وزير الخارجية أمام الدورة ال 148 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري: تنقية الأجواء العربية تفرض نفسها في أولوية الاهتمامات
شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور اسلكو ولد أحمد إزيد بيه صباح اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة في الدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري؛ وذلك بمشاركة وزراء وممثلي الدول الأعضاء في الجامعة ورئاسة السيد محمود علي يوسف، وزير خارجية جمهورية جيبوتي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية.
وقد شارك الوزير على هامش هذا الاجتماع في اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات.
وقد ألقى الوزير أمام الدورة 148 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري الخطاب التالي.
“بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس،الأخ محمود علي يوسف، وزير خارجية جمهورية جيبوتي الشقيقة،
أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،
معالي السيد الأمين العام، السيد أحمد أبو الغيط،
الحضور الكريم،
يسعدني في مستهل كلمتي، أن أتقدم بخالص التهاني لأخي معالي الوزير السيد/ محمود علي يوسف، وزير خارجية جمهورية جيبوتي الشقيقة على تولي بلاده رئاسة الدورة العادية الثامنة والأربعين بعد المائة ( 148) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كما أتقدم بالشكر لمعالي السيد/ عبد القادر مساهل وزير الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة على أدائه المميز وما قام به من جهود طيلة رئاسته للدورة المنصرمة.
ولا يسعني إلا أن أثمن الجهود الطيبة التي يضطلع بها معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ أحمد أبو الغيط وطواقم الأمانة العامة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك.
أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،
تنعقد دورتنا هذه، في سياق عربي خاص، يحتم علينا التشبث بوحدة الصف ووحدة الهدف والمصير المشترك ، وروح الأخوة، وعلاقات التضامن وتكريس كافة الجهود لتعزيز الأمن والتنمية في بلداننا؛ الأمر الذي يتطلب مراجعة أسس العلاقات العربية – العربية، وتطوير منظومتها وآلياتها لمواجهة التحديات المشتركة برؤية موحدة. ولا شك أن بيتنا العربي بحكمته وتبصره قادر على إيجاد الحلول الملائمة لتلك الأوضاع المستجدة ووضع أسس انطلاقة جديدة، باعتماد مقاربة واقعية للعمل العربي المشترك سبيلا لتقوية العلاقات البينية والتصدي للتحديات الماثلة.
أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،
إن تنقية الأجواء العربية تفرض نفسها في أولوية الاهتمامات، فضلا عن قضيتنا المركزية الأولى، القضية الفلسطينية؛ خاصة بعد محاولة إسرائيل في الآونة الأخيرة فرض واقع جديد في القدس المحتلة، تنذر تلك المحاولة بتداعيات غير مسبوقة على استتباب السلم والأمن في المنطقة وعلى القضية في جوهرها، وانطلاقا من مسؤولياتنا التاريخية نؤكد، تمسكنا الراسخ بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة، وتكريس الجهود كافة في سبيل إيجاد حل شامل عادل ودائم يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يخص الأوضاع العربية الراهنة؛ فإننا نثمن الجهود القيمة التي تقوم بها اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا واللجنة الرباعية ودول الجوار الليبي، كان آخرهذه الجهود اجتماع اللجنة الإفريقية بتاريخ 09 سبتمبر 2017 بالعاصمة الكونغولية برازافيل، هذا الاجتماع الذي تمخض عن نتائج تبعث على الأمل والتفاؤل.
وبخصوص الوضع في سوريا ، نؤكد على ضرورة السعي الجاد للوصول إلى حل سياسي عبر حوار وطني شامل، يصون وحدة سوريا واستقلالها و كرامة شعبها في العيش بأمن وسلام، ويجدر بجامعة الدول العربية العمل على استعادة الدور العربي في الملف السوري.
وفيما يعني اليمن الشقيق، نجدد دعمنا للشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وندعو إلى وضع حد لمظاهر الانقسام، وانتهاج سبل الحل السلمي؛ وفقا لقرارات القمم العربية ومبادرات الشركاء الإقليميين والدوليين بهذا الصدد.
وبخصوص العراق الشقيق، فإننا نبارك له الانتصارات الكبيرة التي حققها باستعادة الموصل وأجزاء أخرى من الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وإزاء ما يشهده العالم من حولنا من تحديات أمنية وسياسية بالغة الخطورة، كان آخرها ما يتعرض له مسلمو الروهينغا من قتل وتشريد يستدعي منا بالإضافة إلى الشجب والإدانة القوية مد يد العون لآلاف النازحين، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري من أجل وضع حد لهذه المأساة.
أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،
شهدت موريتانيا قبل سنة من الآن انطلاق حوار وطني، شاركت فيه أحزاب الأغلبية الرئاسية وجل الطيف السياسي المعارض ومنظمات المجتمع المدني، عرضت نتائجه على استفتاء شعبي في الخامس من شهر أغسطس المنصرم ونالت تزكية شعبية واسعة؛ لقد تمثلت التعديلات في إلغاء مجلس الشيوخ (الغرفة الأولى) وإنشاء مجالس جهوية للتنمية المحلية بديلة له، وتم دمج ثلاث هيئات دستورية، هي المجلس الأعلى للفتوى والمظالم، والمجلس الإسلامي الأعلى، ووسيط الجمهورية في هيئة واحدة “المجلس الأعلى للفتوى والمظالم” وأضيف مكون البيئة إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتم تعديل المادة الثامنة الخاصة بالعلم الوطني.
أيها السادة والسيدات
ضمن سياستها الأمنية تعمل بلادنا في إطار منظومتي دول الساحل الخمس ومسار نواكشوط على معالجة ظاهرة الإرهاب و انتشار السلاح في المنطقة، وقطعت دول المجموعة الخمس خطوات هامة في هذا الصدد.
تعزيزا لأمنها وللأمن القومي العربي والإفريقي، تعمل موريتانيا بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، على تعزيز التضامن العربي الإفريقي ،حيث تقرر انعقاد القمة الإفريقية في نواكشوط خلال يونيو- يوليو 2018 بعد استضافة بلادنا لأول مرة قمة عربية على أراضيها في يوليو 2016 .
أشكركم والسلام عليكم.”