افتتحت اليوم الثلاثاء بنواكشوط أشغال اجتماع للخبراء حول تطوير برامج الإذاعات للتعريف بالإسلام في الدول الإفريقية بإشراف وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد الامين ولد الشيخ.
وشمل برنامج الاجتماع المنظم على مدى يومين من طرف اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة واتحاد الإذاعات الإسلامية، تقديم عروض من بينها الإعلام السمعي في ظل تطوير الإعلام الجديد “الإمكانات والتحديات “، وتجارب الإذاعات الإفريقية المشاركة في نشر الإسلام والتعريف بقيمه السمحة، ومتطلبات تطوير البرامج الإذاعية للتعريف بالإسلام ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال.
وأكد وزير الثقافة، في كلمة له بالمناسبة، أن الإعلام السمعي يُعَد من أهم وسائل الاتصال الجماهيري وأكثرها ذيوعا وأسرعها انتشارا؛ الأمر الذي جعل منه في عصرنا الحالي أداة فعالة ومناسبة للتعريف بالإسلام الصحيح.
وأضاف أن بث المصاحف المسموعة لكبار القراء وتقديم البرامج العلمية الهادفة إلى نشر الثقافة الإسلامية السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال، يحول دون انتشار الفكر الهدام المبني على الغلو والتطرف، والذي أصبح خطرا حقيقيا يهدد كيان أمتنا.
وأبرز الوزير أن بلادنا وبتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ماضيةٌ في نهجها الرامي إلى تعزيز دور الإسلام الوسطي، مبينا أن ذلك تجسد من خلال طباعة المصحف الشريف، وفتح إذاعة القرآن الكريم وقناة للمحظرة، إضافة إلى العناية الفائقة بالعلماء والأئمة؛ مما كان له الأثر البالغ في ترسيخ قيمنا الإسلامية السمحة وتجنيب بلدنا ويلات التطرف والغلو.
وقال إن العروض المقدمة والنقاشات المثمرة، التي ستتخلل هذا اللقاء، ستساهم في تعزيز قدرات الإذاعات الإفريقية لتكون في مستوى التطلعات لنشر قيم الإسلام الصحيحة المرتكزة على التسامح والسلم والاعتدال والوسطية، داعيا إلى الاستفادة من هذا اللقاء العلمي.
وأوضح الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور اسماعيل ولد شعيب، من جانبه، أن الإعلام يلعب دورا محوريا في تنوير الرأي العام والمساعدة على فهم ما يقع من أحداث وإيصالها للمتلقي إذا صاحبه الصدق واكتنفته الأمانة.
وأبرز أن وسائل الإعلام في المجتمعات الإفريقية مدعوة إلى بذل المزيد من الجهود المنهجية والفكرية لتوعية المستمع وإقناعه بخطورة التطرف والغلو ودعوته إلى الوسطية والاعتدال، من أجل مواجهة انتشار المسلكيات الشاذة على الأفراد والمجتمعات والدول.
وبين المدير العام لاتحاد الإذاعات الإسلامية السيد محمد السالم ولد بوكه، من جانبه، أن الجهات المنظمة لهذا اللقاء أرادت أن تؤطر جهود بعض الإذاعات الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية لتنخرط في هذا المجال من خلال كسب المهارات الضرورية لتطوير برامجها الخاصة للتعريف بالإسلام ونشر ثقافة السلم والاعتدال ومحاربة ظواهر الغلو والتطرف.
وجرى افتتاح أشغال الاجتماع بحضور المدير المساعد لإذاعة موريتانيا السيد صالح ولد دهماش، وممثلين عن بعض إذاعات الدول الإفريقية.