ألقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد حمادي ولد حمادي مساء اليوم الثلاثاء خطابا أمام الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا بنويورك.
وأكد أن انعقاد هذه الدورة يأتي”في ظل ظروف سياسية عاشتها منطقتنا تمثلت في قيام ثورات شعبية في عدة بلدان عربية، نتيجة حراك شعبي مطالب بالديمقراطية والعدالة والحرية وتحقيق مستوى عيش كريم”.
وأوضح الوزير”أن موريتانيا كانت سباقة إلى تحقيق هذه المطالب، حيث عرفت في السنوات الأخيرة تحولات جذرية، من خلال انتقال سلمي وسلس من الأنظمة الشمولية وكبت الحريات وهدر المال العام، إلى نظام ديمقراطي يقوم على مؤسسات دستورية ذات مصداقية، تكرس دولة القانون وتضمن الحرية العامة الفردية والجماعية وتكفل حقوق كافة فئات الشعب الموريتاني، في ظل سلطان العدل وسيادة القانون، توج بانتخابات رئاسية حرة وشفافة ونزيهة، بإجماع المراقبين والاعتراف الصريح والعلني للخصوم أنفسهم”.
وأضاف أن بلادنا “شهدت انفتاحا سياسيا صادقا على جميع مكونات الطيف السياسي في البلد تكلل قبل أيام بالانطلاقة الفعلية لحوار سياسي وطني عام ومفتوح، التفت حوله مختلف الروافد السياسية بالبلد، فضلا عن تحرير الفضاء السمعي البصري الذي توج بالترخيص لعشر قنوات إذاعية وتلفزيونية، تستعد لانطلاقة بثها في القريب العاجل”.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه إضافة إلى ما تقدم، “تم تعزيز الحكم الرشيد بترسيخ الشفافية في التسيير وتحسين ظروف الجهاز القضائي وتدعيم استقلاليته وتحقيق مؤشرات نمو معتبرة وتنفيذ برامج طموحة لتحسين الأحوال المعيشية للسكان تستهدف بالدرجة الأولى، الفئات الأقل دخلا والأحياء الفقيرة والمناطق الريفية المعزولة”.
وأبرز الوزير أن كل ذلك “سمح بوضع داخلي مستقر انعكس خارجيا على ديبلوماسيتنا التي عملت جاهدة من خلال انتمائها إلى مجلس السلم والأمن الافريقي وبحكم ترؤسها للجان الوساطة بهدف تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في كل من ليبيا والكوت ديفوار كوسيلة أمثل لفض النزاعات ومعالجة الأزمات”.
وأكد الوزير دعم موريتانيا للجهود المبذولة لإصلاح الأمم المتحدة مطالبا بمنح القارة الافريقية تمثيلا دائما في مجلس الأمن وتمثيل المجموعة العربية في هذا المجلس.
وذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الجمعية العامة للأمم المتحدة بترشيح موريتانيا لنيل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لفترة 2012/ 2013 إبان الانتخابات المقبلة عن المجموعة الافريقية، موضحا أنه تم إقرار هذا الترشح من طرف الاتحاد الافريقي في قمتي الاتحاد بأديس ابابا في يناير ومالابو في يونيو من العام الجاري.
وأكد الوزير أن هذا الترشح “ينطلق من إيمان موريتانيا الثابت بمبادئ الأمم المتحدة ورغبتها الصادقة في إشاعة السلم والأمن الدوليين والقيام بدور إيجابي في اشغال مجلس الأمن والنهوض بمسؤولياتها كاملة في تحقيق الأهداف النبيلة التي أسست من أجلها المنظمة الدولية”.
ونبه الوزير إلى أن بلادنا ليست طرفا في أي نزاع وترتبط بعلاقات ودية وطيبة مع سائر بلدان العالم، معربا عن شكر موريتانيا وعظيم امتنانها للبلدان التي التزمت بتأييد ترشحها، داعيا سائر الأسرة الدولية لتأييد هذا الترشح.
واستعرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون موقف بلادنا من مختلف القضايا العربية والدولية، داعيا بشكل خاص المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة وكاملة السيادة ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ودعا الوزير إلى تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية لمساعدة الأشقاء الليبيين من أجل منع المزيد من زهق الأرواح وإراقة الدماء وتلبية التطلعات المشروعة للشعب الليبي الشقيق في الإصلاح والتغيير وضمان وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.
وأضاف أن موريتانيا تدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب هذا الشعب وتقديم كل ما يحتاجه من دعم في مختلف المجالات لإنجاح المرحلة الانتقالية في ليبيا الشقيقة”.
وطالب الوزير على صعيد آخر الأسرة الدولية “بتسريع وتكثيف التدخل الدولي من أجل التخفيف من آثار الوضع الإنساني الصعب الناجم عن موجة الجفاف الحادة التي تتعرض لها منطقة القرن الافريقي”.
وتحدث وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن موقف بلادنا من الإرهاب موضحا “رفضها التام للارهاب بكافة صوره”، داعيا الأسرة الدولية إلى التفكير بشكل جدي في أسباب هذه الظاهرة وطرق مواجهتها من أجل استئصالها من جذورها وتجفيف منابعها”.