ألقى العقيد اعل ولد محمد فال، رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، رئيس الدولة خطابا أمام سكان كيفة مساء اليوم الأحد شكر في بدايته المنتخبين ورؤساء الأحزاب السياسية والوجهاء والمواطنين على الحضور الكبير المعبر عن مدي تعلقهم بالقضايا الوطنية ودعا الجميع إلي التصويت بكثرة في الاستفتاء الدستوري المقرر في 25 يونيو المقبل لإخراج البلاد من الحالة السياسية التي كانت تتخبط فيها غداة تغيير الثالث اغسطس 2005.
وابرز رئيس الدولة الأهمية الاستراتيجية لمدينة كيفة خاصة أنها ستكون نقطة تلاق بعد إنجاز طريق سيليبابي- كنكوصة-كيفة وطريق كيفة- بومديد- تجكجة وطريق اطار- شوم – تيندوف بالجزائر الشقيقة (طريق الشمال)مبينا أن ذلك سيربط هذه المدينة بالشبكة الطرقية الدولية عبر الجزائر ومالي،والمغرب من خلال طريق كيفه نواكشوط-نواذيبو-المغرب وان هذه العوامل هي التي تجعل ولاية لعصابه ولاية حيوية وأساسية في المستقبل.
وطالب رئيس الدولة بتحضير المدينة وتهيئتها للعب هذا الدور الهام مؤكدا أن التعليمات صدرت للوزارات المعنية لإنجاز اللازم في هذا الصدد.
وتطرق العقيد اعل ولد محمد فال للقضايا الوطنية مبينا أن الوطن مقبل على وضعية سياسية واقتصادية واعدة في زمن قصير وان مواكبتها تتطلب إنجاح الرهانات السياسية المرتقبة.
واستعرض رئيس الدولة مقدرات البلاد في مجال المناجم موضحا أن شركتين بدأتا العمل فعلا في النحاس والذهب، وان شركات أخرى تعمل الآن في مجال التنقيب عن معادن أخرى مثل الأحجار الثمينة.
وقال رئيس الدولة أن الإنتاج النفطي وصل إلي مرحلة شبه مقبولة وانه سيتضاعف أربع مرات خلال عام ونصف مشددا أن بلدنا غني ويملك قدرة كبيرة علي تسوية المشاكل الآنية والمستقبلية حاثا علي تصحيح المسار وسد الطريق أمام الأطماع الخارجية .
وحذر العقيد اعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية، رئيس الدولة من الانزلاق فى أوحال الانقلابات التي عرفتها البلاد طيلة تاريخها السياسي والحروب الأهلية التي عرفتها دول مجاورة وان ذلك ما يسببه الانسداد السياسي مبرزا أن هذا النوع من التغيير لم يعد مقبولا إقليميا ولا دوليا.
وأشار رئيس الدولة إلي أن العهد السابق تميز بتغير الولاءات بناء علي المصالح الشخصية وغياب النظرة الموضوعية لمشاكل الوطن وان ذلك ما ترتب علي احادية الحكم، ونشوء فكرة الرجل الضرورة والقائد الملهم .
وأوضح رئيس الدولة في هذا الصدد أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق الذي كانت تتخبط فيه البلاد هو التداول السلمي على السلطة، مبينا أن ذلك ما راعته التعديلات الدستورية المقترحة فى استفتاء 25 يونيو 2006 .
وبين العقيد اعل ولد محمد فال أن هذه التعديلات تضمنت تحديد مأمورية رئيس الجمهورية بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وتمكن من مساءلته عند الاقتضاء وان ذلك ما ينتفي في ظل نظام الحكم الأحادي الذي يأمن هذه المساءلة لأنه يحدد بديله سلفا.
وشدد رئيس الدولة في هذا السياق أن أي حكم مهما كانت طبيعته لابد أن يواجه مشاكل وطنية تتطلب حلا وأن البقاء طويلا فى السلطة يجعل هذه المشاكل شخصية وان الرؤية المتجددة التي يأتي بها التناوب هي التي تمكن من إيجاد حل لها، موضحا أهمية خلق الطبقة السياسية البديلة التي لا تنشأ إلا في ظل التداول السلمي علي الحكم.
ودعا العقيد اعل ولد محمد فال، رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ، رئيس الدولة جميع المواطنين إلى إنجاح الاستفتاء الدستوري بأغلبية ساحقة باعتباره صمام أمان لإخراج البلاد من المأزق الذي عرفته غداة الثالث أغسطس 2005 .
وأكد رئيس الدولة أن القوات المسلحة وقوات الأمن كانت واضحة في تعهداتها غداة التغيير ووفية وأنها ظلت كذلك كما عرفها الشعب طيلة التاريخ السياسي للبلاد مطالبا المواطنين بالابتعاد عن الشائعات والأحكام المسبقة والنظر إلى المستقبل بتفاؤل .