AMI

خطاب السيد رئيس الجمهورية أمام قمة أوروبا وافريقيا في لشبونه

أكد السيد سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية أن قادة دول افريقيا واوروبا قادرون بالتضامن على بناء عالم أكثر عدلا وانصافا،يدرك فيه الاغنياء والاقوياء أن غناهم وقوتهم سيزدادان عندما يكون الفقراء والمهمشون من حولهم اغنياء منتجين فاعلين فى بناء الحضارة الانسانية.
وأشاررئيس الجمهورية فى خطاب ألقاه مساء السبت في جلسة مغلقة لقمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا المنعقدة حاليا بلشبونة،الى نجاح موريتانيا قبل فترة وجيزة فى خوض مسلسل ديمقراطي شهد المراقبون الدوليون بشفافيته ونزاهته.
ووجه رئيس الجمهورية بهذه المناسبة جزيل الشكر للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى على إشادته بالتجربة الديمقراطية الموريتانية.
وأعرب السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن ثقته الكاملة في أن قمة لشبونة تعتبر طريقا للولوج من الباب الواسع إلى عصر الشراكة الفاعلة من أجل تحقيق الاهداف المشتركة.
وهذا النص الكامل للخطاب:
//السيد الرئيس،
أصحاب الفخامة والسعادة،
أيها السيدات والسادة،

أود البداية أن أشكركم ـ فخامة الرئيس ـ على دعوتكم الكريمة ،وأن أعبر لكم عن سعادتنا باستئناف عقد قمتنا هذه،آملين أن يكون لقاؤنا في لشبونه فرصة لتعويض ما فات في السبع سنوات التي مرت منذ انعقاد قمة القاهرة.
وأرى لزاما علي في هذا المقام أن أتوجه بشكر خاص الى البرتغال وشعبها لما وفره هذا البلد الكريم من أسباب النجاح لهذا اللقاء .
كما أود أن أعبرعن اعتزازنا بعقد هذه القمة في لشبونه أياما قلائل بعد الاحتفاء فيها بالسنة الاوروبية لحوار الحضارات.
السيد الرئيس
ان شعوب افريقيا تعلق على مؤتمرنا هذا آمالا كبيرة، نعتقد أنها آمال مشتركة مع شعوب اوروبا، ومع كل المهتمين بالامن والاستقرار والتنمية وكل المنشغلين بمستقبل البشرية،ايا كان موقعهم على هذا الكوكب الصغير.
ان المعركة ضد الفقر والمرض والجهل وانتشار المخدرات والغلو والحروب والصراعات الضيقة، وكل أوجه التخلف والتلوث البيئي او الفكري ينبغي أن تكون معركة الجميع ، لانها معركة من أجل مستقبل العالم كله، ولان النجاح فيها يعطي العولمة الزاحفة ملامح انسانية، هي اليها بأمس الحاجة .
ونحن كمجموعتين متكاملتين قادرون بالتضامن على تقديم مساهمة كبيرة في كسب هذه المعركة،وفي حل مشكلات فرعية أخرى مثل مشكلة الهجرة السرية.
كما أننا بالتضامن قادرون على بناء عالم أكثر عدلا وانصافا، يدرك فيه الاغنياء والاقوياء أن غناهم وقوتهم سيزدادان عندما يكون الفقراء والمهمشون من حولهم أغنياء منتجين فاعلين في بناء الحضارة الانسانية.
السيد الرئيس ،
لقد نجحت بلادي ،موريتانيا منذ فترة وجيزة في خوض مسلسل ديموقراطي شهد المراقبون الدوليون بشفافيته ونزاهته وفي هذا الاطار أوجه جزيل الشكر للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على اشادته بالتجربة الديموقراطية الموريتانية .
السيد الرئيس
يتمتع المواطنون في بلدي اليوم، بجميع الحريات الاساسية، بما فيها حرية التعبير والتنظيم، وقد ارسينا تقاليد الحوار بين الفاعلين السياسيين دون اقصاء لاي كان.
وسعيا الى تعزيز دولة القانون ، وارساء دعائم الحكم الرشيد،اتخذت بلادي سلسلة من الاجراءات من بينها:
اعتماد استراتيجية لمحاربة الفساد.
وقد تم اتخاد اجراءات فاعلة لضمان العدل وتوطيد الوحدة والوئام الوطنيين، وقررنا في هذا الصدد مكافحة مخلفات الرق في ظل قانون جديد يجرم استغلال الانسان لاخيه الانسان، كما شرعنا في معالجة المظالم التي وقعت في فترات سابقة ، وذلك بفتح باب العودة الكريمة والاندماج الاقتصادي والاجتماعي أمام جميع مواطنينا اللاجئين في السينغال ومالي، وبالعمل من أجل تسوية ملفات الارث الانساني العالقة.
وقد وضعنا خطة وسيطة للتنمية تهدف الى تعزيز هذه المسارات والى الحد من الفقر، وخلق فرص العمل وتشجيع الانتاج وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وأود أن أتوجه هنا بشكر خاص الى جميع شركائنا في التنمية الذين اجتمعوا في الايام الماضية في باريس ومنحونا ثقتهم ودعمهم وتعهدوا بمؤازرتنا في تنفيد الخطة.
وعلى صعيد آخر تشكل موريتانيا بمساحتها الواسعة وبموقعها الاستراتيجي على المحيط الاطلسي، نقطة عبور محببة لبعض المغامرين من تجارالمخدرات ورواد الهجرة السرية.
وقد سجلنا بحمد الله انجازات مهمة في مساعينا لمكافحة هاتين الظاهرتين رغم تواضع امكانياتنا، وذلك ايمانا منا بضرورة التضامن في مواجهة المشكلات العابرة للحدود ، ووعيا منا بمسؤولياتنا تجاه دول وشعوب أخرى هي المستهدفة أصلا بتلك التجارة وبهذه الهجرة.
ونحن نعتقد أن على العالم ،وعلى أوروبا بوجه خاص ،مسؤولية كبيرة في ابتداع آليات ذكية،علاجية ووقائية، تسمح بالحد من هذه الظواهر.وفي مقدمة هذه الاليات مساعدة الدول الافريقية على توفير ظروف العيش الكريم ،وفرص العمل المنتج لمواطنيها.
السيد الرئيس
تشكل قمة افريقيا وأوروبا فرصة ثمينة للتفكير والتخطيط ثم العمل البصير من أجل علاج المشكلات في جذورها العميقة،علاجا يقوم على رؤية تضامنية حصيفة،ويستند الى مبادئ الحوار البناء.
ونحن في موريتانيا أرض التواصل البشري والتلاقح الثقافي،على استعداد كامل للمساهمة في اغناء الحوار وتعزيز الوئام بين شعوب قارتينا،باستخدام كل الاطر المتاحة.
ولايسعني في الختام الا أن أعرب عن ثقتي الكاملة في أن قمة لشبونه طريق للولوج من باب واسع الى عصر الشراكة الفاعلة من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة.
وأشكركم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد