احتضنت قاعة المطالعة بالمكتبة الوطنية صباح اليوم محاضرة بعنوان تاريخ المخطوطات الموريتانية.
وتأتي هذه المحاضرة التى قدمها الأستاذ أحمد ولد محمد يحي في إطار المعرض الخاص بالتراث والآثار الذي تنظمه إدارة المكتبة والمتاحف منذ الاثنين الماضي.
وتناول المحاضر في البداية تاريخ الكتابة بشكل عام حيث أشار الى أنه منذ القديم بدأ الإنسان يدون معارفه وأفكاره على الحجارة ولحاء الأشجار وجلود المواشي قبل اكتشاف الورق مؤكدا أن ذلك كله يدخل في نطاق المخطوطات.
وأضاف أن الإسلام دخل موريتانيا في نهاية القرن الأول الهجري وانه رغم كثرة العلماء الموريتانيين منذ ذلك التاريخ، لم يعثر على أي مخطوطات قبل القرن الخامس الهجري حيث ظهر أول مخطوط موريتانيي بعنوان الإشارة في تدبير الإمارة للإمام الحضرمي المرادي، وهو كتاب في مجال السياسة.
وأكد المحاضر أن التأليف في موريتانيا لم يتواصل بشكل ملحوظ قبل القرن الحادي عشر الهجري، مشيرا الى أن المكتبات الموجودة الآن قد تشكلت في القرنيين 12 و13 للهجرة كمكتبة الأوقاف ومكتبة أهل حبت، ومكتبة أهل كتاب في وادان ومكتبة أهل الطالب بوبكر في ولاتة، وأفاد المحاضر في عرضه أن عدد المخطوطات الموريتانية يزيد على أربعين ألف مخطوط علاوة على الرسائل والعقود والوثائق.
وفي نهاية العرض نبه المحاضر الى ضرورة رصد جميع المخطوطات داخل الوطن وإنقاذها من التلف والإهمال اللذين تتعرض لهما من قبل المالكين الأصليين وورثتهم الذين يستأثرون بهذه المخطوطات بدافع التعلق بها دون أن يعلموا أن الدولة أولى وأقدر على حمايتها من الأفراد مستشهدا بالقولة المأثورة: ومن الحب ماقتل.
وحضر هذه المحاضرة المدير العام لمؤسسة المكتبة والمتاحف وجمع من الأكادميين ورجال الثقافة ورواد المكتبة.