AMI

تحصين نصف السكان ضد مرض التهاب السحايا

تسعي السلطات الموريتانية في ظرف عالمي سمته البارزة انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة والمعيقة إلى تحصين المجتمع عن طريق الوقاية من خلال التلقيح كعامل فعال ورخيص الكلفة .

و في هذا السياق نظم قطاع الصحة في الفترة مابين 14 و24 اكتوبر حملة وطنية للتلقيح ضد التهاب السجايا المعروفة محليا بمرض “بورويص” تم إعطاء إشارة انطلاقها من مدينة ألاق من طرف وزير الصحة السيد احمد ولد حد مين ولد جلفون وسط حضور لافت من الشركاء في التنمية والمختصين والمنتخبين والفاعلين في المجتمع المدني.

وتهدف الحملة الأولى من نوعها في موريتانيا إلى تحصين على مدى عشر سنوات أزيد من نصف سكان البلد أي ما قدره مليون وخمسمائة وستة وأربعون ألفا ومائتان وستة وثلاثون شخصا ممن تتراوح أعمارهم مابين 1 إلى29 سنة من وباء التهاب السحايا فئة ألف

ويتوزع هذا العدد على ثمان ولايات هي: الحوضين، ولعصابه، وتكانت ،وغورغول، وغيد ماغه، ولبراكنه، ومقاطعات روصو واركيز وبتلميت في لاية اترارزه.

وتحظى العملية بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونسيف والتحالف العالمي للتلقيح.

وسيمكن إدخال لقاح منفريفاك في المنظومة التلقيحية الموريتانية ذات الجودة العالمية من تقليص ملموس بشكل كبير بالنسبة للإصابة بهذا المرض ويساعد في تسريع بلوغ أهداف الألفية للتنمية خاصة الهدف الرابع والمتضمن تقليص نسبة وفيات الأطفال.

ومعلوم أن هذا اللقاح سبقت تجربته على أزيد من 153 مليون شخص ولم تسجل إصابات جانبية ولا حالات مرضية ، ويتم تناوله بواسطة حقن خاصة من طرف وكلاء الصحة العمومية.

ولتسليط الضوء حول سير الحملة والنتائج المسجلة التقت الوكالة الموريتانية للأنباء الدكتور أمبارك ولد هميد منسق البرنامج الموسع للتلقيح الذي سجل بارتياح الإقبال اللافت للمواطنين وتجاوبهم الملحوظ مع العملية.

وأضاف أنها سجلت حالات إصابات جانبية حقيقية تم التغلب عليها ومعالجتها محليا، وأن نسبة التلقيح وصلت خلال الأيام الأولى إلى ما يناهز 66 %.

ونبه الدكتور هميد الذي عاد قبل قليل من رحلة ميدانية للإشراف ميدانيا على الحملة في الولايات المذكورة إلى أن العملية جرت بشكل جيد في عموم المناطق المستهدفة وأن الفرق لقحت بعض الإصابات بالمناطق الحدودية وأن المواطنين يطلبون اللقاح في نواكشوط وانواذيبو وغيرها من البلاد الغير مشمولة نظرا لفاعلية اللقاح ولخطورة المرض المعروف لديهم.

وبدوره ثمن الدكتور ناصر الدين ولد زيدون مسؤول التلقيح والتغذية لدى ممثلية منظمة الصحة العالمية بنواكشوط قرار الحكومة الموريتانية بإدماج لقاح منفريفاك في منظومتها التلقيحية.

وأشار إلى أن الحملة الحالية تجد مسوغاتها من كون الولايات المستهدفة تسجل سنويا حالات إصابات وبائية للمرض ولكون موريتانيا تقع على الحدود مع السنغال ومالي وهي بلدان وبائية، وبخصوص خطورة المرض والضحايا التي يخلفها .

وأضاف أن إحصاءيات منظمة الصحة العالمية أظهرت أنه خلال الفترة ما بين 1993 و 2012 تم تشخيص 94700 حالة تسببت في هلاك مائة ألف شخص في حزام المرض على مستوى منطقة الساحل والتي تقع من ضمنها ولايات موريتانيا الثمان المستهدفة بالحملة الحالية .

وخلال سنة 2009 تم تلقيح (150000000 ) شخص في هذه البلدان بلقاح منفريفاك ولم تسجل في صفوفهم بعد ذلك أية إصابة واحدة وهو ما يعني حصانة مؤكدة على مدى عشر سنوات وكذلك حصانة للبيئة الاجتماعية حيث يغيب الوباء.

وعبر مسؤول منظمة الصحة العالمية عن تقديره للتغطية العالية للحملة حيث وصلت أيام انتهائها الى حوالي 80 في المائة وكذا الاقبال والتهافت على الفرق التلقيحية الذي أظهره المواطنون.

ونبه الى أن هذه النتائج المسجلة سيكون لها انعكاس إيجابي على تقليص نسبة الحالات المرضية والوقائية ذات الصلة بالمرض وأن اللقاح سيتم دمجه في البرنامج الموسع التلقيحي في شقه الروتيني في أفق 2016.

وأضاف أن مثل هذه النتائج ما كان له أن يتحقق لولا الارادة السياسية من لدن الدولة الموريتانية وكفاءة وخبرة مصالح قطاع الصحة وتعاون شركاء التنمية خاصة منظمة الصحة العالمية التي أوفدت طواقم الميدان الى جانب مديرة مشروع مكافحة التهاب السجايا السيدة ايرزيوزي ماري ابيير والممثل المقيم في نواكشوط السيد ديايش جان ابير الى ألاك لحضور الانطلاقة الرسمية .

كما أشار الى أنه تم خلال الحملة إدخال تقنية ك ك التي تمكن من استخدام اللقاح خارج المبردات في درجة حرارة تصل الى 40 درجة .

وبخصوص تعداد الحملات للقاح 2014 أوضح الدكتور ناصر الدين ولد زيدون أن موريتانيا حققت قفزة نوعية في مجال حماية أطفالها ضد المرض والإعاقة وذلك بفضل فريق فني متمرس على العمل الميداني حيث لم تسجل منذ 2010 أي أصابة بشلل الاطفال.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد