دعا رئيس الجمهورية السيد سيدي محمد ولد الشيخ الجميع للواقعية والإنصاف في تقييم أداء الحكومة.
وأكد في كلمة جلسة حوار حضرها أطر ووجهاء ونشطا المجتمع المدني والفاعلون السياسيون والاقتصاديون في ولاية دخلت نواذيبو،أنه سمع خلال الأشهر الأخيرة انتقادات موجهة للحكومة غير أنه بعد تمحيصها اتضح له أنها انتقادات غير منصفة وغير واقعية لأنها انتقادات تحمل الحكومة كل شيء حتى الأمور الخارجة عن إرادتها.
وقال”..لقد قررنا أن نعقد اليوم مجلس الوزراء في مدينة نواذيبو وأنا متأكد من أنها المرة الأولى في تاريخ موريتانيا كدولة مستقلة يعقد فيها مجلس الوزراء خارج العاصمة”.
وأضاف قائلا”..القصد من هذا الاجتماع ليس السياحة في نواذيبو المكان الجميل الذي نتمنى زيارته،لكن القصد منه حقيقة هو أن نعبر عن اهتمامنا بتنمية هذه المنطقة لأننا نعتقد أنها تمتلك المؤهلات التي تجعل منها قطبا تنمويا كبير بهذا البلد مما يعود بالنفع على سكان المدينة وعلى سكان المنطقة وعلى الموريتانيين جميعا، ونرجو،في حالة ما إذا تقدمت هذه المدينة وتطورت أن تكون مثالا للتنمية ولتقدم المناطق الأخرى في البلاد”.
وأكد رئيس الجمهورية أن مجلس الوزراء الذي عقد أمس جلسته الأسبوعية في نواذيبو قد تدارس قضايا هذه المدينة بوضع تصور لمستقبل المدينة وما ينبغي أن يكون عليه هذا المستقبل حتى يشكل إنارة لتوجيه العمل كما اتخذ المجلس حسب الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة جملة من الإجراءات أذكر منها رغبتنا في أن نجعل من نواذيبو نموذجا فيما يخص الإدارة.
وقال “..لقد طلبنا من كافة الوزارات الممثلة هنا أن تختار موظفين من ذوى الكفاءات للعمل في مدينة نواذيبو تى نتوفر على إدارة قادرة على مواكبة التطور الذي ننشده للمدينة والذي سيتجسد في المستقبل القريب بحول الله في بعض المشاريع الكبرى التي يتطلب وجودها وجود إدارة لدعم سيرها، كما اتخذنا إجراءات أخرى في كافة القطاعات من شانها أن تحسن من الإمكانيات المتوفرة لدينا”.
وذكر رئيس الجمهورية بالسيرالحسن للانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية مبرزا أنها،تميزت بكونها حرة وبأن الموريتانيين استطاعوا من خلالها أن يعبروا عن الكثير من النضج والكثير من المسؤولية والتسامح.
وقال”.. نحمد الله على أن هذه الانتخابات،جرت دون أن تحصل بالبلد مشاكل بين الناس الأمر الذي لاحظه العالم أجمع”.
وحول إنجازات الحكومة أكد رئيس الجمهورية أن ما تم القيام به ليس قليلا كما انه يسير في اتجاه جعل هذا البلد بلدا ديمقراطيا وبلد قانون وبلدا يسعى لتقوية وحدته الوطنية وبلدا يتمتع بالحكم الرشيد وبالبحث بطرق واضحة عن أحسن تنمية يمكن أن يقام بها وفق الإمكانيات المتوفرة.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا”..من الغلط تماما أن يتخيل الشعب أن نموه وتطوره ،قضية لا تعنى سوى الحكومة أو أن مجرد شعور المواطن بالنقص في جانب يجعل الحكومة مخطئة أو عاجزة عن أداء واجبها.
وقال”..قد سمعت خلال الأشهر الماضية الكثير من الانتقادات الموجهة للحكومة وفى الحقيقة لا حظت في ذلك مسالتين احداهما أن القسم الأكبر من هذه الانتقادات غير مؤسس على دراية بالأمور كما انه غير مبن على الإنصاف هذا من جهة ومن جهة ثانية لاحظت انه نادرا ما أسمع أو أقرا في الصحف كلمة واحدة تتحدث عن واجب المواطن”..
وإذا نظرنا اليوم،يضيف رئيس الجمهورية،نجد أن العقليات المتفشية حاليا تتناقض تناقضا كبيرا مع التغير والتحسن ..وقد سمعت مؤخرا وزيرة التعليم تقول انه عندما يطلب منها احد الوجهاء ،مثلا،خدمة تحويل معلم أو معلمة من باسكنو إلى نواكشوط فان هذا الوجيه لن يتفهم بأن تحويل معلم أو معلمة من باسكنو يعنى تحويل موظف لمكان لا يحتاج إليه كماأنه يعني في نفس الوقت إغلاق حجرة دراسية في مكان يحتاج لتلك الحجرة.
وتابع رئيس الجمهورية حديثه قائلا”..عند ما يتكرر هذا الأمر ويتحول عملنا اليومي إلى البحث عن المصالح الضيقة فإننا بذلك نكون قد اقفلنا الباب في وجه التغيير الحقيقي، فنحن من جهة- وقد كنت أتحدث عن التعليم – نعرف جميعا بان التعليم مترد في هذا البلد لكن القليلين جدا هم المستعدون لقبول متطلبات هذا الإصلاح.
واعتبر رئيس الجمهورية أنه من غير الطبيعي انشغال الجميع بموضوع التعيينات الذي أصبح يسيطر على حياة الموريتانيين ويمنعهم من التفكير في مستقبلهم.
وتحدث رئيس الجمهورية عن النظام الذي نعيشه اليوم فقال إنه نظام ديمقراطي بكل ما في الكلمة من معنى والدليل على ذلك أن الحكومة منذ توليها مقاليد الأمور لم تتسبب في الحد من حرية مواطن ايا كان لا في مجال التعبير ولا في مجال الحركة التي يقوم بها هذا المواطن لدرجة أصبح يقال معها أن الحكومة ضعيفة أو أنها لا تتوفر على سلطة كافية.
وخصص رئيس الجمهورية جانبا من كلمته للحالة الاقتصادية فقال إن الذي يمتلكه بلدنا من الموارد هو ما يجنيه من ضرائب ورسوم جمركية وما يحصل عليه من بعض المؤسسات الذي يمكن أن يسمى هو الآخر ضرائب أو أرباح أو غيرها وهذه الموارد كلها محدودة وطريقة توسيعها وتنميتها تكمن في زيادة الضرائب أو الرسوم الجمركية وإذا كان هناك بعض الأشخاص يحصل بعمليات سحرية على الأموال فان الدولة ليس بمقدورها عمل ذلك بمعنى انه ينبغي أن ندرك جميعا مستوى الممكن ومستوى اللاممكن.
وقال”..إن بلدنا بلد واعد والحمد لله وسيكون له – حسب ما عندنا من معلومات- مستقبل مزدهر وهو على أبواب الحصول على الكثير والكثير لكن إمكانياته في الظرفية الحالة محدودة نظرا لارتباطها بما ذكرنا وبمجال التسيير ولعلاقتها بالشراكة أيضا.
وتحدث رئيس الجمهورية عن اجتماع هام للممولين مقرر في شهر ديسمبر المقبل ستقدم الحكومة خلاله كافة المشاريع المقررة .
وأكد رئيس الجمهورية أن الحكومة تعمل حاليا لتهيئة مناخ ملائم للاستثمار يراعى وجود العدالة والإدارة و النظام الضريبي الثابت والمشجع بهذا البلد.
وفيما يتعلق بالاسعار أضاف رئيس الجمهورية قائلا “..إننا نوجد اليوم في عالم لا نتحكم فيه وبلدنا ينتج القليل ويستورد الكثير مما يستهلكه”..وقال “إن ارتفاع الأسعار في العالم الذي نأسف له ونتألم من وقعه على مواطنينا يحتم علينا النظر فيما ما يمكن القيام به وما لا يمكن القيام به تبعا للموارد المتاحة،وأنا،يقول رئيس الجمهورية،أعتقد أن ما يمكن أن يطور هذا البلد هو أن نضع فرقا بين الممكن والمستحيل لأن المطالبة بالمستحيل لا تقدم ولا تؤخر وأنا اسمع عن أشياء غير واقعية وغير منصفة فيما يتعلق بالاحتجاج علينا عندما يرتفع السعر في الخارج دون أرادتنا وهذا أمر غير مقبول”.
واختتم رئيس الجمهورية حديثه مؤكدا أن علينا النظر في هذه الأمور جميعا بحرية كاملة وبموضوعية حتى نتمكن من إنجاز ما يمكن إنجازه منها عوض البحث عن شتى الطرق لتحميل الحكومة المسؤولية عن كل شيء بدونما واقعية أو تمحيص”.