اعتمدت وزارة التنمية الريفية في إطار سعيها لترقية أداء القطاع الزراعي في ولاية كوركول وخاصة في مجال زراعة الأرز منهجية تم في إطارها إنشاء مزارع نموذجية يستفيد المستثمرون فيها سواء كانوا رجال أعمال أو تعاونيات أو أشخاص عاديين من امتيازات معتبرة دعما وتشجيعا لهم للاستثمار في هذا المجال الحيوي والهام بالنسبة لبلادنا التي تعتمد في احتياجاتها من المواد الأساسية على الاستيراد من المصادر الخارجية.
وتتولى الدولة في إطار تقديمها لهذا الدعم جزءا من تكاليف شق القنوات المائية داخل هذه المساحات النموذجية، والمدخلات الزراعية، والبذور، والسياج، ومكافحة الطيور، والمبيدات، على شكل قروض، وذلك في إطار سياسة دعم المزارعين لزيادة إنتاجهم من خلال زراعة أكبر عدد ممكن من الأراضي الصالحة للزراعية على طول الضفة.
وقد أوضح المندوب الجهوي لوزارة التنمية الريفية، على مستوى ولاية كوركول، السيد الداه ولد زروق، في مقابلة مع بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء، أن الوزارة وفي إطار سعيها لزيادة الإنتاج الزراعي خصوصا من مادة الأرز على مستوى الولاية أنشأت مناطق زراعية نموذجية على الضفة و وضعت شروطا خاصة للمستثمرين الخصوصيين والتعاونيات الزراعية الراغبين في الاستثمار في هذه المناطق، مشيرا إلى أن في مقدمة هذه الشروط الالتزام بالتوجه إلى الزراعة والإنتاج بشكل فعلي وعملي، ودفع المستحقات المترتبة على القروض المقدمة.
وقال إن الوزارة تقوم في إطار التحفيزات التي تقدمها للمستثمرين في هاتين المزرعتين النموذجيتين، بتحمل جزء من التكاليف -على شكل قروض – المترتبة على شق قنوات الري، وتوفير المدخلات الزراعية، والأسمدة، والمبيدات، ومكافحة الطيور.
وأشار إلى أن التكاليف التي تتحملها الدولة في هذا الإطار على شكل قروض تتراوح بين الثلث بالنسبة لرجال الأعمال والنصف بالنسبة للتعاونيات الزراعية.
وقال إن المزرعة النموذجية الأولى في كوركول تبلغ مساحتها 75ر698 هكتار، في حين تبلغ مساحة المزرعة النموذجية الثانية 80ر1103 هكتارا، هذا بالإضافة إلى المناطق الزراعية الأخرى في الولاية المعروفة بالمناطق الصغرى التي تبلغ مساحتها 47ر312 هكتارا، تضاف إليها المناطق الزراعية في فم لكليته التي تبلغ 82ر270 هكتارا، وهو ما يعطينا مساحة إجمالية قدرها 84ر2385 هكتارا، مشيرا إلى أن الهكتار الواحد في هذه المزارع يتراوح حجم إنتاجه ما بين 7 إلى 11 طنا من مادة الأرز.
و أشار إلى أن المزارع النموذجية تشكل تجربة مهمة لزيادة الإنتاج ولتعزيز أداء القطاع الزراعي بصفة عامة من خلال تشجيع المستثمرين على الولوج إليه.
وطالب المستفيدين من هذه المزارع النموذجية بالتقيد بالإجراءات المحددة المتمثلة أساسا في الإقبال بشكل عملي على زراعة المساحات المخصصة لهم، ودفع مستحقات القروض المقدمة لهم، مشيرا إلى أن المستثمرين في المزرعة النموذجية رقم 1 دفعوا مستحقاتهم بنسبة 98% تقريبا، في جين دفع المستثمرون في المساحة النموذجية رقم 2 مستحقاتهم بنسبة 83%.
وأوضح المندوب الجهوي لوزارة التنمية الريفية، على مستوى ولاية كوركول، أن التعليمات المقدمة للمندوبية توصي بتقديم الدعم المناسب لكل من يعمل على تحقيق استثمار فعلي على أرض الواقع في المجال الزراعي على مستوى الولاية سواء كانوا رجال أعمال أو تعاونيات أو أشخاص عاديين.
وقال إن هذه السنة سنة جيدة لله الحمد بالنسبة للقطاع الزراعي على مستوى الولاية حيث بدأت الزراعة المطرية مبكرا أواخر شهر يوليو، وتم توزيع المعدات اللازمة من بذور وأسمدة على المزارعين.
وقال إن عملية توزيع البذور التقليدية تم في إطارها توزيع 75 طنا على مستوى جميع مزارع الولاية، مشيرا إلى إن وضعية المزارع في الولاية جيدة.
وأشار إلى أن الولاية تتوفر هذه السنة على غطاء نباتي ممتاز يكفي لمدة سنتين إذا ما تمت المحافظة عليه، مطالبا الجميع بالمساهمة في توعية وتحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي وتجنب كل ما من شأنه أن يسبب الحرائق.
أما السيد آمدو حمدي تام، رئيس تعاونية “يونكل”، وأمين عام اتحاد تعاونيات المزرعة النموذجية رقم 2، فقد ثمن الدعم المقدم للتعاونيات على شكل قروض لدعم إنتاجهم وزيادة مردوديته.
وطالب بالسماح للتعاونيات بتسديد القروض على مراحل، وتوفير المدخلات الزراعية ذات النوعية الجيدة، وبفتح ورشات لإصلاح مضخات سحب المياه على مستوى الولاية.
وأكد على ضرورة قيام شركة “سنات” بتوفير الآليات التي تتولى تهيئة التربة في بداية كل موسم زراعي على مستوى الولاية لتكون في متناول المزارعين، مشيرا إلى أنهم يلجؤون حاليا إلى الذهاب إلى مدينة روصو بولاية اترارزة من أجل استئجار هذه الآليات وهو ما يضاعف عليهم تكاليف إجارتها.
وطالب بتوفير عدد كبير من المرشدين الزراعيين في الولاية لكي يقدموا التوصيات والدعم الفني للمزارعين، مشيرا إلى أن عددهم الحالي في الولاية قليل جدا بالمقارنة مع حجم الاستثمارات في القطاع الزراعي و ما توفره هذه الولاية من فرص متعددة ومتنوعة في هذا المجال.
تقرير:هواري محمد محمود