تقاس نهضة الشعوب ورفاهيتها بمدى تقدم منظوماتها الصحية، ومواكبتها للتحديات، كما يشكل قطاع الصحة رافعة حقيقية ودعامة أساسية لأي تنمية يراد لها الاستمرار.
وقد مثلت مكافحة الإنسان للمرض ـ منذ أن عمر الأرض ـ تـحديا حقيقيا استنزف الكثير من الثروات القومية، واستقطب العديد من دراسات وبحوث المهتمين والمفكرين والدارسين على حد السواء.
ووعيا من الحكومة الموريتانية بأهمية الصحة العمومية في مجال تنمية الأمم وضمان استقلالها فقد كرست خلال السنوات الأخيرة الكثير من الموارد للرفع من مستوى القطاع عن طريق إنشاء البنى التحتية الضرورية وتوفير التجهيزات واللوازم الطبية إضافة إلى تكوين الكادر البشري المتخصص بأياد وجامعات وطنية .
ولم تكن ولاية لعصابه نشازا في هذا التوجه الوطني الشامل وإنما أخذت نصيبها من تنفيذ تلك السياسات والبرامج .
وأوضح المدير الجهوي للصحة على مستوى ولاية لعصابه الدكتور عمار ولد سيد محمد في مقابلة مع مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء، أن وزارة الصحة عملت خلال السنوات الأخيرة على تعزيز المنظومة الصحية بشقيها القاعدي والاستشفائي بالعديد من الإنجازات التي تمثلت أساسا في افتتاح 21 نقطة صحية على امتداد الولاية وتحويل ثلاث نقاط صحية في هامد ولعويسي ولكران إلى مراكز صحية من الفئة (ب) وافتتاح مركزين صحيين في بومديد و كرو وافتتاح نقاط صحية في مناطق نائية ومعزولة ( أجار بهلي والعوجه ) .
وأضاف المدير الجهوي أن إدارته عززت جميع النقاط والمراكز الصحية بوسائل التبريد لضمان سلامة الأدوية، ومن الجانب اللوجستي تم اقتناء 12 سيارة إسعاف وسيارتين ذاتي دفع رباعي.
وعلى مستوى الصحة الاستشفائية أبرز المدير الجهوي أن مركز الاستطباب الجديد في كيفه الذي كلف انجازه غلافا ماليا قدره 5، 6 مليار من الأوقية في إطار التعاون بين جمهورية الصين الشعبية وموريتانيا، يجسد مقاربة جديدة تتبناها السلطات العمومية لتقريب الخدمة الصحية النوعية من المواطنين من خلال إقامة مستشفيات متخصصة في مناطق من البلاد .
وأضاف أن هذه المنشأة الصحية المكونة من طابقين، وتم تشييدها حسب المعايير الدولية تبلغ طاقتها الاستيعابية 150 سريرا وتضم مختلف المصالح الصحية الضرورية كالجراحة وطب الأطفال والأمومة وأمراض القلب والشرايين، ويتوفر المركز على طاقم يزيد على 200 موظف من بينهم 22 طبيبا اختصاصيا وطبيبا عاما اضافة الي 99 من الكوادر شبه الطبية وفريق طبي من جمهورية الصين الشعبية يتكون من 8 أطباء، مبرزا أن مركز استطباب كيفه يشكل إضافة نوعية في مجال الصحة الاستشفائية، كما أن وحدة الأمومة والطفولة تعد هي الأخرى من أهم الإضافات الجديدة في هذا المجال مؤكدا أن وحدتي التصوير الطبقي وغسيل الكلى اللتين تم إنشاؤهما مؤخرا مابعد 2009 تعدان من أهم المطالب لدى سكان المنطقة.
وفي معرض حديثه عن المعوقات التي تواجه قطاع الصحة في ولاية لعصابه بين المدير الجهوي أن ظاهرة التقري العشوائي تعتبر من أبرز معوقات التنمية عموما وما يتعلق منها بالجانب الصحي على وجه الخصوص، كما أن تقادم بعض المعدات واللوازم يشكل هو الآخر تحديا كبيرا للنهوض بالقطاع.
وأشاد المدير الجهوي بدور مدرسة الصحة العمومية بكيفه التي استطاعت تخريج دفعات وصلت 450 خريجا مابين ممرضي دولة وممرضين اجتماعيين وقابلات وممرضات .
وأضاف أن المركزية لشراء الأدوية كامك افتتحت فرعا لها في كيفه استطاعت من خلاله توفير الأدوية النوعية للمستشفيات في ظروف عالية الجودة.
تقرير: عبد الوهاب ولد محمد