عرض حول المراقبة القضائية
تميز الملتقى التكويني حول حماية الحريات الفردية في ضوء الإصلاح القضائي الجديد الذي اختتم أعماله مساء الثلاثاء بتقديم عدة عروض من بينها عرض حول نظام المراقبة القضائية قدمه القاضي شريف المختار ولد باله.
وأكد المحاضر أن نظام المراقبة القضائية الذي يعتبر أحد مستجدات قانون الإجراءات الجنائية الموريتاني الجديد، مكسب يعزز حقوق الإنسان والحريات الفردية وذلك من خلال التوازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع.
وقسم القاضي شريف المختار ولد باله عرضه إلى مبحثين، تناول الأول منهما مضمون المراقبة القضائية وشروطها، فيما تضمن المبحث الثاني ماهية التدابير والجهات المسند إليه تطبيقها.
وأوضح المحاضر في مبحثه الأول أن المراقبة القضائية اختصاص جديد أعطاه القانون لقاضي التحقيق ورهنه بسلطته التقديرية للحد من حالات الاعتقال ولضمان حضور المتهم مالم تتطلب ضرورة التحقيق او الحفاظ على أمن الأشخاص أو على النظام العام اعتقاله احتياطيا.
وأوضح أن المادة 123 من المسطرة الجنائية تنص على أن المتهم يمكن أن يوضع تحت المراقبة القضائية في أي مرحلة من مراحل التحقيق، وحددت مدة الوضع بشهرين قابلين للتجديد خمس مرات.
وأضاف المحاضر أن قاضي التحقيق ملزم بتبليغ المتهم في الحال بوضعه رهن المراقبة ويسجل هذا التبليغ في المحضر ويبلغ لممثل النيابة العامة خلال أربع وعشرين ساعة.
وأكد أن للمتهم الحق في استئناف أمر الوضع تحت المراقبة خلال اليوم الموالي لصدوره على أن تبت غرفة الاتهام في هذا الاستئناف في أجل خمسة أيام من تاريخ الإحالة (الفقرة الثالثة من المادة 123).
وذكر القاضي شريف المختار ولد باله أن من شروط الوضع تحت المراقبة أن يكون المتهم ارتكب فعلا مجرما منصوصا عليه بعقوبة الحبس دون الغرامة، كما يشترط استجواب المتهم.
وفي المبحث الثاني من العرض، تطرق القاضي شريف المختار ولد باله إلى التدابير التي ينبغي اخضاع المتهم لواحد أو أكثر منها حالة وضعه تحت المراقبة.
وأوضح أن هذه التدابير التي وصلت إلى 18 حالة تهدف إلى ضمان إحضار المتهم أمام السلطة القضائية والمحافظة على النظام العام وعدم تكرار الجريمة.
وأشار المحاضر إلى أن المفوضيات أو قيادات الدرك من أهم الأجهزة المشاركة في تنفيذ إجراء المراقبة القضائية نظرا لما لديها من إمكانيات مادية وبشرية تيسر لها مهمة مراقبة المتهم وتتبعه في تنقلاته وإبلاغ قاضي التحقيق بأي خروقات لأوامره يرتكبها المتهم (المادة 134 من ق.إ.ج).