AMI

وزير الصحة في رده على سؤال شفهي:القطاع يتخذ كافة الإجراءات الضرورية للتصدي لمختلف الحالات الطارئة

خصصت الجمعية الوطنية جلستها العلنية التي عقدتها مساء أمس الأربعاء برئاسة نائب رئيسها السيد لمرابط ولد بناهي للاستماع لرد وزير الصحة السيد أحمدو ولد حدمين ولد جلفون على سؤال شفهي وجهه إليه النائب محفوظ ولد اجيد.

وطالب النائب في هذا السؤال بتقديم توضيحات حول أنواع الحمى التي تفشت مؤخرا في العاصمة نواكشوط وبعض المدن الداخلية وكثر الحديث عن أنها حمى الضنك تارة وحمى الوادي المتصدع تارة أخرى.

ودعا النائب الوزير إلى تقديم أرقام وإحصائيات حول معدلات الإصابة بهذين الصنفين من الحمى، وعرض الإجراءات التي قامت بها الحكومة للتعامل مع هذه الوضعية الطارئة

وشكر الوزير في بداية رده النائب على طرح هذا السؤال لتوفير الفرصة لإنارة الرأي العام حول هذا الموضوع الذي رافقته مجموعة من الإشاعات.

وأوضح أنه خلال شهر أغسطس 2015، شهدت الولايات الجنوب الشرقية والجنوبية وولاية نواكشوط، تساقطات مطرية هامة امتدت إلى غاية اكتوبر وحتى بداية نوفمبر، مما ساهم في نمو الأعشاب وركود المياه الشيء الذي تسبب في ظهور أعداد كثيرة ومتنوعة من البعوض الناقل لبعض الأمراض التي تشكل تهديدا لصحة المواطنين خاصة الملاريا وحمى الوادي المتصدع وحمى الضنك.

وأضاف أن ظهور حالات خلال سنة 2015 يشتبه في أنها حمى الضنك، قد حدا بوزارة الصحة إلى القيام وبقدر كبير من المهنية، بتحريات سريعة لتأكيد طبيعة الحالات واتخاذ الإجراءات.

وقال إن الوزارة قامت بجمع وإرسال عدة عينات إلى المعهد الوطني للبحوث الطبية ومعهد “باستير” في دكار، الذي يعتبر مرجعا بالنسبة لغرب إفريقيا ومعتمد من طرف المنظمة العالمية للصحة، مشيرا إلى أن نتائج فحص هذه العينات أثبت وجود حمى الضنك على مستوى مقاطعات توجنين ودار النعيم وعرفات والميناء والرياض.

وأشار إلى أن تزويد الوحدات الصحية في نواكشوط بمستلزمات الكشف السريع عن الملاريا قد مكن من تشخيص حالات المرايا التي تتشابه أعراضها مع أعراض حمى الضنك.

ونبه إلى أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، قد أعطى تعليماته من أجل اتخاذ جملة من الإجراءات الصحية لاحتواء المرض من خلال التركيز على مكافحة ناقلاته وتوزيع الناموسيات المشبعة على نطاق واسع للحد من انتشار المرض وحماية المواطنين.

وأوضح الوزير أن قطاعه أبلغ كذلك في ال 14 سبتمبر 2015، عن وجود حالة بالمركز الصحي بمقاطعة مقطع لحجار قادمة من بلدية “توركل” بمقاطعة المجرية، يشتبه في كونها ناتجة عن حمى نزيفية.

وأضاف أنه تم التكفل بالمريض على مستوى المركز المذكور وأرسلت عينة من دمه لإجراء التحاليل البيولوجية التي أكدت وجود إصابة حديثة بفيروس حمى الوادي المتصدع.

ونبه إلى تزامن تأكيد وجود هذا المرض مع تسجيل ظهور حالات جديدة في نواكشوط وفي مقاطعات أخرى، مما دل حينها على وجود وباء في طور الظهور واستدعى التدخل الفوري.

وأشار إلى أن حمى الوادي المتصدع، تظهر أعراضا مماثلة لحمى الملاريا وحمى الضنك والزكام، مشيرا إلى أن هذا التداخل بين أمراض لها أعراض متشابهة أفسح المجال واسعا أمام الكثير من المزايدات والشائعات.

وأوضح الوزير أن حمى الملاريا مستوطنة في نواكشوط وقد ظهرت في كافة مقاطعاته مع ارتفاع في عدد حالات الإصابات في مقاطعات توجنين وتيارت ودار النعيم وعرفات والميناء.

وأشار إلى أن نتائج 187 عينة التي تم جمعها أظهرت الحالات التالية:

– حالات حمى الضنك المؤكدة تبلغ 45 حالة في مقاطعات نواكشوط التسع تم حجز 36 شخصا تماثلوا جميعا للشفاء ولم تسجل حالة وفاة بالنسبة لهذا النوع من الحمى.

– حالات حمى الوادي المتصدع المؤكدة 35 حالة تم شفاء 25 حالة منها وتسجيل 10 وفاة.

وقال إنه بالنسبة للأمراض الفيروسية الأخر،ى فقد تم رصد 116 حالة منها في تلك الفترة.

واستعرض وزير الصحة الاجرءات التي قام بها القطاع لمواجهة مختلف أنواع الحمى، مبينا أنه تم تعزيز المنظومة التي تم وضعها سنة 2014 وإعادة تفعيل لجنة اليقظة ومتابعة وتعزيز المراقبة الوبائية على مستوى الوحدات المرجعية ومراكز الصحة في نواكشوط.

وأضاف أنه تم كذلك إرسال فريق من مديرية مكافحة الأمراض إلى الميدان بهدف التقصي السريع وجمع البيانات وإرسالها إلى المعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية ومعهد “باستير” في دكار، من أجل القيام بالتحاليل البيولوجية.

وقال إنه تمت أيضا تعبئة مخزون من الأدوية المضادة للملاريا وتوزيع الناموسيات المشبعة على سكان المقاطعات التي سجلت فيها حالات، وتحسين منظومة المداومة على مستوى المستشفيات المرجعية بهدف ضمان الانسيابية وتنظيم عدة حملات للقضاء على ناقلات المرض على مستوى ولايات العاصمة الثلاث.

وأبرز أن الاجراءات التي اتخذت لمواجهة الوضعية، شملت كذلك تعزيز مصالح الحالات المستعجلة بالكادر الطبي وتعميم التعليمات الفنية الميدانية المتعلقة بالتكفل على كافة الوحدات الصحية وتنظيم حملة تحسيس للوقاية من الملاريا وغيرها من الامراض التي يمكن تفاديها بالممارسات الجيدة.

وأشار إلى أنه وبعد ظهور حالة من حمى الوادي المتصدع، أعطى رئيس الجمهورية تعليماته السامية لوزارة الصحة من أجل اتخاذ كافة الإجراءات سواء كانت مادية أو بشرية أو علاجية من أجل التصدي لهذا المرض وحصره في أول وهلة.

وقال إن الوزارة تنفيذا لهذه التعليمات، قامت بعدة إجراءات من ضمنها جمع وإرسال عينات لإجراء التحاليل لبيولوجية وإصدار تعليمات إلى الوحدات الاستشفائية من أجل تخصيص غرف مناسبة للحجز، بهدف التكفل الشامل والمجاني بالمصابين وتعزيز المراقبة الوبائية وإرسال فرق صحية إلى المقاطعات التي سجلت فيها حالات لتحسيس وتعبئة عمال الصحة وتحسين خبراتهم حول حمى الوادي المتصدع.

وتميزت الجلسة بمداخلات للسادة النواب أشادوا فيها بالتقدم الذي شهده قطاع الصحة منذ سنة 2009 من حيث تشييد البنى الصحية وتوفير المعدات والتجهيزات، مطالبين بتفعيل دور الصيانة في مختلف المراكز الصحية للمحافظة على هذه الانجازات.

ودعا النواب إلى تفعيل قدرات القطاع على مواجهة التحديات الطارئة، مؤكدين على أهمية الاستفادة من التجارب الماضية وسد النواقص الملاحظة، لبكون القطاع على مستوى التحديات أيا كانت ومتى ما حدثت وحيثما وجدت.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد