أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم الخميس بمدينة كيهيدي، عاصمة ولاية غوغورل على وضع الحجر الأساس لتوسعة المدينة وانطلاق الأشغال في عدد من المشاريع التنموية الهامة.
وأعرب رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه أمام سكان الولاية عن مضي الدولة قدما في محاربة الفساد والمفسدين وتحقيق العدالة والإنصاف بين جميع أفراد الشعب دون تمييز، مبرزا صرامة النظام في تنفيذ سياسة حسن تسيير وترشيد الموارد العامة.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم،
أود في البداية أن أتوجه بالشكر لسكان ولاية كوركل على المساندة الكبيرة للبرنامج الحكومي الذي نعكف على تنفيذه وذلك ما عكسه الاستقبال الحار والتواجد المكثف بهذا المكان، وأجدد لكم الشكر على الثقة التي منحتمونا في الانتخابات الماضية ولم أجد فرصة للمجيء إليكم في الفترة الماضية لإسداء مثل هذا الشكر.
وهذه فرصة مكنتنا من زيارتكم لتدشين عدد من المشاريع التي تهمكم والممولة بشكل كامل من أموال الشعب الموريتاني، ومن ضمن هذه المشاريع مركز استطباب ومشروع توسعة وعصرنة مدينة كيهيدي وتزويدها بالمياه والكهرباء لتصل جميع المنازل بالمدينة.
ومن ضمن هذه المشاريع كذلك ترميم مدرسة الإرشاد الزراعي بكيهيدي التي عانت خلال الأعوام الماضية من الإهمال إلى حد التلف والضياع.
وكذلك ترميم المزرعة النموذجية من أجل تحسين الإنتاج الزراعي في الولاية وبناء مسجد جديد وتشييد دار للشباب وتوجيه دعم للنوادي الرياضية عبر الوزارة الوصية.
وأود بشكل عام أن أؤكد لكم أن بلدكم الجمهورية الإسلامية الموريتانية بخير والحمد لله وأن وضعيته المالية من أحسن الحالات التي مر بها وكل موارد الدولة لن تصرف بإذن الله إلا في سبيل تحسين ظروف وأوضاع الشعب الموريتاني.
وسنقوم في هذا الإطار بربط ولاية كوركل بالطرق المعبدة ونحن عاكفون اليوم على إنجاز طريق مونكل وما تبقى هو فقط طريق مقامه وهو قيد الدراسة على طريق الإنجاز في القريب العاجل.
وفيما يخص المجال السياسي للبلد، تعرفون جميعا أن كل الحقوق مصانة بالنسبة لجميع المواطنين وكذلك الحريات.
ونحن نسهر على ضمان حقوق الإنسان بالنسبة لكل المواطنين وليس لدينا سجين سياسي ولاصحيفة مصادرة.
وبالنسبة للوضع المالي الذي هو بخير كما أسلفت يروج البعض أو مجموعات قليلة غير مرتاحة لحسن تسيير البلد حدا وصل بها إلى وصف موريتانيا بأنها دولة شيوعية وهي ليست كذلك لكنها لم تعد سائبة تطلق العنان للفساد الذي لم يعد له مكان وإذا كان هذا النهج هو الشيوعية فنحن كذلك.
وأدى ذلك بتلك القلة إلى القول بندرة السيولة الناتجة عن وضع حد للتسيب في التسيير الذي شهدته العهود الماضية وأستفاد منه البعض بشكل غير شرعي وخصوصا المفسدون والسفهاء.
وأؤكد لكم مرة أخرى أن أموال الشعب الموريتاني لن يستفيد منها مستقبلا إلا من له حق في ذلك لقاء خدمة أو عقد خاضع لمناقصة شفافة يشارك فيها الجميع لإنجاز منشآت أو مشاريع تعود بالنفع بشكل مباشر على المواطنين بطريقة نزيهة مع مراعاة عدم استفادة تاجر بعينه دون الآخرين.
وأرجو من أولئك المروجين للأكاذيب الذين يخيل إليهم أن موريتانيا يمكن أن تعود إلى عهود الفساد والاضطهاد والابتزاز أن يعودوا إلى رشدهم ويسلكوا الطريق المستقيم ويتعاملوا بإنصاف مع المواطنين من أجل النهوض والارتقاء ببلدهم والوصول به إلى بر الأمان بطريقة تضمن استفادة الجميع بشكل أخوي دون تمييز أو إقصاء.
وأوجه هنا نداء إلى بعض الأشخاص الذين حاولوا بث الفرقة بين الموريتانيين على أساس اللون والشعر أن يتقوا الله لأن هذا الطرح لم يعد له مكان في موريتانيا فالشعب الموريتاني اليوم موحد أبيضه وأسوده من “بيئر أم أقرين” إلى كيهيدي وروصو والنعمة وباسكنو وكل نواحي البلاد، فهذه دعاية رخيصة لاكها البعض في السابق وتاجر بها محاولا بث الفتنة لكنها لم تدر عليه نفعا.
فالشعب الموريتاني المسلم المسالم برمته يستهجنها ويحتقر أصحابها الفاشلين الواهمين زعزعة الأمن بهذه الطرق الرخيصة.
إن الموريتانيين جميعا مسلمون وإخوة ومن يريد مساعدتهم فعليه أن يحارب الفساد والفقر والجهل والمرض فهذه الأخيرة هي أعداء الشعب الموريتاني ولم يعد هنالك مكان لمن يراهن على بث الفرقة بين الأسر والعائلات وهذا ما أردت أن أوكده أمامكم لأنه هو نهج قيادتكم حيث تشهدون حكما شعبيا ينطلق من الشعب ويخضع له وليس لرئيسه ولا لحكومته غرض غير خدمة المواطن الموريتاني الفقير الذي عانى فترة طويلة من النسيان والإهمال ونقص الماء والكهرباء والسكن اللائق تلك هي أهدافنا وأنشغالاتنا.
لقد ولى وإلى الأبد عهد الأراجيف والأكاذيب وتحقيق المآرب والمنافع من خلالها أمام وعي الشعب الموريتاني وإدراكه لمصلحته العليا ولأطماع هؤلاء المرجفين.
فلو كان لهذه الدعايات أي صدى أو تأثير لحلت في الماضي مشاكل المياه والكهرباء والصحة ولما عانى ثلاثة أرباع سكان نواكشوط من التهميش في الأكواخ والأخبئة في الكزرات.
لقد انصب اهتمام أولئك الذين غضوا الطرف عن معاناة الشعب على الأسفار إلى الخارج للنزهة والاستجمام واقتناء السيارات الفارهة رباعية الدفع.
وما تم إنجازه في كيهيدي والنعمة ومناطق أخرى هو غيض من فيض مما نحن مقدمون عليه في خدمة الشعب الموريتاني الذي يستحق كل خير وهذه إمكانياته التي يجب أن تعود عليه بالنفع والرفاهية.
وفيما يخص الأمن أود أن أوكد لكم أن الدولة والنظام بشكل عام لن يدخر جهدا من أجل محاربة الجريمة والإرهاب لينعم المواطن الموريتاني بالاستقرار والأمن والأمان، وأطلب من جميع المواطنين وخصوصا سكان ولاية كوركل التزام أقصى درجات الحذر والحيطة ليس من المفسدين فحسب بقدر ما هي من الإرهاب والمتسللين.
وأشجع سكان كوركل على الإقبال على الزراعة وتحسين إنتاجهم منها سبيلا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء لأن أمة تأكل ما لاتنتج هي أمة لاحرية لها”.