مثلت السيدة فاطم فال منت اصوينع، وزيرة الثقافة والشباب والرياضة بلادنا في الحوار رفيع المستوى حول دورالثقافة في اجندة التنمية لما بعد 2015 الذي اقيم امس بمباني الامم المتحدة بنيويورك.
وقدألقت الوزيرة بيانا بالخصوص ضمنته السياسة الثقافية العامة للدولة وماتم تحقيقه من انجازات كبيرة في هذاالقطاع.
وركزت الوزيرة في ذات الوقت على محورية دورالامم المتحدة وهيئاتها كاليونيسكو في توجيه وتنسيق الجهود العالمية لدمج البعد الثقافي في العملية التنموية ككل عبر جعل الثقافة سارية اساسية من سواري التنمية .
وهذا نص خطاب الوزيرة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيد محمد الخياري، نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جون آش
السيد جون آليسون، نائب الأمين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون
السيدة المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ، إيلينا بوكوفا
أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة
إنه لشرف لي عظيم أن أتقدم إلى رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة بجزيل الشكر و الإمتنان على تفضله الكريم بتنظيم هذا الحوار الرفيع المستوى، الملتئم في رحاب هيئتنا المحترمة، تحت عنوان “الثقافة في أجندة التنمية المستدامة، لما بعد 2015.” كما أثمن الدور الكبير الذي يلعبه الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في تطوير الثقافة. و الشكر موصول للسيدة إيلينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة (اليونيسكو ) ، على عملها الرائع في المجال الثقافي و تقديرها لتجربة موريتانيا في إحياء التراث و تثمين الثقافة.
السيد الرئيس،
إن منظمة الأمم المتحدة تعد اليوم وبدون مبالغة ثامنة عجائب الدنيا السبع، باعتبارها أبدع تنظيم جسدت به البشرية إخاءها وتعاطفها الإنساني وعيشها المشترك، وحلمها المشروع بالنمو والرقي، فلنا أن نتخيل العالم بدون أمم متحدة، كيف سيكونہ إن منظمة الأمم المتحدة بهيئاتها التابعة لها، تمثل صرح الدفاع عن الإنسان وحقوقه الأساسية بكونها أعلى حصن من حصون السلام العالمي.
إننا لمدعوون نساء ورجالا، وفي هذه اللحظة المفصلية من تاريخنا إلى الاضطلاع بمهامنا ومسؤولياتنا للوفاء بالتزامات قطعناها على أنفسنا تجاه منظمتنا، وفي هذا الصدد فإن موريتانيا مستعدة تمام الاستعداد للتضحية، والمشاركة المخلصة في الوفاء بتلك الالتزامات
السيد الرئيس،
إن التنمية كعملية مركبة ومتعددة الجوانب والأوجه، لا يمكن أن تأخذ معناها الإنساني العميق إلا من خلال دمج المعطيات الثقافية ضمن الخطط الرامية لتحقيق تلك التنمية.
وانسجاما مع هذه الرؤية تعكف حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على جعل الثقافة سارية أساسية من سواري التنمية، إذ تؤمن بلادنا أن الطاقة البشرية هي أغلى وأثمن وأنجع طاقة وأكثرها قابلية للبقاء والتجدد، إذا ما ارتبطت ارتباطا عضويا بالثقافة.
وعليه فقد رسمت حكومتنا استراتيجية شاملة للتصالح بين الثقافة والتنمية من خلال:
– مصادقة بلادنا على اتفاقيتي اليونسكو لحماية التراث والتنوع الثقافي.
– تشجيع الاستثمار في الثقافة، وإعفاء أهم المواد المستخدمة في الصناعات الثقافية من الرسوم الجمركية والضريبية.
-تخصيص واحد في المائة من الدخل الجمركي لصالح صندوق الثقافة، إضافة إلى مخصصات القطاع الأصلية.
-بدعم من قطاع الثقافة نظمت بلادنا تسعة وستين مهرجانا ثقافيا سنويا، في كل أنحاء البلاد مما ساهم في إحياء الموروث الثقافي وتشجيع التبادل الاقتصادي وهو ما خفف من الفقر، وأسهم في إشاعة السلم الأهلي.
-نظم قطاع الثقافة في مورتيانا نسختين من مهرجان التنوع الثقافي الذي عمل على إبراز المكونات الثقافية لشعبنا وهي ميزة تفخر وتعتز بها بلادنا.
-إشاعة حرية الرأي، وإلغاء حبس الصحفيين والكتاب والمفكرين على آرائهم، إضافة لتحرير الفضاء السمعي البصري تحريرا كاملا.
-وإدراكا من السلطات العليا في موريتانيا لأهمية المدن القديمة التي صنفتها اليونسكو مشكورة كتراث عالمي، تم إنشاء مهرجان دوري للمدن القديمة منذ أربع سنوات، ليبرز قيمة المخزون الثقافي المادي واللامادي لهذه المدن العريقة و هي: شنقيط. وادان، تشيت، ولاتة. ولهذا ننوه بأن لهذا المهرجان أثارا إيجابية كبيرة على التنمية في هذه المدن وتثبيت السكان فيها حيث أصبح هذا المهرجان مناسبة لإنشاء مجموعة من مشاريع البنية التحتية المصاحبة له، تعود بالفائدة المباشرة على المواطنين.
وهنا اسمحوا لي أن أتقدم إليكم برغبتنا في تطوير هذا المهرجان ليصبح ذا صبغة دولية يدعى إليه شهود ومشاركون من حضارات أخرى، حتى تطلع أفريقيا التي ترأس موريتانيا اتحادها، والعالم، على ما تزخر به بلادنا من ثراء ثقافي وتنوع بديع.
السيد الرئيس،
إننا نرى أن تبني مقاربة “شباب مثقف” ستربط القوى الشبابية المسقبلية بالتنمي المستدامة في الأفق المنظور، خاصة أن الشباب في غالبية البلدان النامية يمثل الشريحة الأكبر من الناحية العددية. ولا شك أن غياب الدور الحقيقي للثقافة لدى الشباب هو أكبر سبب لانحرافه نحو التطرف السلبية، وعدم النهوض بمهمته في تحقيق التنمية المستدامة، داخل عالمنا الذي هو بأمس الحاجة إلى طاقاته الشبابية الخلاقة وإبداعاته المتميزة، .
السيد الرئيس،
في اطار العملية التفاعلية الواسعة المقام بها حاليا من اجل صياغة اهداف التنمية المستدامة، وتحقيقا لمتطلباتها لما بعد ہہہہ، فاننا نؤكد على اهمية ما يلي:
1- مواصلة تكثيف الجهود الرامية الى ادماج العوامل الثقافية في المشاريع والبرامج الانمائية ضمن جدول اعمال التنمية لما بعد ہہہہ، من اجل ضمان التنمية المستدامة على نحو يراعى احترام التنوع الثقافي؛
2- مراعاة الاهمية القصوى للتنوع الثقافي باعتباره وسيلة إثراء للثقافة العالمية
3- ضرورة قيام الامم المتحدة، والهيئات ذات الصلة التابعة لها خاصة اليونسكو، بالمزيد من تقديم الدعم للدول النامية وتلك الاقل نموا على وجه الخصوص، لبناء قدراتها الوطنية في مجالات حفظ التراث وحماية الملكية الثقافية، وتوفير الفرص لدعم السياحة الثقافية، مع ضمان احترام التراث الثقافي؛
4- تخصيص بند في اجندة التنمية لما بعد ہہہہ، لتعزيز البعد الثقافي والهويات الثقافية، ودعم التعاون الدولي، في هذا المجال من خلال التأكيد على اهمية الاستثمار في الثقافة، باعتبارها رافدا من روافد التنمية وضامنا لاستدامتها.
السيد الرئيس،
أيها الجمع الكريم،
إن ربط الإنسان بثقافة خلاقة، تبذر الأمل في النفوس المترددة، وتنير الرؤى، وتخلق مناهجها العملية، وتسعى لاستفادة المتبادلة من نتائج العلم والمعرفة، في أفق يطبعه قبول الآخر، والحوار المفتوح، هو خير ضمان للتنمية المطلوبة، وهو ما نود أن يخرج حوارنا السامي هذا بتوصيات تحققه على أرض الواقع.
وفي الأخير فإنني إذ أجدد لكم الشكر، أتمنى لأعمالنا النجاح والوصول إلى الأهداف المأمولة، والسلام عليكم ورحمة الله.