دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور سيد ي ولد سالم الجميع إلى تكاتف الجهود لتجسيد الإرادة السياسية القوية الرامية إلى النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي وجعله قاطرة للدفع بالتنمية في بلادنا وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
وأكد في خطاب له بمناسبة افتتاح العام الجديد أن الإصلاحات المؤسسية خلال السنوات الخمس الماضية مكنت من تنويع في عروض التكوين ومن استكمال للمنظومة التعليمية على المستويين الأفقي والعمودي كما تم توسيع عروض التكوين
وفيما يلي نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السادة المدرسون الباحثون الأفاضل
أعزائي الطلاب
الإخوة الإداريون والتقنيون بمؤسسات التعليم العالي
أيها السيدات والسادة
تستقبل بلادنا على بركة الله ،يوم غد الاثنين، الافتتاح الجامعي 2014- 2015،وهي فرصة أغتنمها لأقدم لأفراد الأسرة الجامعية أحر التهاني على ما حققوا،برسم العام المنصرم،من نجاحات وعلى ماتحلوا به من روح وطنية وعميق وعي بالمسؤولية.
كما أتمنى لهم التوفيق والسداد في عامهم الجامعي الجديد، فعليهم المُعوّل في ما تصبو إليه أمتنا من تحقيق النهضة الحضارية الشاملة. وإن الآمال المعقودة عليكم في هذا المضمار هي ما يفسر العناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لهذا القطاع والتي تجسدت في ظرف قياسي في العديد من الإصلاحات المؤسسية والبِنْيات التحتية المتكاملة التي تعمل حكومة معالي الوزير الأول يحي ولد حد مين، بشكل حثيث،على استكمالها والتحسين منها.
أيها السيدات والسادة
لقد مكنت الإصلاحات المؤسسية خلال السنوات الخمس الماضية من تنويع في عروض التكوين ومن استكمال للمنظومة التعليمية على المستويين الأفقي والعمودي إذ شهدت تعميم نظام الليسانس- ماستر- دكتوراه (ل م د) على مستوى التعليم العالي حيث أفضت تكوينات الماستر وإنشاء هياكل البحث العلمي في هذه المؤسسات إلى افتتاح ثلاث مدارس للدكتوراه. كما تم توسيع عروض التكوين بافتتاح مدارس للمهندسين وتباشر مصالح القطاع إعداد الانطلاقة الفعلية للأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين وللمعهد المهني العالي للغات والترجمة.
وفي ما يتعلق بالتعليم العالي الخاص، فإن القطاع سيعمل جاهدا على مواكبة مسار هذا التعليم ومراقبته لاحترام محتوى التكوين ومعايير الجودة فيه حتى يسهم في توسيع وتنويع عروض التكوين.
وعلى مستوى البِنْيات التحتية تمت تهيئة المركب الجامعي الجديد وتزويده بالماء والكهرباء و ربطه بشبكة الطرق الحضرية وتأمين نقل الطلاب منه وإليه من كافة أحياء العاصمة بأسعار رمزية مما سيمكن، هذه السنة، بحول الله، من الانطلاق الفعلي للدراسة في هذا المركب على مستوى جامعة العلوم والتقنيات والطب مما انعكس في شكل زيادة كبيرة في الطاقة الاستيعابية لمجالات الطب والعلوم والتقنيات، حيث تضاعف عدد المسجلين الجدد في هذا المجال من 700 طالب سنة 2009 إلى 1400 طالب هذه السنة.
و في ما يخص باقي مكونات المركب الجامعي، يُتوقع خلال العام المقبل استلام مباني كلية الآداب و العلوم الإنسانية و سكن للطلاب بطاقة 2600 سرير والشروع الفعلي في تشييد مباني كلية العلوم القانونية والاقتصادية ومسجد المركب الجامعي وسكن البنات.
وعلى مستوى المصادر البشرية يجري العمل بشكل دائم على دعم قدرات المؤسسات باكتتاب الكفاءات الشابة، حيث تم اكتتاب 40% من المدرسين العاملين بالقطاع خلال السنوات الخمس الماضية، كما تم العمل على تحسين ظروف الطلاب من أجل توفير الشروط المُثلَى للتحصيل المعرفي.ويجري العمل على الرفع من المستوى المادي والمعنوي لمنسوبي القطاع من أجل الرفع من جودة التعليم العالي والبحث العلمي. وفي هذا السياق يجري العمل في إطار تشاركي لإقرار آلية للمتابعة والتقويم تمكن من تحسين المواءمة بين عروض التكوين وبين متطلبات التنمية الشاملة حتى نُكوّن، بذلك ،الكفاءات العلمية والمهنية المُمْتلِكة لناصية العلم والتكنولوجيا و المتجذرة ،في الوقت ذاته ،في قيمنا الإسلامية السمحة والمتشبعة بروح الوطنية والمسؤولية والمنفتحة على روح العصر.
وفي هذا الإطار يجب أن تتكاتف جهود الجميع لتجسيد الإرادة السياسية القوية الرامية إلى النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، لجعله قاطرة للدفع بالتنمية في بلادنا وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز. ولن يتسنى هذا التجسيد إلا باعتماد التعاون والتشاور والحوار منهجا للعمل داخل الأسرة الجامعية بكافة مكوناتها.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا للمزيد من البذل والعطاء في سبيل النجاح والرقي لمجتمعنا.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
والسلام عليكم ورحمة الله”.