AMI

الحملة الانتخابية: عندما يحتفل الفولكلور

لقد تملكني شعور لا أعرف كيف أصفه!”عبارة جاءت على لسان بعض من حضروا أحد مهرجانات الحملة الانتخابية الجارية داخل البلاد، بعدما فوجئ بأصوات طلقات الرماة التقليديين وأعمدة الدخان ورائحة البارود تنبعث من بنادقهم المحلية..
وحين استفهم عن الموضوع، اكتشف أن الأمر يتعلق بجانب من الفولكلور الشعبي الأصيل، الذي ربما تتهدده عاديات الضياع..
“لكشام”، ذلك هو اسمه، وهو لمن لا يعرفه عبارة عن مجموعة من الرجال بزي موحد (عمامة ودراعتان بيضاء وزرقاء)، ولكل منهم بندقيته التي لم ينتجها غير الصانع التقليدي الموريتاني وبعناية فائقة..
وبعد أن كانت لهذه البندقية صولات وجولات أيام كانت الوسيلة المتاحة للتصدي للمستعمر، فقد غدت اليوم بعد تأمين خطرها، رمزا دالا على العزة والفخر والقوة والمنعة.. وكذاالفرح والغبطة.
لقد حلت محل ساحات الوغى، فضاءات الأفراح والمناسبات المجتمعية المختلفة، التي تختلط فيها أحيانا الأبعاد القبلية والأسرية والسياسية..
أما في الحملة الانتخابية، فلعل هذه الظاهرة (لكشام)، بالإضافة إلى كل ذلك تأكيد على ثقة “مستضيفها” في الفوز الباهر على الخصوم..
ويتفنن أصحباها في اختيار الفقرات المناسبة من خطاب المرشح، لإرسال طلقاتهم المدوية، لتفعل فعلها في النفس، كما الزغاريد بل وأكثر..
ولاشك أن هذا المظهر الفولكلوري البديع، يستقطب الجمهور العريض، بغض النظر عن الخيارات الانتخابية..
وليت هذا الإقبال يحفز السلطات العمومية، بعد انقشاع غبار الحملة الانتخابية، على إيلاء هذه الظاهرة العناية التي تنتشلها من الضياع.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد