تدعيما للعلاقات الاخوية القائمة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية الاسلامية الموريتانية وبدعوة كريمة من فخامة السيد عبد العزيز بو تفليقه ، رئيس الجمهورية الجزائريةادى فخامة العقيد اعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكرى للعدالة والديمقراطية ،
رئيس الدولة بالجمهورية الاسلامية الموريتانية زيارة رسمية للجزائر يومي 6 و 7 مايو 2006 .
وفى جو مفعم بروح الاخوة الصادقة والتفاهم والانسجام اجرى الرئيسان محادثات معمقة تناولت جملة من القضايا الاقليمية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مسجلين بارتياح كامل تطابق وجهات النظر بشأن مختلف المسائل التي تم التطرق اليها .
كما اجرى الرئيسان مباحثات تناولت علاقات التعاون الثنائي وسبل تعزيزها، معبرين عن ارتياحهما البالغ للمستوى الذي وصل اليه هذاالتعاون من خلال نتائج الدولة الخامسة عشر للجنة المشتركة الكبرى ، مؤكدين في هذا الخصوص انها ستكون منعطفا جديدا لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين وبما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين .
وفى الاطار ذاته اكد فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية متابعة الجزائر باهتمام وتقدير للخطوات الجريئة المتخذة فى موريتانيا الشقيقة منذ التغيير الذي وقع في ال 3 اغسطس 2005 بروح مسالمة ودون ضغينة، معربا عن مباركته للجهود القيمة التي بذلت لتعزيز المسار الديمقراطي فى موريتانياوبناء مجتمع تسوده العدالة والديمقراطية .
ولدى استعراضهما للقضايا المغاربية والعربية والدولية اكد الجانبان تمسكهما الثابت بالمشروع المغاربي كخيار استراتيجي لابديل عنه واستعدادهما للمساهمة فى الجهود الرامية لبنائه بما يحقق طموحات وآمال الشعوب المغاربية فى التنمية والاستقرار والاندماج وصولا الى تعزيز دور الاتحاد ومكانته بين التجمعات الاقليمية العربية والافريقية والاورو – متوسطية.
وبخصوص قضية الصحراء الغربية، اكد الجانبان دعمهما لجهود وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة الرامية الى ايجاد حل سلمي عادل ونهائي .
وعلى الصعيد العربي اعرب الجانبان عن انشغالهما بالتطورات المتسارعة فى منطقة الشرق الوسط وجددا دعمهما للشعب الفلسطيني وتضامنهما معه .
واعتبرا ان مخطط السلام الذي اعتمدته الجامعة العربية فى قمة بيروت سنة 2002 واكدته رسميا قمة الجزائر سنة 2005 وقمة الخرطوم مؤخرا يشكل الاساس لتسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع بما يضمن تمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس الشريف .
ولدى استعراضهما للوضع فى العراق عبر الجانبان عن انشغالهما العميق بما يجرى في هذا البلد الشقيق، معربين عن وقوفهما الى جانب الشعب العراقي فى الجهود المخلصة القائمة لتمكين مؤسساته الدستورية من مباشرة نشاطها بعد ان تم انتخاب قيادته الجديدة وبما يضع حدا لمعناته ويصون الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للعراق .
وفى السياق ذاته ادان الجانبان كلما يتعرض له العراق من اعمال ارهابية تستهدف المساس بوحدته الوطنية وزعزة أمن واستقرار المنطقة .
وبخصوص الاتحاد الافريقي اشاد الجانبان بالخطوات الهامة التي حققها الاتحاد منذ انشائه والجهود التي يبذلها في سبيل تسوية النزاعات القارة افريقية .
ورحب الجانبان باتفاقية السلام الموقعة مؤخرا في ابوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي اقليم دارفور برعاية الاتحاد الافريقي ، معربين عن أملهما في ان تكون هذه الاتفاقية فاتحة عهد جديد من السلام والوئام بين جميع ابناء السودان الواحد.
ونوه الجانبان بالجهود المخلصة الهادفة الي تنمية القارة الافريقية ومنها علي الخصوص الشراكة الجديدة للتنمية في افريقيا)النيباد(، ولا سيما الدور الكبير الذي تقوم به الجزائر ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة في هذا الخصوص .
ولدي التطرق لبعض الظواهر السلبية التي تشهدها منطقة الساحل الصحراوي، أكد الجانبان علي ضرورة اجراء مزيد من التشاور والتنسيق لمواجهتها لاسيما ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والارهاب المتنامي في المنطقة ووضع حد لاخطارها.
وعلي الصعيد الاورومتوسطي، اكد الجانبان علي اهمية هذا التعاون بما يحقق مصلحة شعوب ضفتي المتوسط القائمة علي اساس مصالح مشتركة ذات ابعاد امنية سياسية واقتصادية وبشرية مترابطة.
وفي هذا الخصوص اكد الجانبان علي اهمية تفعيل مسار برشلونه. وبهذه المناسبة عبرت الجزائر عن دعمها الكامل لرغبة موريتانيا في الانخراط كبلد كامل العضوية في هذا المسار.
وفيما يخص تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما تحمله من مآسي انسانية للمهاجرين ، وللبلدين من اضرار بالغة بعد ان اصبحا وجهة رئيسة لها، جدد الجانبان استعدادهما للمشاركة في الحوار بين اوروبا وافريقيا حول هذه الظاهرة وسبل معالجتها من جميع جوانبها خاصة في بعدها التنموي الذي يعتبر واجبا يمليه الضمير الانساني.
وفيما يخص التعاون الثنائي ، اشاد الجانبان بنتائج هذه الزيارة التي تشكل محطة هامة في مسار التعاون المشترك وفرصة ثمينة لاعطائه نفسا جديدا .
وفي هذا الصدد اكد الجانبان عزمهما علي تدعيم هذا التعاون وتعزيزه في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.
وطالب الجانبان بالعمل علي تدعيم حصيلة التعاون في مختلف المجالات ومعالجة ما يعيق العمل المشترك أخذا بعين الاعتبار التحولات المعيقة والاصلاحات الاقتصادية الجارية في البلدين. وفي هذا الاطار عبر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز الشراكة وتنمية الاستثمارات بين البلدين علي اسس اقتصادية واقعية، خاصة في مجالات الطاقة والمناجم والصيد البحري الخ…
وبخصوص قطاع الطاقة اكد الجانبان علي ضرورة انعاش التعاون بينهما من خلال ارساء شراكة متميزة بين شركتي سوناطراك الجزائرية والشركة الموريتانية للمحروقات وتفعيل ابروتوكول التعاون المبرم بينهما.
وفي قطاع المناجم اتفق الجانبان علي التعاون في مجال استغلال الموارد المعدنية المتوفرة في البلدين علي اسس اقتصادية تكاملية.
وفي مجال الصيد البحري دعاالطرفان الي الاستغلال الامثل للقدرات الانتاجية المتوفرة في البلدين وفتح المجال امام المتعاملين في القطاع العام والخاص للشراكة وتبادل الخبرات. كما دعوا الي تكثيف التعاون في مجال تكوين وتأهيل المهنيين الحرفيين في هذا القطاع.
ونوه الجانبان بمستوي التعاون القائم بين البلدين في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والفني.
وفي هذا الاطار اكد الجانبان الاهمية الخاصة التي يكتسيها البعد الانساني والتنمية البشرية في علاقات التواصل بين الشعبين لكونه الغاية والوسيلة لكل تعاون مثمر بين البلدين.
وقد اتفق الطرفان في نهاية المباحثات علي مواصلة التشاور والتنسيق بينهما بما يدعم أواصر الاخوة والتعاون المثمر بين البلدين الشقيقين.
وفي الختام اعرب العقيد اعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية، رئيس الدولة عن شكره العميق وتقديره البالغ لاخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة علي حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال اقامته بالجزائر.
كما وجه العقيد اعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية، رئيس الدولة الدعوةلاخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية للقيام بزيارة رسمية الي موريتانيا في الوقت الذي يراه مناسبا وقد قبل فخامته هذه الدعوة علي ان يحدد تاريخها لاحقا.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي