اطلقت وزيرة البيطرة السيدة فاطم فال بنت اصوينع اليوم السبت من قرية “مودجي” التابعة لمركز كوري الاداري بولاية غيدي ماغة، الحملة الوطنية لتحصين المواشي لموسم 2017-2018 وذلك تحت شعار:”بقدر ما نحصن …بقدر ما نكسب” وكذا الحملة الوطنية الأولى للتحسين الوراثي.
وترمي الحملة الوطنية لتحصين المواشي لهذا الموسم والتي تدوم ستة اشهر، الى تحصين مليوني رأس من الابقار ضد داء ذات الرئة والجنب الساري”بوقليب” واربعة ملايين رأس من الاغنام والماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة”بودميعه” وذلك بدعم من المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل
بموريتانيا”برابس”.
وأوضحت وزيرة البيطرة في كلمة لها بالمناسبة أن الحملتين المذكورتين تنطلقان في ظرفية استثنائية بالنسبة لقطاع الثروة الحيوانية في بلادنا وذلك بعد مصادقة
الحكومة مؤخرا على المخطط الوطني لتطوير الثروة الحيوانية أفق 2025 وتبني القطاع لخطة استراتيجية وطنية للمكافحة و القضاء على طاعون المجترات الصغيرة وهما حدثان أسسا لرؤية جديدة تسعى لرفع التحدي بخصوص الصحة الحيوانية والقضاء على الامراض الفتاكة المعيقة للتنمية في الوسط الريفي الى جانب ما تواصله المصالح البيطرية من عمل لنشر التغطية الصحية من خلال التحصين ضد مرض التهاب الرئة والجنب الساري ضد الابقار وتوفير جميع اللقاحات الاخرى ضد أهم الامراض المعدية المستوطنة في بلادنا.
وأضافت أن الحكومة عمدت في هذا الاطارتطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الى اعطاء قطاع الثروة الحيوانية الاهتمام اللائق به لما يزخر به من مقدرات كبيرة وما يلعب من دور اساسي في تحقيق الامن الغذائي ومكافحة الفقر ، حيث يشكل القطاع رافدا أساسيا من روافد التنمية الحقيقة في بلادنا ،
واكدت على أهمية الصحة الوقائية ومكانتها المركزية في المنظومة الصحية البيطرية مما دأبت الدولة على منحها الاولوية في برامجها الصحية من خلال توفير الوسائل للوجيستيكية والمستلزمات الضرورية والدعم الفني لتعزيز هذه المنظومة وصيانة ثروتنا الحيوانية وعلى أن النتائج المشجعة التي تم تحقيقها خلال الحملة المنصرمة مثلت اداء متميزا وحافزا لرفع سقف الطموح عاليا بهدف نشر التغطية الصحية مستقبلا ضد أهم الامراض المعدية لتصل الى أكبر عدد من المستفيدين تجسيدا لشعار حملة هذه السنة .
وتحدثت السيدة وزيرة البيطرة عن الحملة الاولى للتحسين الوراثي و قالت انها تدخل في اطار سياسة الحكومة الرامية الى الرفع من الانتاجية لدى ثروتنا الحيوانية من خلال برنامج التحسين الوراثي الذي يجري منذ سنوات للحصول على سلالات عالية الانتاج ومقاومة للظروف البيئية المحلية ،
ونبهت الى أنه ستتم اضافة عمليتين في التلقيح الصناعي لدى الابقار وتتعلقان بنقل الاجنة
و بالتهجين وذلك في اطار خطة وطنية للتحسين الوراثي تم وضعها هذه السنة تستهدف 2500 بقرة للتلقيح الصناعي ونقل 50 من الاجنة في الابل وتهجين 300 من الغنم مع سلالات محسنة مستوردة،مشيدة بالدور الذي يلعبه المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل بموريتانيا”برابس” بتمويل من البنك الدولي،اذ تشكل اقامته في بلادنا اضافة نوعية للمصالح البيطرية وتاهيل الكادر البيطري وتقديم الخبرة.
وشكرت جميع شركائنا في التنمية وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للجهود المبذولة للرفع من قدراتنا في مجال التحسين الوراثي ، داعية كل الفاعلين المعنيين لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الاهداف المتوخاة من وراء الحملتين المذكورتين.
وكانت عمدة بلدية كوري السيدة حاجراتو با، ألقت كلمة رحبت فيها بالوزيرة والوفد المرافق لها ،مثمنة اختيار بلدية كوري لاحتضان الحملة الوطنية لتحصين المواشي هذه السنة وذلك تقديرا من السلطات العمومية لخصوصيتها الرعوية .
أما المتحدث باسم التجمع الوطني للرابطات الرعوية السيد جا عبدول فقد اشاد بالشراكة القائمة بين هيئته ووزارة البيطرة ،مبديا استعداده لتقديم كل التسهيلات من أجل انجاح هذه
الحملة .
كما ثمن الدكتور واغي، باسم البيطريين الخصوصيين التعاون القائم بينه والمصالح المختصة للبيطرة .
وقامت الوزيرة بعد ذلك بتلقيح البقرة الاولى وكذا الاغنام ايذانا ببدء عميات التحصين ،كما زارت التجهيزات والادوات البيطرية التي ستخدم وتلقت شروحا من القائمين على الحملة وذلك قبل ان تدشن مزرعة “مودجي”النموذجية للتحسينالوراثي لدى الابقار التي تترااوح طاقتها الاستعابية ما بين 70 الي 80 بقرة. .
و أشفع الحفل بعقد اجتماع مع المنمين استعرضت فيه السيدة فاطم فال بنت اصوينع سياسة قطاع البيطرة في مجال النهوض بالثروة الحيوانية وما تم انجازه من مشاريع
وبرامج هادفة خدمة للمنمين وما يتوفر من بنى تحتية ووسائل انتاج عصرية بدءا ببرنامج تلقيح سلالات الابقار الذي عرف اقبالا كبيرا من طرف المنمين ، مشيرة الى ان اختيار ولاية غيدى ماغة لاحتضان هذا الحدث السنوي ياتي نتيجة لخصوصياتها الرعوية هذه السنة .
وطلبت من المنمين الاقبال بكثرة على حظائر التحصين المفتوحة لهذا الغرض وتسهيل
عمل الفرق البيطرية المتنقلة من أجل تغطية صحية للمواشي.
هذاوقد تمت تعبئة 58 فرقة بيطرية متنقلة ،12 فرقة منها خصوصية و46 فرقة بيطرية عمومية ،يتولى المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل بموريتانيا”برابس”نفقة 26 فرقة بيطرية /منها 12 خصوصية و14 عمومية من خلال دفع نفقات السفر والمحروقات .
وقد مكن الدعم الذي قدمه المشروع المذكور للحملة الوطنية لتحصين المواشي لموسم
2016-2017 الماضية والمتمثل في اقتناء 38 سيارة رباعية الدفع لفائدة المصالح
البيطرية،من الرفع من مستوى التغطية الصحية،حيث بلغ عدد المجترات الصغيرة المحصنة أكثر من مليون و700 رأسا لأول مرة مقارنة مع السنوات المنصرمة التي لم يتجاوز هذا العدد 4000000 رأسا فقط من الاغنام في تاريخ تحصين هذه المواشي.
ونبه الدكتور ابراهيم ولد الطالب موسى مدير المصالح البيطرية بوزارة البيطرة للوكالة الموريتانية للانباء الى أن العدد المبرمج للتحصين هذه السنة في الاغنام يشكل تحديا مهما للمصالح البيطرية ، حيث سيمثل دفعا معتبرا في نطاق الخطة الوطنية للقضاءعلى مرض
طاعون المجترات الصغيرة على غرار المنظومة الدولية التي تطمح الى القضاءهذا المرض في أفق 2030 .
حضر حفل افتتاح الحملة والي غيدي ماغة السيد جالو عمارآمدو والسلطات الادارية
والمحلية والامنية في الولاية .