غادر نواكشوط صباح اليوم الأربعاء السيد ميغيل انخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسباني بعد زيارة عمل لموريتانيا دامت يومين.
وعقد الوزيرالاسباني قبل مغادرته انواكشوط مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره الموريتاني أكدا فيه على متانة الروابط بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية ومملكة أسبانيا.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني “أود أن أرحب بصديقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون في مملكة أسبانيا الذي يزور موريتانيا يومين بعد الاستفتاء علي الدستور وفي وقت مهم جدا من تاريخها السياسي.
نحن نقدر له هذه الزيارة ونثمن جهده في النهوض بالعلاقات بين موريتانيا وأسبانيا.
وأقول كذلك أن هذه العلاقات متميزة وواعدة و سنعمل إن شاء الله في الأشهر القادمة علي تعزيزها، وكلنا تفاؤل لمستقبلها”.
وأعرب وزير الخارجية الأسباني عن ارتياحه الكبير لوجوده في موريتانيا خاصة بعد الاستفتاء الذي عبر فيه الشعب الموريتاني بشكل حازم عن التزامه بطريق الديموقراطية .
وقال:”أن أسبانيا وقفت دائما مع جهود إرساء الديموقراطية في موريتانيا، ويمكنني القول أن موريتانيا بامكانها أن تعول علي الدعم الأسباني .
فالشعب الموريتاني ورئيسه وسلطاته يستحقون التهنئة على هذا الالتزام بدمقرطة الحياة السياسية في البلاد”.
“وأود كذلك أن اعبر عن امتنان الحكومة والشعب الأسباني لجهود موريتانيا وتعاونها المتميز في مجال محاربة الهجرة السرية، سواء تعلق الأمر بالجهود الذاتية آو المشتركة في هذا المجال.
ويمكننا اليوم ملاحظة أن هذه ألازمة التي تفاقمت في الأسابيع الأولي وسيرناها بشكل مشترك، قد خفت حدتها الآن، لكن ذلك لا يعني أن نبقي مكتوفي الأيدي حيال محاربتها، وإنما يتعين علينا جميعا العمل وترجمة ذلك بشكل مسؤول في الإطار الثنائي من اجل مواجهة هذه الشبكات والعصابات التي تبحث
دائما وبمختلف الوسائل عن الطرق الخارجة عن القانون”.
وأكد في هذا الاطارالتزام بلاده الحازم والنهائي بتدعيم التعاون في مختلف المجالات ليس ثنائيا فحسب وإنما في إطار الاتحاد الأوروبي الذي قال انه ينبغي أن يكون فاعلا رئيسيا ليس فقط في مجال محاربة الهجرة السرية وإنما في مختلف جوانب التنمية الاخري.
وقال أن أسبانيا دعمت موريتانيا على الدوام في جهودها التنموية، سواء علي مستوي الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي، وان وجوده في موريتانيا حاليا وتوقيعه علي عدد من الاتفاقيات تبرهن علي الإرادة الأسبانية في العمل مع موريتانيا.
وأضاف:” لقد وقعت هذا الصباح اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية، تقدم بموجبها أسبانيا 500 ألف اورو لدعم المسلسل الانتخابي في موريتانيا وأخري في مجال العون الغذائي لمساعدة موريتانيا فيه وابروتوكول اتفاق في مجال الصيد التقليدي من اجل خلق فرص للتشغيل وتعزيز المستقبل الاقتصادي لهذا القطاع الموريتاني”.
وجدد رئيس الدبلوماسية الأسبانية الشكر والامتنان للسلطات الموريتانية علي الضيافة الكريمة وحسن الاستقبال اللذين كان ووفده المرافق موضعا لهما طوال الزيارة، مؤكد أن العلاقات الموريتانية الأسبانية جيدة جدا وثابتة.
وشعبينا”.
وردا علي سؤال حول رؤية أسبانيا للحل السياسي في الصحراء الغربية قال السيد موراتينوس “أن هذه المشكلة تم التطرق لها أمس وهناك تطابق لوجهات النظر بين الجانبين علي صعيدها”.
أضاف:”لقد عبرنا عن دعمنا لقرارات مجلس الأمن الأخيرة ذات الصلة من اجل إيجاد حل عادل ونهائي يقبله الطرفان وجميع الأطراف.
وقد ناقشت أمس خلال لقائي مع السيد الرئيس هذه القضية الشائكة والتي طال أمدها، وهناك اتفاق على تضافر الجهود من اجل إيجاد الحل المناسب”.
وجوابا علي سؤال بشأن، الدعم الذي قدمته أسبانيا لموريتانيا في مواجهة الهجرة السرية، قال السيد احمد ولد سيد احمد “ان العلاقات بين البلدين لا تقتصر علي الهجرة السرية ومثلما قال السيد الوزير فان التعاون يشمل قطاعات متعددة.
وعلي صعيد هذه المشكلة فان موريتانيا ليست دولة مصدر لهذه الظاهرة وإنما دولة عبور لمواطني الدول الشقيقة جنوب الصحراء الذين يحاولون ويخاطرون في بعض الأحيان بأرواحهم، عابرين الحدود الموريتانية سواء برا آو بحرا في طريقهم إلى أسبانيا.
وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة مع أن جهود التغلب علي ظاهرة الهجرة السرية تتطلب كثيرا من الوسائل سواء كانت بشرية أو مالية.
ونحن عازمون علي القضاء علي هذا التدفق وتعاون أسبانيا ايجابي جدا علي هذا الصعيد، وقد عملنا في الأسابيع الأخيرة وبرهنا على أننا في مستوي تطلع الشرعية الدولية .
ويتعين أن لاننسي أن موريتانيا ليست دولة مصدر وسنجد الفرصة في الرباط في 10 يوليو المقبل في إطار اجتماع لهذا الغرض لمناقشة هذه المشكلة مجددا وموريتانيا من جانبها مستعدة دائما لإيجاد حل لها يأخذ في الاعتبار مختلف أبعادها.
أن تدخل السلطات الموريتانية علي صعيد هذا الملف يعرف تنوعا ونشاطا وقد قدمنا جملة مطالب إلى الحكومة الأسبانية ونحن مستعدون لمواصلة التعاون في هذا المجال من اجل تسيير هذا الملف”.