انطلقت صباح اليوم السبت الحملة الوطنية لتنظيف العاصمة التي تدوم أسبوعين وتشارك فيها جميع القطاعات الوزارية والمجتمع المدني بمفهومه العام.
ومن أجل بلوغ الاهداف من وراء الحملة المذكورة تم توزيع العاصمة لثلاثة مواقع يضم كل منها ثلاث مقاطعات،كما تم توزيع عمال وموظفي القطاعات الوزارية على هذه المحاور بحيث يتولى تنظيف كل مقاطعة عمال وموظفي ثلاث أو أربع وزارات.
وتنطلق حملة التنظيف هذه السنة مع اكتمال بناء شبكة طرقية واسعة بالعاصمة وبمواصفات عالمية إضافة لوجود أخرى قيد البناء الشيء الذي يتطلب وضع آلية عملية تتم من خلالها المحافظة على نظافة العاصمة بصفة.
رأي المشرفين على الحملة:
واستجلاء لبعض جوانب الحملة والاهداف المتوخاة من ورائها التقت بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء خلال تجوالها داخل مختلف مقاطعات العاصمة بالعديد من أعضاء الحكومة أثناء إشرافهم على عمليات التنظيف في مختلف المواقع حيث أكدوا على أهمية هذه الحملة وطالبوا المواطنين بالتعاطي الإيجابي معها من خلال المحافظة على نظافة العاصمة مستقبلا.
وفي هذا الإطار يقول السيد محمد ولد خونا وزير البترول والطاقة والمعادن إن الحملة تركز على محورين أساسيين أولهما تنظيف الشوارع والساحات العمومية من كافة النفايات بما في ذلك المستنقعات الناتجة عن الأمطار في حين يركز المحور الثاني على توعية وتثقيف المواطنين بضرورة المحافظة على النظافة وجعلها ثقافة يومية في حياتهم.
أما وزير الزراعة السيد أبراهيم ولد أمبارك ولد محمد المختار فقد قال إن هذه الحملة تجسيد للعناية التي ما فتىء رئيس الجمهورية يوليها لإسعاد المواطنين وتوفير كل الظروف الملائمة لهم بما في ذلك إيجاد بيئة صحية تمكن المواطن من العمل والانتاج في ظروف ملائمة.
وأضاف أن الحملة ستقضي على الأوساخ المنتشرة في العاصمة مؤكدا في هذا الصدد على أن المحافظة على نظافة المدينة يتطلب بالضرورة تغيير عقليات المواطنين وإقناعهم بأهمية النظافة وتلقينهم كيفية التعاطي السليم للتخلص من النفايات.
وبدورها أوضحت الدكتورة فاطمة حبيب وزيرة البيطرة أن حملة التنظيف التي تنطلق اليوم تدخل في إطار الجهود المقام بها من أجل إظهار نواكشوط بوجهها اللائق كعاصمة للبلاد.
وأشارت إلى أن المحافظة على نظافة العاصمة يتطلب عملا جماعيا يلعب فيه كل مواطن الدور الذي يجب أن يضطلع به.
أما وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود فقد أوضح أن حملة التنظيف هذه تهدف إلى إزالة البرك والمستنقعات التي تظهر في نهاية كل موسم خريف.
وأضاف أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أكد خلال اجتماع الحكومة الأخير على العناية الفائقة التي يجب أن تولى لحملة النظافة هذه السنة.
وقال إن القطاعات الحكومية نزلت إلى الميدان بوزرائها وبأمنائها العامين وبمدرائها المركزيين وبمدراء مؤسساتها وبالموظفين والعاملين بها للمشاركة بفاعلية وجدية في هذه الحملة.
وشدد على أن الحملة لايمكن أن تأتي أكلها إلا إذا تآلفت جهود الحكومة وجهود المواطنين.
وقال إن عمليات التنظيف التي سيقام بها خلال أيام الحملة لابد أن تدعم بالتزام المواطنين بالمحافظة على النظافة وإلا سنعود إلى نقطة البداية.
وطالب بوضع آلية لاستمرار نظافة المدينة مذكرا في هذا الصدد بدور المواطن.
وبدوره أوضح وزير البيئة والتنمية المستدامة السيد آمدي كمرا أن عملية تنظيف مدينة نواكشوط تشكل بالنسبة لقطاع البيئة خطوة هامة في سبيل رفع التحديات البيئية المتراكمة على هذه المدينة الفتية حتى يعود لها وجهها كعاصمة للبلاد.
وأشار إلى أن القطاعات الوزارية توزعت على مناطق متعددة لجمع الأوساخ وحصرها في أماكن مخصصة لذلك على أن تقوم المجموعة الحضرية بنقلها بعيدا عن العاصمة لطمرها. وأكد على ضرورة تنسيق الجهود مع السلطات المحلية لضمان نجاح العملية داعيا سكان نواكشوط إلى الاستفادة من هذه الفرصة للقضاء على القمامات المتراكمة في الاحياء و الشوارع الرئيسية.
هذا وتظل هذه الجهود قاصرة مالم يواكبها وعي المواطنين بضرورة الاسهام الفعال في مقاومة أسباب تراكم القمامات.
رأي المواطنين :
ولإستطلاع آرائهم التقى مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء ببعض المواطنين الذين ثمنوا هذه الحملة مؤكدين أنها ستساهم في تنظيف العاصمة وطالبوا بوضع خطة متكاملة وعملية للمحافظة على نتائجها.
فالمواطن ابياه ولد امبارك من سكان حي الترحيل يعتبر أن أول الخطوات التي يجب القيام بها لتنظيف العاصمة هي التركيز على تحسيس وتوعية المواطنين حول أهمية النظافة وحث العائلات وسكان الحيي أي حي على تنظيف اجوانب التي تليهم من الشارع أو الساحات العمومية بصورة دائمة.
وقال إن حملات التنظيف التي يقام بها من وقت لآخر رغم أهميتها وما تقوم به المجموعة الحضرية من جهود في هذا الاطار مهما كانت لن تؤتي أكلها إذا لم يرافقها إحساس المواطنين بالمسؤولية اتجاه المحافظة على النظافة.
أما السيدة السيدة خديجة بنت سيد محمد مواطنة من الحي 16 بالرياض فأكدت على أهمية النظافة بالنسبة لصحة المواطن ودعت كافة سكان العاصمة إلى المساهمة كل من موقعه في المحافظة على ما سيتحقق خلال هذه الحملة وبالكف عن رمي النفايات بشكل فوضوي في الشوارع.
وطالبت المجموعة الحضرية بفرض غرامات على كل من يقوم بتصرف من شأنه تلويث الشوارع أو الساحات العمومية.
وبدوره يقول السيد مولاي ولد لمرابط من الرياض أن نظافة نواكشوط تتطلب عملا جماعيا يساهم فيه الجميع بدون استثناء.
وطالب بتطوير الآليات والأساليب المتبعة في معالجة ونقل النفايات من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
ويوجه السيد جمعة ولد محمود هو الآخر نصيحة للمجموعة الحضرية بوصفها المسؤول الاول حاليا عن تنظيف العاصمة بأن تعتمد سياسة على المدى المتوسط ترتكز على تغيير العقليات ونشر ثقافة التمدن بين المواطنين من خلال الاعلانات والاسكتشات والمهرجانات والاستفادة من تجارب الدول في معالجة النفايات و الاستفادة منها في المجالات المختلفة وتكوين العاملين في مجال جمع النفايات وتثقيفهم على الاساليب المثلى للقيام بعملهم دون أن يتعرضوا للخطر ودون أن يعكروا أو يزعجوا المارة.
إعداد:
هواري ولد محمد محمود
إسلمو ولد سيدي محمود
تصوير: أحمد ولد ابياه