AMI

قراءة البيان المشترك والتوقيع عليه بحضور رئيسي البلدين

وقع السيد حمادي ولد حمادي وزيرالشرون الخارجية والتعاون والسيد علي بدرا سيسى وزير الشؤون الخارجية والسينغاليين بالخارج في جمهورية السينغال بعد ظهر اليوم الاثين بالقصر الرئاسي في نواكشوط على البيان الختامي المشترك الصادر في نهاية الزيارة الرسمية التي أداها السيد ماكي صال رئيس جمهورية السينغال لموريتانيا بدعوة من السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية وذلك بحضور رئيسي البلدين.
وتمت قبل قراءة البيان في نسختين عربية وفرنسية من قبل السيد محمد الامين ولد علال مدير الاتصال الناطق باسم وزارةالشؤون الخارجية والتعاون والسيد ممادو كان سفير السينغال المعتمد لدى موريتانيا.
وفيما يلي نص البيان:
“تلبية لدعوة كريمة من أخيه وصديقه صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أدى فخامة السيد ماكي صال رئيس الجمهورية السنغالية، زيارة رسمية لموريتانيا يومي السادس عشر والسابع عشر سبتمبر 2012، على رأس وفد هام ضم على الخصوص السادة: وزراء الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج، والداخلية والطاقة والمعادن، والبيطرة والزراعة والتجهيز الريفي.
وتترجم هذه الزيارة التي تندرج في إطار استمرارية علاقات الصداقة الأخوية التقليدية والتعاون متعدد الأشكال بين البلدين، إرادة التشاور والحوار الدائمين بين رئيسي الدولتين، وتهدف إلى توطيد وتعزيز العلاقات التاريخية بين الشعبين الموريتاني والسنغالي.
وقد أشاد الرئيسان، صاحباالفخامة، محمد ولد عبد العزيز، وماكي صال، بجودة علاقات الأخوة والصداقة التاريخية القائمة بين الشعبين الموريتاني والسنغالي، وأكدا على إرادتهما في بذل كل الجهود لتطوير هذه الروابط أكثر وتعزيزها من أجل بلوغ تنمية منسجمة بين البلدين.
من جهة أخرى، تبادل الرئيسان وجهات النظر في ما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك، والقضايا الثنائية وكذلك على صعيد شبه المنطقة والصعيدين القاري والدولي.
و تميزت هذه المحادثات بتطابق وجهات النظر بين الرئيسين حول القضايا التي كانت موضوع البحث بينهما.
وقد أعرب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لأخيه فخامة السيد ماكي صال، عن تعاطف وتضامن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حكومة وشعبا مع الشعب السنغالي الشقيق على إثر الفاجعة الأليمة التي تعرض لها جراء الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مؤخرا على البلاد.
وقدم فخامة السيد ماكي صال لأخيه فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز، وللحكومة والشعب الموريتانيين، تعازي الحكومة والشعب السنغاليين على إثر مقتل تسعة من الدعاة الموريتانيين برصاص الجيش المالي.
وعلى الصعيد الثنائي أصدر الرئيسان تعليماتهما من أجل عقد الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة الكبرى للتعاون الموريتاني السنغالي في أقرب الآجال، بغية دراسة ملفات التعاون وما يتعلق منه على الخصوص بقطاعات الصيد والزراعة، والتنمية الحيوانية، والنقل والطاقة.
وخلال تطرقهما لقضية الأمن، نوه الرئيسان بالنتائج التي تم التوصل إليها في إطار التعاون بين البلدين، واتفقا على تعزيزه بغية الوقاية من تهديدات الجريمة المنظمة العابرة للحدود بكافة أشكالها، خاصة الإرهاب، والتهريب غير المشروع للسلاح، والمخدرات، والبشر، وتبييض الأموال ومكافحتها بشكل فعال.
وبهذا الصدد أصدر الرئيسان تعليماتهما السامية لعقد لقاءات منتظمة بين القطاعات الوزارية المعنية.
وفي السياق ذاته، أعرب الرئيسان عن قلقهماالعميق بسبب التهديدات الخطيرة على السلام والأمن في شمال مالي وفي شبه منطقة الساحل والصحراء.
وأصدر الرئيسان التعليمات الضرورية بغية الشروع في مشاورات منتظمة بين البلدين بهدف مراقبة الأمراض الوبائية عن قرب، سبيلا إلى تنظيم مكافحة منسقة ضد الملاريا في ولايات ضفتي نهر السنغال.
كما أصدر الرئيسان تعليمات إلى الوزيرين المكلفين بقطاعي التهذيب والتعليم في البلدين من أجل دفع وتعزيز التعاون في هذا القطاع. وفعلا فإن هذا القطاع شكل دائما إطارا مرجعيا للعلاقات المتميزة التي تطبعها الأخوة والصداقة القائمة بين البلدين.
وفي ما يخص قطاعي الزراعة والبيطرة، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الثنائي في هذين المجالين، ودعياالقطاعين الوزاريين المعنيين إلى تنسيق جهودهما للوقاية من الجراد المهاجر والطيور الآكلة للحبوب، ومكافحتها في البلدين، وكذلك توطيد وتطويرالاتفاقيات في مجال استغلال
لمراعي.
كما نوها بمستوى التعاون في قطاع الصيد البحري واتفقا على دراسة سبل توسيعه للصيد القاري وتربية الأسماك.
وقد شكر فخامة الرئيس ماكي صال نظيره فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على قرار الأمر بإرجاع لوازم الصيد السنغالية التي تم حجزها.
وحرصا منهما على تأمين الظروف الملائمة لعبور أفضل للأشخاص والممتلكات بين البلدين، أصدر الرئيسان تعليماتهما من أجل إتمام دراسات الجدوائية، والبحث عن التمويل وبناء جسر على نهر السنغال في روصو، في أقرب الآجال.
وسعيا من أجل مضاعفة النشاطات التجارية بين البلدين، أعرب الرئيسان عن أملهما في مزيد من تنشيط التعاون في مجال النقل البري.
وفي ما يخص قطاع الطاقة أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لتوقيع البلدين على الاتفاق المتعلق بفرص تزويد السنغال بالكهرباء التي سيوفرها قريبا بناء محطة كهربائية في نواكشوط تعمل بالغاز.
كما جدد الرئيسان تأكيدهما على تشبثهما بمنظمة استثمار نهر السنغال بوصفها قاعدة متينة للتعاون شبه الإقليمي، المبني على استغلال الموارد المشتركة، والإنصاف والتضامن بين شعوب حوض نهر السنغال.
وأعرب الرئيسان عن رغبتهما في السعي مع نظرائهم المعنيين للدعوة لعقد قمة منظمة نهرالسنغال من أجل تفعيل هيآت المنظمة ودفع نشاطاتها.
على الصعيد الإفريقي، جدد الرئيسان دعوتهما الملحة من أجل العودة السريعة إلى النظام الدستوري في غينيا بيساو ومالي، وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
كما هنأ فخامة السيد ماكي صال نظيره الموريتاني فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز على الجهود القيمة التي بذلت لحل الأزمات التي نشبت في غرب إفريقيا والمغرب العربي.
ولدى تطرقهما للتطورات الأخيرة في العالم العربي، أعرب الرئيسان عن أسفهما لاستمرار دائرة العنف والتصعيد العسكري في سوريا، وجددا دعمهما القوي لأية تسوية للأزمة في إطار المساعي التي يقوم بها الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية السيد الأخضر الإبراهيمي.
ودعا الرئيسان كافة أطراف النزاع في سوريا، والفاعلين الدوليين المعنيين إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم للأزمة يكفل التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق، في إطار احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية والتلاحم الوطني في سوريا.
وبخصوص الوضع في فلسطين، جدد الرئيسان تأكيدهما على دعمهما المطلق لحل سلمي عادل ودائم يرتكز على مبادئ القانون الدولي، المعلنة في كل القرارات الواضحة للأمم المتحدة، من شأنه أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 ، وعاصمتها القدس الشريف.
ولدى تطرقهما للقضايا متعددة الجوانب جدد الرئيسان على الخصوص تأكيدهما على ضرورة إصلاح شامل لمنظومة الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن بما يضمن تمثيلا منصفا للدول الأعضاء. وفي هذا الصدد أكد الرئيسان من جديد على تشبثهما بالموقف الإفريقي المشترك المعبر عنه في توافق إزولويني.
وأعرب الرئيسان لدى استعراضهما الوضع الدولي، عن قلقهما الشديد أمام تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ودانا في هذا الصدد بقوة، إنتاج ونشر الفيلم الذي يحمل عنوان : (براءة المسلمين) الذي يشكل تشويها غير مقبول للاسلام ورموزه.
كما دعا الرئيسان إلى الاعتدال ونبذ العنف كرد على مثل هذه التصرفات التي يسعى أصحابها إلى خلق صدام بين الثقافات والحضارات.
من جهة أخرى، وخلال مقامه، قام فخامة السيد ماكي صال رئيس الجمهورية السنغالية بزيارة بعض معالم العاصمة الموريتانية، وأعرب عن إعجابه وتقديره للتقدم الحاصل والجهود التي بذلت من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية في موريتانيا.
من جانبه، عبر فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز من جديد لنظيره السنغالي فخامة السيد ماكي صال، عن تهانئه الحارة له على انتخابه الرائع على رأس أعلى سلطة في السنغال، مجددا تمنياته له بالنجاح والتوفيق في ممارسة تكليفه السامي خدمة للشعب السنغالي الشقيق والصديق.
وأعرب فخامة الرئيس ماكي صال في ختام الزيارة الرسمية التي أداها لموريتانيا، عن تشكراته الحارة وامتنانه العميق لفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز، وللحكومة والشعب الموريتانيين، على الاستقبال العفوي والأخوي الحار، وكذا كرم الضيافة وحسن الوفادة والرعاية التي حظي بها والوفد المرافق له طيلة إقامتهما بموريتانيا.
ووجه فخامة الرئيس ماكي صال دعوة إلى أخيه وصديقه فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز للقيام بزيارة رسمية لجمهورية السنغال. وقد قبلت هذه الدعوة ببالغ السرور وسيحدد تاريخها بالطرق الدبلوماسية.
حرر في نواكشوط في 17 سبتمبر 2012، في النسختين الأصليتين العربية والفرنسية حيث يتساوى النصان في الحجة.
عن حكومة جمهورية السنغال عن حكومة الجمهورية الإسلامية
وزير الشؤون الخارجية الموريتانية
والسنغاليين بالخارج وزير الشؤون الخارجية والتعاون
معالي السيد/ عليون بادارا معالي السيد/ حمادي ولد باب ولد حمادي”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد