ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور اسلك ولد احمد إزيد بيه، صباح اليوم الإثنين بمدينة ابيدجان كلمة هامة أمام الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة حاليا بكوت ديفوار.
وفيما يلي النص الكامل لهذه الكلمة:
“السيد الرئيس،
أصحاب السمو والمعالي،
معالي السيد الأمين العام،
أصحاب السعادة،
أيها السيدات والسادة،
يطيب لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجمهورية كوت ديفوار الشقيقة حكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وبمناسبة تولي معالي السيد مرسيل آمون تانوه ، وزير خارجية كوت ديفوار رئاسة مجلسنا أعبر له عن أصدق التهاني، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهامه على رأس مجلسنا. كما أهنئ معالي وزير خارجية أوزبكستان السيد عبد العزيز كاميلوف، على الرئاسة الناجحة لدورتنا السابقة، مقدرا ما بذلته دولة أوزبكستان الشقيقة من جهود مثمرة للدفع بمسيرة عملنا الإسلامي المشترك. والشكر موصول لمعالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على جهوده الطيبة في الدفع بمنظمة التعاون الإسلامي إلى المزيد من النجاح في مهامها النبيلة.
أصحاب السمو والمعالي
تنعقد أعمال مجلسنا الوزاري في دورته الحالية،تحت شعار”الشباب والسلم والتنمية في عالم متضامن” وهو اختيار موفق، يستجيب للتحديات الماثلة، باعتبار الشباب في طليعة الاهتمامات الأمنية والبرامج التنموية والثقافية، فاستتباب الأمن شرط ضروري لأي عملية تنموية ناجعة.
فنحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بإرساء قواعد عمل لمواجهة التحديات المشتركة، قواعد تقوم على مفاهيم وقيم كفيلة بتحصين الشباب بالعلم وثقافة الاعتدال والتسامح، سبيلا إلى رفع مستوى الوعي لتجنب الانجراف وراء أفكار هدامة سقطت في شراكها مجموعات من الشباب؛ استغلتها تنظيمات تجنح إلى التطرف والغلو.
وتشكل هذه الظواهر مجتمعة أكبر تحديات العصر، ووعيا منها بجسامتها، وضعت الجمهورية الإسلامية الموريتانية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، إستراتيجية وطنية ركزت على الرفع من مستوى المنظومة التربوية بصفة عامة، وبصفة خاصة قطاع التكوين المهني، فتم استحداث عدة مؤسسات متخصصة للمواءمة بين العرض التربوي وحاجات سوق العمل، كما تم إنشاء مدارس للامتياز لرعاية الطلبة المتفوقين، مما كان له أثر إيجابي على نتائج المسابقات الوطنية ومخرجات التعليم بصفة عامة. وأنشئت وكالة وطنية لتشغيل الشباب ومنحت فرص في إطار التمييز الايجابي للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة؛ وكفلت الدولة الحريات الفردية والجماعية، وحررت الفضاء السمعي البصري ليضطلع بدوره الاستراتيجي كاملا، وانتهجت الحوار كمقاربة للإجماع حول الثوابت الوطنية. وضمن الاهتمام بالشباب، تم تنصيب مجلس أعلى للشباب كهيأة استشارية رسمية تعنى بقضاياه.
أصحاب السمو والمعالي،
نستعرض في دورتنا هذه، جدول أعمال حافل بالعديد من القضايا التي تهم عالمنا الإسلامي وتأتى القضية الفلسطينية في طليعتها، وانطلاقا من مسؤولياتنا التاريخية نؤكد، تمسكنا الراسخ بحقوق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة، والمضي قدماً في دعم صموده، وتكريس الجهود كافة في سبيل إيجاد حل شامل عادل ودائم يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
يشكل الأمن في منطقة الساحل هما وطنيا موريتانيا بامتياز، حيث لم يأل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز جهدا في سبيل دحر قوى الإرهاب والتطرف ، فكان آخر هذه الجهود ،المحاولات الحالية لتأسيس قوة مشتركة بين دول الساحل الخمس قادرة على رفع التحديات الأمنية القائمة في شبه المنطقة.
وبخصوص ليبيا وسوريا واليمن، ندعو الأطراف في هذه البلدان الشقيقة للعمل على نبذ الفرقة للتوصل إلى نتائج إيجابية تعيد الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي وتصون الاستقلال وكرامة الشعب.
ومن منطلق إيماننا بمبادئ المنظمة، نهيب بالدول الأعضاء ضرورة الالتزام بتلك المبادئ، ونجدد مساندتنا للبيان الصادر عن الأمانة العامة للمنظمة بتاريخ 05/06/2017 بخصوص التطورات الحاصلة في منطقة الخليج العربي.
وختاما، أتمنى لأعمال دورتنا أن تتكلل بالنجاح وبلوغ الأهداف والغايات التي نتطلع إلى تحقيقها وفقا لآمال وطموحات شعوب عالمنا الإسلامي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.