عرفت السنتان المنصرمتان من مأمورية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع الهادفة إلى تحسين الأوضاع المعيشية للفئات الهشة من المجتمع ودعم الأسر المتعففة والتكفل بذوي الوضعيات الصعبة.
وفي هذا السياق استعرض والي داخلت انواذيبو السيد يحي ولد الشيخ محمد فال في لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء حجم التدخلات التي قامت بها الدولة خلال السنتين المنصرمتين لصالح المواطنين.
وأشار الوالي إلى أن البلاد عرفت بعد مرور ثمانية أشهر على تشكيل أول حكومة بعد تقلد فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الحكم في البلاد أول حالة من جائحة كورونا في شهر مارس 2020 وبسبب خطورة هذه الجائحة والتأثيرات المترتبة عليها وما خلفته في العالم من آثار مدمرة كان لزاما على الحكومة التصدي لهذه الجائحة للتقليل من خطورتها والتأثيرات المترتبة عنها على المواطنين في البلاد، وهو الأمر الذي تم القيام به على أحسن وجه.
وقال إن التأثيرات المترتبة على هذه الجائحة لم تمنع الحكومة من مواصلة برامجها التنموية في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والتي كان لها انعكاسات كبيرة في التحسين من المستوى المعيشي للسكان خاصة بالنسبة للطبقات الهشة، كما اتسمت هذه البرامج بمحاربة الغبن والتهميش ضمن رؤية واضحة المعالم تقوم على العدالة والمساواة وتوزيع الثروة بين كافة شرائح المجتمع بشكل عادل.
وأوضح الوالي أن السنتين المنصرمتين عرفتا تنفيذ العديد من المشاريع ساهمت بشكل كبير في التحسين من الظروف المعيشية للمواطنين في الولاية، حيث استفادت الولاية على مستوى المحور الاجتماعي من عدة تدخلات تنفيذا لبرنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية الذي يهدف إلى التقليص من الفوارق الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الغبن والتهميش وتحسين الأوضاع المعيشية للطبقات الهشة من المجتمع.
وبين أن هذه التدخلات شملت التكفل بمرضى الفشل الكلوي وتخصيص مبالغ شهرية، كما استفاد منها الأطفال متعددي الإعاقة والنساء معيلات الأسر من مبالغ مالية معتبرة ، إضافة إلى التكفل ب 416 طفلا من 21 روضة على مستوى المدينة و فتح مركز لأطفال التوحد دشن من طرف السيدة الأولي خلال شهر نوفمبر الماضي.
وأشار الوالي إلى أنه تم كذلك تمويل عدة مشاريع مدرة للدخل للأشخاص المتعايشين مع الإعاقة وتمويل تجمعات للنساء معيلات الأسر ، كما تم تمويل تعاونيات زراعية وحرفية.
وعلى مستوى البنى التحتية أوضح الوالي أن الولاية عرفت تنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية تمثلت في تشييد ملعب انواذيبو الذي احتضن مباريات كأس أمم إفريقيا للشباب لأقل من عشرين سنة، حيث تم وضع الحجر الأساس له من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وانتهت الأشغال فيه وفق الآجال المحددة وبالمواصفات العصرية المتفق عليها، و تم بناء ثانوية مكتملة في حي مدريد، وبناء ما يزيد على 20 حجرة في ثانوية الامتياز في انواذيبو، ومدرسة مكتملة في حي الترحيل وأزيد من 30 حجرة كتوسعة في عدة مدارس متفرقة في المدينة، إضافة إلى وضع حجر الأساس من طرف رئيس الجمهورية لمقرات المجالس الجهوية على مستوى الوطن ككل ومقر المجلس الجهوي على مستوى مدينة انواذيبو والذي بلغت نسبة الأشغال فيه مراحل متقدمة و بناء مركز لأطفال التوحد.
وفي مجال توفير المياه أوضح الوالي أنه تم القيام بالعديد من الجهود في هذا المجال، حيث تم تعزيز الجهود المبذولة في مجال توفير الماء الصالح للشرب والعمل على سد النقص الملاحظ عبر إدخال آبار جديدة في الخدمة على مستوى بولنوار التي يتم من خلالها تزويد انواذيبو بالماء وذلك من خلال حفر عدة آبار جديدة ضمن مقاربة متبعة للتغلب على النقص الملاحظ في هذه المادة.
وفي مجال المياه الريفية أوضح الوالي انه تم تخصيص غلاف مالي من طرف هيئة “اسنيم” الخيرية للمياه الريفية في بلديتي “اتميمشات” و”إنال” وذلك من أجل حل مشكلة المياه في هذه البلديات.
وأضاف الوالي أن عمليات الحفر بدأت فعلا في مناطق من هذه البلديات وسيشمل هذا الحفر تسع آبار وذلك لضمان حل نهائي لمشكلة المياه.
وأشار إلى أن الغلاف المالي المخصص لحفر الآبار في هذه البلديات يدخل ضمن برنامج ممول من طرف الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم ” يبلغ مليار أوقية قديمة سيتم توجيهه إلى التنمية المحلية في ولايتي داخلت انواذيبو و تيرس الزمور.
وتحدث الوالي عن حزمة من المشاريع التي تم تمريرها خلال السنتين الماضية من طرف صندوق الإيداع والتنمية ووكالة التشغيل حيث أوضح أن الصندوق قام بعدة تمويلات خلال السنتين المنصرمتين لصالح 219 مشروعا في الوسط الريفي بغلاف مالي يناهز 40 مليون أوقية قديمة، فيما قامت وكالة التشغيل بتمويل 50 مشروعا في إطار “مشروعي” بغلاف مالي يناهز 97 مليون أوقية قديمة.
وفيما يتعلق بالتحويلات النقدية التي قامت بها المندوبية العامة “تآزر ” أوضح الوالي أن هذه التحويلات النقدية نفذت مرتين على مستوى الولاية وشملت في كل مرة أزيد من خمسة آلاف أسرة تم اختيارها عن طريق السجل الاجتماعي التابع لمندوبية “تآزر” وستتم تحويلات جديدة في القريب العاجل لصالح هذه الفئات ، مبرزا أهمية هذه التحويلات التي استهدفت أسرا محتاجة وفقيرة.
وأشار الوالي إلى انه تم إحصاء مجموعة من الأسر في المدينة من طرف المندوبية العامة للتضامن “تآزر” ستستفيد هذه السنة في إطار مشروع “داري ” من وحدات سكنية على عدة مراحل وقد تم الانتهاء من دراسة الأسر التي ستستفيد عن طريق لجنة من ” تآزر” و تضم ممثلا عن المقاطعة وآخر عن البلدية.
وبخصوص التوزيعات المجانية التي قامت بها مفوضية الأمن الغذائي لصالح المواطنين أوضح الوالي أنه تم سنة 2020 توزيع ما يزد على أربعة آلاف سلة غذائية لصالح أربعة آلاف أسرة في المدينة، كما استفادت الولاية سنة 2021 من توزيع سلات غذائية مجانية لصالح أزيد من خمسة آلاف أسرة على مستوى المدينة وذلك وفق السجل المعتمد من طرف “تآزر”، كما استفاد عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من توزيعات مجانية، و تم توزيع 50 طنا من الأسماك لصالح الأسر المحتاجة في المدينة مقدمة من طرف وزارة الصيد والاقتصاد البحري وهي التوزيعات التي تعززت بأخرى قامت بها شركة توزيع الأسماك لصالح أزيد من خمسة آلاف أسرة.
وأضاف أن هذه التوزيعات صاحبها التموين المستمر لعدد من الدكاكين لصالح المواطنين وفتح نقطتين لبيع المواد الغذائية خلال شهر رمضان بأسعار مخفضة هذا بالإضافة إلى تنفيذ عدة مشاريع مدرة للدخل لصالح عدد من التعاونيات في مقاطعتي الشامي وانواذيبو.
وفيما يتعلق بالبرنامج الخاص بالمنمين أوضح الوالي أن الولاية استفادت من كميات معتبرة من الأعلاف حيث استفادت سنة 2020 من 779 طنا من القمح المركب(ركل) و789 طنا من القمح بأسعار مدعومة وقد تم توزيع هذه الأعلاف على المنمين في وقت كانوا في أمس الحاجة إليها و تم تسييرها بالشراكة بين الإدارة والبلديات.
وقال إن هذه السنة عرفت زيادة كبيرة في الكميات المخصصة للمنمين بحوالي الضعف مقارنة مع السنة الماضية وقد انطلقت هذه العملية قبل أيام على مستوى مقاطعتي الشامي وانواذيبو ، مبرزا أن سرعة تنفيذ هذا البرنامج لصالح المنمين هذه السنة عائد إلى النقص الملاحظ في الأمطار خلال السنة الماضية .
ارتياح واسع لمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين
وفي هذا الصدد مثل برنامج “تآزر” الذي جاء في سياق القضاء علي مظاهر الغبن والتهميش فرصة لاستفادة 6803 أسرة متعففة من التوزيعات المجانية والتحويلات النقدية.
وفي هذا الإطار أكدت السيدة عيشة بلال من سكان حي بغداد في مدينة انواذيبو أنها استفادت من توزيعات المندوبية العامة “تآزر” وتوزيع المبالغ النقدية التي أعانتها على تدبر وضعية أسرتها التي تتكون من أربعة أبناء وزوج عاطل عن العمل بعد أن أقعده المرض، مضيفة أن المعونة المالية مكنتها من شراء بعض المواد الغذائية والأسماك التي تقوم ببيعها أمام منزلها، وتوجهت بالشكر الجزيل إلى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على هذا الدعم والاهتمام بالرغم من جائحة كورونا.
وفي سياق متصل تم الاهتمام بالعمل الاجتماعي وأطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة وأمراض الفشل الكلوي والنساء معيلات الأسر الفقيرة بالولاية، حيث أكدت السيدة خدي عبد الله رئيسة تجمع لتعاونيات نسوية في حي فم الباز أنهن تلقين المساعدات المالية والتمويلات من طرف وزارة العمل الاجتماعي والطفولةً والأسرة مما مكنهن من تطوير أنشطتهن، مضيفة أنهن يعملن في مجالات مختلفة من بينها صناعة “الكسكس” وزراعة الخضراوات.
أما فاطمة أمبارك مسؤولة مركز التوحد بالمدينة فبينت أن المركز يعنى بأطفال التوحد خاصة بالنسبة للعائلات الهشة، مضيفة أن به حاليا 21 طفلا من مستوين نفسي وذهني.
من جانبها بينت زينب بنت سيدي من أصحاب التصفية في انواذيبو أن وضعية أصحاب الفشل الكلوي تحسنت كثيرا خاصة بعد توسعة المركز وجلب طبيب متخصص، مضيفة أن الدولة تكفلت بهم وتقوم شهريا بدفع مبالغ مالية عن طريق تحويلات البنوك.
وأشارت إلى انه يوجد توجه جديد لتحسين أوضاع مرضى الفشل الكلوي، موجهة الشكر باسم أصحاب التصفية إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على العناية والاهتمام الذي يوليه للفئات الضعيفة من المجتمع.
بدوره أوضح السيد محمد محمود ولد افكو، رئيس منسقية اتحاد المعوقين بداخلت انواذيبو أن هذه الفئة حظيت باهتمام كبير خلال السنتين الماضيتين من مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مضيفا أن ذلك تمثل في تقديم المساعدات والتمويلات والعناية الخاصة من طرف قطاع العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة.
تقرير: الب ولد الواقف