AMI

حمى العيد تتواصل في يومه الثاني (ريبورتاج)

تستمر لليوم الثانى الاحتفالات بعيد الفطر المبارك وسط اجواء من الفرح والسعادة الغامرة.
وقد زادت بهجة هذا العيد مصادفته لعطلة نهاية الاسبوع مما منح المعيدين فرصة التمتع بإجازة عيد مطولة.
وقد عمت مظاهر الفرح والسعادة الكبار والصغار معا حيث نظمت الحفلات العائلية والاحتفالات المختلفة.
ففي كل مكان وحيثما تجولت تشاهد مشاهد الفرح: ثياب جديدة ، مآدب هنا وهناك ، تبادل للهدايا والاطعمة ، تزاور وتسامح بين الجيران والاقارب فى مختلف الأحياء.
واكتظت حديقة العاصمة الملاصقة لدار الشباب القديمة بالباحثين عن الراحة والاستجمام..ففي هذه الساحة احتفل كل على طريقته، الصغار قبل الكبار ارتدوا الملابس الجديدة للتباهي على اقرانهم بحلة العيد واستمتعوا بما يوفره المكان من فرص للعب والتسلية حيث تحول المكان الى روضة جميلة شكل البراعم الصغار ازهارها بالوان وتشكيلات ملابسهم الزاهية.
اما الكبار فقد استمتعوا بالوصلات الموسيقية التى كانت تنبعث بين الحين والاخر من المكان عبر سيمفونيات الفرق الموسيقية التى جاءت لاحياء المناسبة.
وداخل القاعة كانت روائع السندويشات والكباب الشامي الممرتن وروائح الهامبورج تنبعث مضفية على أجواء الحديقة إحساسا خاصا بالمتعة.
وكان المظهر الأبرز في إحياء عيد الفطر المبارك هو الجولات الترفيهية التي قامت بها الأسر في العاصمة مصحوبة بأبنائها والتي شملت التجوال والراحة على الشاطيء آونة وتارة في شوارع وساحات المنطقة المعروفة باسم “صكوك”.
وهناك بعيدا بعيدا..فضل آخرون التوجه الى الشاطئ للاستجمام والتمتع بمنظر الامواج الجميلة وهى تتعانق في الأفق احتفالا بالعيد كما كانت الساحة الواقعة على جنوب شاطئ الصيادين بنواكشوط مسرحا لهواة رياضة السيارات المكانيكية المعروفة محليا “الكصكدة” حيث تفانى ممارسوها فى امتاع الجمهور عن طريق التفنن فى اللعب بمقاود سياراتهم احيانا وفراملها احيانا اخرى وسط الزغاريد والتشجيع.
حركة المرور هي الاخرى اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان يوم العيد شكل استثناء لغيره من الايام.
يلاحظ الملاحظ تزايدا فى اعداد السيارات بمختلف الاحجام والانواع ، وثمة اكتظاظ فى الحركية وازدحام سجلت حدته على بوابات اسواق الملابس وأسواق المواشي والطرق المؤدية اليها واغتنم السائقون الفرصة لزيادة التعرفة حسب قرب المكان وبعده وحسب اعداد الزبناء المتنقلين.
خديجة، ربة بيت، اكدت في استجواب مع مندوب الوكالة الموريتانة للأنباء، ان الارتفاع المذهل الذي سجلته اسعار النقل داخل العاصمة منع الكثيرين من التنقل الى اقربائهم للتسامح والتواصل حيث اشارت الى ان تعرفة التنقل من مقاطعة عرفات الى توجنين وصلت فى منصف نهار امس الى 600 اوقية بدل 200 أوقية قبل ان تصل الى 1000 مع حلول المساء وهو ما جعلها تلجأ لاستخدام الهاتف للتواصل مع بعض الاقرباء فى نواحي متفرقة من العاصمة.
اما احمد ولد عيسي، القاطن بمقاطعة دار النعيم، فاكد من جانبه ان المشكل لا يعود الى غلاء سعر سيارات الاجرة بقدر ما يعود الى انعدامها ايضا وذلك نتيجة انتهاز اصحابها الفرصة العيد لاستخدامها الخاص للتزاور والتسامح مع عائلاتهم ونقل ابنائهم الى المنتزهات كغيرهم من المحتفين بالعيد.
واضاف ان مئات المواطنين وقفوا فى شوارع المقاطعة فى طوابير طويلة انتظارا للحصول على وسيلة نقل مما حدا بالكثير منهم فى النهاية الى العدول عن البرنامج الذي كان يعتزم القيام به.
محمد المختار ولد الطالب سيره، سائق سيارة اجرة، اشار الى ان زيادة اجرة النقل خلال يوم العيد مردها الى الزحمة الكبيرة التى تعرفها الشوارع والتى تجعل صاحب سيارة الاجرة ينفق الكثير من الوقت فى ايصال الزبون الى المكان المطلوب وذلك على حساب المردودية بدلا من الاوقات العادية التى يقوم بها بنفس العمل مرات ومرات خلال الوقت ذاته وبالتالى لابد من مراعاة هذا الجانب،يضيف السائق محمد المختار.
سائق اخر يسمى محمد ولد سالم، فضل اتخاذ سوق الحيوان مكانا لممارسة العمل وذلك نتيجة الرواج الموجود بالمكان يوم العيد ونتيجة تواجد السوق فى متنفس من الزحمة التى تشهدها باقى احياء العاصمة يقول السائق محمد ولد السالم “..حتى الان استطعت الحصول على اكثر من عشرة زبناء تقاضيت منهم مبلغ 8000 الاف اوقية مقابل توصيلهم الى منازلهم الموجودة بحى عرفات والميناء المتقاربين مع السوق وهو ما لم يتمكن غيري من السائقين من تحقيقه نتيجة تفضيلهم نقل الزبناء من وإلى سوق العاصمة المركزي..”.
وغير بعيد من المكان الذي التقى فيه مندوب الوكالة هذا السائق، كان سوق المواشي بمقاطعة الميناء يشهد اقبالا كبيرا انعكس على سعر الاغنام وخدمات السلخ وتهيئة اللحوم، حيث اوضح سيد ولد خي، بائع للمواشي ان السوق شهد حركية كبيرة يوم امس بعد اجواء الكساد التى عاشها خلال شهر رمضان وتمكن المتعاملون فى السوق من تحقيق هامش كبير من الارباح بفعل الاعداد المتزايدة للراغبين فى اقتناء شاة العيد.
اما بخصوص الاسعار فاشار ولد خي، الى انها تراوحت بين 17000 و23000اوقية ومع ذلك كل ينفق حسب مستواه ويقتني الشاة المناسبة لحرارة جيبه كما ان البعض فضل الدخول فى ما يعرف ” بالمشارية” وهي اشتراك اربعة اشخاص او ثمانية فى شراء دابة كبيرة وتوزيع لحمها مناصفة بينهم.
صالونات الحناء والتجميل لم تكن هي الاخري غائبة عن الحدث، حيث ازدحمت بالنساء الراغبات فى وضع خطوط الحناء الزاهية على ايديهن وارجلهن احتفاء بالمناسبة وتراوحت اسعار هذا النوع من الخدمات مابين 4000 و15000 اوقية واستمر الاقبال حتى ساعات متاخرة من مساء امس حسب ما اكدت ام لمنين بنت شيخنا احدى المزينات العاملة في مجال التزيين بالحناء.
اما صالونات التجميل المتخصصة فى تقديم التسريحات النسوية فقد شهدت هي الاخري اقبالا كبيرا بحيث تواجدت عشرات النساء وراء ستائر هذه الصالونات بغية الحصول على تسريحة جديدة .
وفيما تسابق النساء الى عين المكان فضلت اخريات استخدام الهاتف للحصول على موعد لنفس الغرض تفاديا للجلوس لساعات طويلة فى طابور الانتظار ، وكانت الاسعار مضاعفة في هذه الحالة.
اجواء العيد والاتصالات المتعددة عبر شبكات الاتصال جعلت المشتغلين ببيع بطاقات التزويد يحققون رواجا كبيرا..
ومع ذلك انشغلت الاف الخطوط سواء بالاتصال او بتلقي اتصال من طرف اخر، كما خصصت المحطات الاذاعية والتلفزية للمناسبة ما تستحق من اهتمام عبر البرامج المتنوعة والأغانى والوصلات الموسيقية وعبر الحوارات .
انها فرحة العيد:ابتهاج في النفوس ، رواج فى الاسوق ، زحمة فى الطرقات..
هكذا يمر العيد كل عام ويتنافس المعيدون في إحيائه والاحتفاء به حيث يكثر البذخ ويقبل أرباب الأسر على الصرف بدون حساب في الغالب..
ويبقى الموظف المسكين حاملا هم المناسبة حيث أنه ينفق عادة ثلاثة رواتب لمواجهة الموقف..لكن المهم لدى الجميع فقراء وأثرياء أن يمر العيد وليكن بعد ذلك ما هو كائن..

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد