AMI

الوزير الأول يشرف على انطلاق الاجتماع ال 54 لمكتب منظمة المدن العربية

انطلقت صباح اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات في نواكشوط أعمال الدورة ال 54 للمكتب الدائم لمنظمة المدن العربية تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.

وأكد الوزير الأول السيد يحي ولد حدمين خلال اشرافه على هذه الانطلاقة على ان بلادنا قطعت أشواطا كبيرة في مجال التنمية الحضرية وتحسين مستوى عيش السكان، مشيرا في هذا السياق إلى استحداث مدن جديدة في إطار سياسة الاستصلاح الترابي من أجل محاربة الاختلالات المجالية والتهميش.

ونبه الوزير الأول في كلمة بالمناسبة الى ان” طريق التنمية لايزال طويلا بالنسبة لمختلف بلداننا العربية، ولا تزال التحديات التي نواجهها كبيرة”.

وفيما يلي نص الخطاب

: ” بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الوزراء أصحاب السعادة السفراء

السيد الأمين العام لمنظمة المدن العربية،

السيدة رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية ،

السادة رؤساء وعمد وأمناء المدن العربية،

السادة أعضاء المجالس البلدية السيدات والسادة،

أيها الحضور الكريم،

يسعدني، وأنا أشرف اليوم على افتتاح الدورة ال 54 للمكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية أن أرحب بضيوف موريتانيا الأفاضل في بلدهم الثاني، وأن اتمنى لهم مقاما سعيدا هنيئا بين ظهرانينا.

أيها السادة، أيتها السيدات،

إن العمل العربي المشترك يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الأقطار العربية. ويمثل التعاون والتكامل بين الحكومات العربية بمستوياتها المحلية وبأجهزتها المحلية ، صلب ذلك العمل، بالنظر لما يحققه من شروط التقريب بين شعوبنا وتوطيد الصلات بينها وتيسير سبل الاندماج الذي تتوق إليه شعوبها.

السيدات والسادة،

إن العالم اليوم يدخل مرحلة جديدة من الفعل تنبع من إرادة عالمية لعلاج قضايا التنمية الدولية الأكثر الحاحا، وهي قضايا تمثل البيئة الحضرية والتغيرات المناخية والسلم والأمن والارهاب رهاناتها الأساسية، وتشكل المدن والتجمعات المحلية بوصفها رافعة لتحقيق التنمية الحضرية المستديمة والشاملة أهم ادواتها. وحكوماتنا المركزية العربية مطالبة في هذا المجال بأن تجعل من المجموعات المحلية وسيلة فعالة لا غنى عنها لتحقيق التنمية، وأن تعمل على مزيد تدعيم وتعزيز نظام اللامركزية باعتبارها الاطار الأمثل لتحقيق هذه الاهداف.

السيدات والسادة ،

من هنا تنبع توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز التي تباشر الحكومة تنفيذها من خلال سلسلة من الاصلاحات الهيكلية الهادفة إلى تطوير أساليب الحكم المحلي.

وقد قطعت بلادنا أشواطا كبيرة في مجال التنمية الحضرية وتحسين مستوى عيش السكان، من خلال استحداث مدن جديدة في إطار سياسة الاستصلاح الترابي من أجل محاربة الاختلالات المجالية والتهميش، كما تم في إطار سياسة عصرنة المدن القضاء على الاحياء العشوائية، وتجهيزها بالخدمات الأساسية، وتوسيع الشبكة الطرقية، ووضع خطط حضرية مستديمة شاملة، ضمانا لرفاهية المواطن وسلامة محيطه الطبيعي. هذا فضلا عما سيكون للإصلاحات المتمخضة عن نتائج الحوار السياسي الأخير من نتائج إيجابية ستشكل تحولا نوعيا ومنعطفا جديدا في هذا المجال، حيث سيتم إنشاء مجالس جهوية تشكل وحدات لامركزية غايتها تحقيق التنمية المحلية على المستوى الجهوي.

السيدات والسادة،

رغم ما تحقق من إنجازات، لايزال طريق التنمية طويلا بالنسبة لمختلف بلداننا العربية، ولا تزال التحديات التي نواجهها كبيرة، لكن الارادة القوية لقادتنا، والتجربة الغنية بالعطاء لمنظمتكم العتيدة، تعزز قناعتنا بإمكانية تذليل كل الصعاب وبلوغ الغايات النبيلة التي نصبوا إليها.

