28 دجمبر2007 (وم ا) قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو ان الاعتداء على أسرة فرنسية” مستأمنة من أشنع الجرائم فى ميزان الشرع ” خاصة فى الشهر الحرام ، وذلك فى اعقاب الاعتداء على سياح فرنسيين شرقي مدينة الاك الاثنين الماضي.
وفى بيان توصلت الوكالة الموريتانية للأنباء، بنسخة منه أكد الشيخ ان هذا الفعل” امر لا يقره شرع ولا عقل لما فيه من ازهاق لارواح بشرية من غير سبب وترويع للآمنين”
وجاء فى البيان” الحمد لله ..اما بعد فقد بلغني ماحصل بالأمس في بلادنا من الاعتداء على أسرة فرنسية مستأمنة وهو امر لا يقره شرع ولا عقل لمافيه من إزهاق لأرواح بشرية من غير سبب وترويع للآمنين ، فلزم بيان حكمه شرعا وبراءة الاسلام منه ، فقد اخرج البخاري في صحيحه فى كتاب الديات ، فى باب إثم من قتل ذميا بغير جرم ،عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ،وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما.”
واخرجه أيضا فى كتاب الجزية ، فى باب اثم من قتل معاهدا بغير جرم ،بلفظ:” من قتل معاهدا…” الحديث .
واخرج ابو داوود فى سننه فى كتاب الجهاد، فى باب فى الوفاء بالمعاهد وحرمة ذمته ، من حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال:”قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : “من قتل معاهدا فى غير كنهه حرم الله عليه الجنة.”
واخرج الترمذي فى سننه فى كتاب الديات في باب ماجاء فيمن يقتل نفسا معاهدا ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” الا من قتل نفسا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد اخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا.”
قال ابو عيسي: حديث ابي هريرة حديث حسن صحيح . واخرج ابو داوود فى سننه فى كتاب الخراج والامارة والفيئ ، فى باب تعشير اهل الذمة اذا اختلفوا بالتجارات ،عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”الا من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فانا خصمه يوم القيامة.” وسنده لا بأس به ولا يضره عدم تسمية اولاد الصحابة فهم عدد يجبر تعددهم جهالتهم ولذلك سكت عنه ابو داوود والحافظ فى الفتح.
وقال الحافظ ابن حجر فى شرح حديث عبد الله بن عمرو: “من قتل معاهدا” وهو من له عهد مع المسلمين سواء كان بعقد الجزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم.
وقال عبد العظيم آبادي فى عون المعبود فى شرح حديث أبي بكرة: “فى غير كنهه” قال فى النهاية: كنه الأمر حقيقته وقيل وقته وقدره وقيل غايته.
ومما يزيد هذه الجريمة شناعة أنها ارتكبت فى الشهر الحرام الذي نهى الله عن قتال المقاتلين فيه فكيف بالمستأمنين قال الله تعالي: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير”.
وبهذه النصوص الصحيحة والصريحة تتبين براءة الإسلام من هذه الجريمة، وأنها من اشنع الجرائم وأبشعها فى ميزان الشرع الحنيف.
نسأل الله أن يجنب بلادنا مخاطر التطرف والعدوان، وأن يجعلها آمنة إلى يوم التناد، وأن يقمع أهل الزيغ والفساد.
وصلى الله وسلم على نبينا الكريم محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه محمد الحسن بن الددو بتاريخ 25 ديسمبر 2007
الموضوع السابق
الموضوع الموالي