يدخل مشروع آفطوط الساحلي للري ضمن برنامج قطاع الزراعة 2010/ 2015 الرامي إلى استصلاح الأراضي الزراعية على مستوى ضفة نهر السينغال، بقصد مضاعفة المساحات الزراعية المروية.
وقد تم شق قناة آفطوط الساحلي للري، التي تمتد على مسافة 55 كلم ابتداء من النهر لري أكثر من 16 ألف هكتار في مقاطعة كرمسين.
وقد انطلقت الأعمال في هذا المشروع في مارس 2014، إثر دراسات فنية قيم بها قبل ذلك لتحديد مدى قابلية المشروع والطريقة الواجب اتباعها لشق هذه القناة ولتحديد مسارها.
وحسب مستشار وزيرة الزراعة المكلف بالزراعة السيد محمد محمود ولد سيدينا، فإن تنفيذ هذا المشروع يتم في إطار صفقة بين وزارة الزراعة والشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال بكلفة مالية بلغت 9 مليارات و800 مليون أوقية على نفقة الدولة تحت المراقبة الفنية لمديرية الإستصلاح الريفي وعلى مدى 15 شهرا.
ويضيف المستشار في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أنه تم لاحقا تأكيد جدوائية المشروع، القيام بدراسات فنية جديدة من طرف مكتبا “اتراكتوبل” البلجيكي و”نوفك” المغربي.
وقال إن اتجاه قناة آفطوط الساحلي عرف تغييرا إثر ملاحظات المكتبين المذكورين، ليصبح عرض القناة 22 مترا بدل 17 مترا مع التركيز على تدعيم جوانب القناة.
وأبرز أن شق القناة أوكل إلى الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال على مسافة 35 كلم ومكتب الأشغال العمومية للجيش الوطني على مسافة 20كلم، مشيرا إلى أنه ينتظر أن يتم في وقت قريب إطلاق المياه على مستوى جزء القناة الذي تولت شقه الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال.
ويضم مشروع آفطوط الساحلي للري، حسب المستشار، مكونات تتعلق بفك العزلة من خلال ترميم مقطع “جاجير” بطول 15 كلم لري أكثر من 7 آلاف هكتار، ومكونة أخرى تتعلق بشق قناة في منطقة لمصيدي بطول 40 كلم لري أكثر من 9 آلاف هكتار، إضافة إلى مكونة تتعلق بالتنمية الحيوانية وتربية الأسماك.
وقال إنه يجري حاليا إعداد دراستين حول الأثر البيئي في منطقة المشروع واستصلاح الأراضي الزراعية التي سيتم ريها عن طريق القناة.
وأوضح أن نسبة الأشغال في شق قناة آفطوط الساحلي للري وصلت إلى 60% في الوقت الراهن، إلا أن ثمة أشغالا أخرى تتعلق بالهندسة المدنية وحماية فتحات القناة ودعمها أكثر لتكون قادرة على تحمل قوة تدفق المياه.
نشير إلى أن قطاع الزراعة ينفذ كذلك برنامجا طموحا يتعلق باستصلاح 6000 هكتار جديدة على مستوى نهر السينغال لزيادة الإنتاج الزراعي وامتصاص البطالة ومكافحة الفقر في الريف.
ويندرج ضمن هذه الاستصلاحات مشروع استصلاح منطقة “بكمون” بمقاطعة اركيز في ولاية اترارزة.
ويغطي هذا المشروع مساحة تصل إلى 700 هكتار استصلح منها أكثر من 600 هكتار تم استغلالها من طرف التجمعات القروية المتاخمة للمشروع للعام 2013ـ 2014.
ويبلغ عدد المستفيدين من مشرع “بكمون” 1180 أسرة مزارعة تتوزع على تسع قرى.
وقد بلغت كلفة هذا المشروع مليارا و162 مليون أوقية، من ميزانية الدولة.
كما يجري تنفيذ مشروع مزرعة “دخلت انتيكان” الذي يغطي 550 هكتارا وتستفيد منه 820 أسرة مزارعة في 17 قرية.
وشملت الإستصلاحات الزراعية كذلك تجمعات قروية عديدة في كل من “تنيدر” وبوغي وبيلان وبير البركة بولاية غورغول وومبو وغوراي وغابو في ولاية غيدي ماغه.