وفي الأخير أشكركم وأعلن على بركة الله افتتاح دورتكم الرابعة والخمسين للمكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

واكدت رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية السيدة اماتي بنت حمادي في كلمة ترحيبية بالوفود المشاركة على ان نمو مدينة نواكشوط واكب العديد من التحولات في المجال العمراني والبيئي والاقتصادي مما ترك بصماته واضحة طيلة مسيرة نمو العاصمة بدءا بمرحلة الجفاف الذي ضرب البلاد وما تولد عنه من حركة نزوح واسعة من الريف الى العاصمة ادت الى تزايد الضغط على الخدمات الاساسية كالمياه والكهرباء والمواصلات مما تسبب في خلق ظاهرة الاحياء العشوائية.

واضافت ان الاصلاحات الكبرى ضمن المسيرة المظفرة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز حولت المدن الى ورش متعددة للبنى التحتية العملاقة والمنشآت الكبرى الفخمة كمفخرة العاصمة مطار ام التونسي الدولي وبناء جامعة عصرية والمستشفيات المتخصصة والابراج الشاهقة وتعبيد الشوارع والطرقات المتعددة وتوفير الخدمات المختلفة وغيرها من الانجازات التي البست المدينة حلة العاصمة الجميلة وازالت عنها غبار التناسي خلال السنوات الطويلة.

وقالت ان هذه الانجازات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية كانت لها نتائج ايجابية تفسر مستوى التقدم الكبير في مسيرة التنمية والعطاء والتطور النوعي على مستوى حياة السكان، مشيرة الى ان المجموعة الحضرية حرصت على الدفع بهذه المسيرة الى الامام من خلال انجاز المشاريع التنموية المتعددة في مجالات الخدمات والبنية التحتية وتجميل المدينة وحماية البيئة والمحيط الحضري والتنمية الثقافية وغيرها.

واوضحت رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية ان القائمين على المدن العربية مطالبون اليوم اكثرمن اي وقت مضى ـ انطلاقا من مسؤولياتهم وواجباتهم في ادارة الشأن المحلي ـ باتخاذ القرارات الهامة والعمل صفا واحدا في وجه التحديات الكبرى التي تواجهها مدننا العربية اليوم وهي تحديات تشكل محور اهتمام منظمتنا التي قدمت الكثير خدمة للمدينة العربية وعملت على ترقية تطورها.

وأكدت على ان هذه المنظمة عملت منذ نصف قرن من العطاء والبذل والتضحية على تعزيز مسار اللامركزية كخيار أمثل للتنمية المحلية وتقوية أنظمة الحكم المحلي كرهان أساسي للحكامة الرشيدة المحلية وتقوية عرى التواصل وتبادل الخبرات بينها والحفاظ على المحيط الطبيعي وتلبية حاجيات السكان وضمان تحقيق الرفاه لشعوب منطقتنا العربية.

وبدوره اوضح الامين العام لمنظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح ان انعقاد هذه الدورة يأتي في ظرف اقليمي ودولي يلقي بظلاله على مسيرة التنمية المستدامة وتطرح في الوقت ذاته علامات استفهام كبيرة حول قدرة المدن ـ باعتبارها المحرك الاساس للتنمية ـ على اقامة فضاءات تنموية تنسجم مع اجندة التنمية المستدامة وغاياتها حتى العام 2030 وخاصة البند 11 الذي نص على اقامة مدن آمنة وشاملة ودامجة ومستدامة.

وقال ان دورة نواكشوط ستشكل محطة لتناول القضايا التنموية وتحدياتها ومتطلباتها وما تستحقه من اهتمام ومتابعة ورصد مضيفا ان المدن العربية باتت تحتل مكانة الصدارة في اولويات وعمليات التنمية ولم تعد مجرد اماكن للاستقرار وللانتاج والخدمات بل اصبحت ذات دور هام في تشكيل الروابط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والانسانية وحتى السياسية.

وبدوره عبر عمدة مدينة الرباط محمد صديقي عن اعتزازه بانعقاد هذه الدورة في نواكشوط لتشكل مناسبة للالتقاء بعمداء المدن العربية وامناء الحواضر للتباحث وتبادل الافكار ودعم التعاون والإخاء خدمة لتنمية المدن العربية وتنمية بلدانها من اجل عيش افضل لساكنتها .

ونوه بالمكانة المتميزة التي تحظى بها منظمة المدن العربية على الصعيد الدولي حيث اضحت نظاما متميزا لتبادل الخبرات من اجل النهوض باللامركزية الترابية وتنمية القيم الديمقراطية والتضامن والحوار.

وقال ان الجميع مدعو للتفكير في افضل الحلول واعتمادها في مختلف المجالات المحلية وتحديد انجع السبل والوسائل العلمية الكفيلة بتطبيق اساليب الحكامة في مدننا العربية.

جرت الانطلاقة بحضور عدد من أعضاء الحكومة والسلك الديبلوماسي وولاة نواكشوط ورئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية والسلطات الادارية والبلدية بتفرغ زينه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد