تعيش مدينة كيهيدي أجواء حملة الانتخابات الرئاسية هذه الأيام على غرار باقي مدن البلاد .
و تميزت هذه الأجواء بانتشار صور المترشحين في الشوارع وعلى السيارات كما تنتشر الخيم على قارعة الطريق الرئيسي بالمدينة و التي يتخذ منها أنصار المترشحين مقرات للدعاية لصالحهم عبر مكبرات الصوت عن طريق تقديم البرامج الانتخابية أو الأناشيد الداعمة للمترشحين بمختلف اللغات الوطنية .
و عندما يحل الظلام تخطف الأبصار أضواء ملونة مبهرة تتزين بها الشوارع و واجهات المقرات الانتخابية في الوقت الذي تنطلق فيه الأماسي الانتخابية المصحوبة بأداء الفرق الفنية و كذا الفلكلور الشعبي الأصيل.
وتتعالى الخطابات السياسية التي تلهب حماس الجماهير من طرف منسقي الحملات أو منتخبي و أطر و وجهاء المدينة دعما لهذا المرشح أو ذاك حيث يبدع كل خطيب في استخدام أساليب البلاغة لإقناع الناخب بخياره المحدد فيسهب هذا في تعداد مناقب مرشحه و تاريخه السياسي الذي يراه حافلا بما يجعله أهلا لتقلد أعلى منصب في البلاد و تبدع هذه في كيل أنواع المديح لمن تسميه الخيار الأمثل في هذه المرحلة قبل أن يدخل الشعراء إلى الواجهة فتجود قرائحهم بالكلام الموزون المقفى في تلميع هذا المرشح أو ذاك و بشتى اللغات الوطنية فيتمايل الجمهور طربا لهذا الابداع .
و هكذا تستمر أجواء السمر الانتخابي الاستثنائي حتى ساعات الفجر الأولى حيث يسود الصمت و تستسلم الأجساد للنوم في انتظار إشراقة شمس الغد عندها تنطلق الأجواء الانتخابية و لكن من زاوية أخرى حيث تقطع الصمت الروتيني مكبرات صوت محمولة على سيارة تزف أخبار قدوم المرشح الفلاني إلى المدينة .
فتبدأ التحضيرات نفس ق صفوف الجماهير زاحفة صوب إحدى الساحات العامة لاستقبال مرشحها و هي ترفع الصور المكبرة له و كذا قبعات تحمل الصورة و الشعار لتلتقي الحشود و الهتافات تملؤ الأجواء مع التصفيق الحار لكل نبرة حماس تلامس شغاف القلوب .
و عندما تميل الشمس إلى الغروب يعود الجميع إلى المنازل لالتقاط الأنفاس في انتظار موعد جديد مع سهرة أخرى و هكذا تنقضي يوميات الحملة وسط تفاعل جماهيري كبير استعدادا ليوم الاقتراع .