، خاصة بعد الأحداث الدولية الأخيرة.

ومن جانبه شدد وزير خارجية المملكة العربية السعودية، السيد فيصل بن فرحان، الذي تتولى بلاده رئاسة القمة الإسلامية، على ضرورة دعم الوسطية الإسلامية للتصدي لآثار الإسلاموفوببا، و إدانة الإرهاب بمختلف أشكاله.

وجدد دعم بلاده لكل القضايا العادلة في الدول الإسلامية، خاصة قضية فلسطين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، داعيا المجتمع الدولي إلى المساهمة في قيام هذه الدولة، وإدانة ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات.

وأشاد بما بذلته جمهورية باكستان الإسلامية، خلال رئاستها للدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، من جهود في سبيل تحقيق تطلعات شعوب المنظمة.

وعبر عن تعازيه الصادقة لجمهوريتي تركيا وسوريا على ما خلفه الزلزال العنيف الذي ضرب هاتين الدولتين من ضحايا وخسائر مادية ومعنوية.

كما عبر عن دعم الجهود المقام بها من أجل تسوية الأوضاع في جمهورية اليمن الشقيقة وفق مبدإ التشاور، مؤكدا دعم المملكة لكافة القضايا التي تهم الامة الإسلامية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي.

وأكد أهمية تحقيق الامن في جمهورية أفغانستان الإسلامية، والإدانة الشديدة للإرهاب بمختلف أشكاله.

من جهته بين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم، أن التحديات الخطيرة تستدعي استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي لوضع حد للجرائم والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية لهذا الشعب ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على كل تلك الجرائم عن طريق آليات العدالة الدولية.

وأكد التزام المنظمة بمواصلة دعم الحوار والسلم والاستقرار والتنمية في الدول الأعضاء التي تعيش أوضاعا غير مستقرة، مذكرا بالجهود التي قامت بها المنظمة لبعض الدول لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض ببعض فئاتها.

أما الأمين العام المساعد لمنظمة الأمم المتحدة للشرق الأوسط وآسيا، السيد خالد خيالي، فقال إن المنظمة بذلت جهدا للتصدي لظاهرة الإسلام فوبيا، حيث خصصت يوم 15 من مارس يوما عالميا له من أجل التسامح الديني دفاعا عن القيم الدينية وحقوق الإنسان، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود للتخفيف من الـتأثيرات السلبية لجائحة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية.

وأشار إلى أن جهود المنظمة في دعم الأقليات المسلمة في العالم ودعم قضايا المرأة للنهوض بها، والوقوف إلى جانب الشعوب المسلمة في الساحل، لضمان توفير حياة كريمة لها، شاكرا موريتانيا على الجهود التي بذلتها في استضافة هذا المؤتمر.

وتبحث هذه الدورة جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والإنسانية والإعلامية وغيرها. وتتصدر القضية الفلسطينية والمستجدات في القدس الشريف أجندة الدورة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، كما تشهد الدورة بحث التطورات في الشأن الأفغاني، والوضع في جامو وكشمير، وفي مالي ومنطقة الساحل، ووضع الأقليات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء بالمنظمة.

وسوف تستعرض الدورة الجهود المستمرة في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب. وستبحث كذلك ظاهرة الإسلاموفوبيا، تزامنا مع الذكرى الأولى لإعلان الأمم المتحدة 15 مارس يوما دوليا لمناهضة الاسلاموفوبيا، حيث تنظم جلسة خاصة بذلك على هامش الدورة. كما ستعقد جلسة شحذ الأفكار حول مواجهة التطرف العنيف

كما ستشهد الدورة انعقاد اجتماعات فرق الاتصال الخاصة بفلسطين وجامو وكشمير، بالإضافة إلى اجتماع مفتوح العضوية للجنة الوزارية المخصصة المعنية بالمساءلة على انتهاكات حقوق الإنسان ضد الروهينغيا.

وتسعى موريتانيا من خلال استضافتها أول مرة لهذا اللقاء، إلى تعزيز الدور الريادي الذي ما فتئت تلعبه على امتداد تاريخها خدمة للدين الإسلامي الحنيف وما يحفل به من قيم وأخلاق سامية، لم يزل الشناقطة يعملون جاهدين على نشرها في مختلف الربوع خدمة للإنسانية جمعاء وإنقاذا لها من براثن الجهل والعنف والتطرف والغلو.

كما أن موقع موريتانيا الجغرافي الذي يربط شمال القارة الإفريقية بجنوبها وكذا واجهتها البحرية المطلة على سواحل المحيط الأطلسي، يمكنانها من لعب دور هام في مجال التعاون بين مختلف قارات العالم.

ومنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) التي تضم حاليا 57 عضوا من مختلف قارات العالم، تم إنشاؤها بقرار صادر عن القمة الإسلامية التاريخية التي انعقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969م ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة.

وشكلت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية أول مستضيف لهذا المؤتمر حيث احتضنت عام 1970 أول مؤتمر لوزراء الخارجية، وتقرر فيه إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين للمنظمة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد