دخلت الاستعراضات الدعائية داخل الخيم المضروبة أمام المنازل وفي الساحات العامة والطرقات ظهر اليوم معركة الحملة الإنتخابية على مستوى العاصمة.
وكانت الحملات الدعائية قد اقتصرت لدى الانطلاقة فجر اليوم على المسيرات الاستعراضية بالسيارات ورفع الشعارات على المقرات والأضواء المتحركة.
وبهذا يؤكد منظمو الحملات أن الموريتانيين محتفظون بعلاقتهم الحميمة مع الخيمة حتى داخل المدن.
كما أكد هذا أن ضرب الخيمة واتخاذها مركزا للدعاية ولبث الأغاني الترويجية للمترشحين أسلوبا بات الجميع يعتقد في تأثيره وجذبه للمؤيدين.
وكانت تعاونيات خياطة الخيم التي توجد ورشاتها بالقرب من “مسجد المغرب” المستفيد الأول من الحملة الإنتخابية الحالية حيث باعت هذه الورشات غالبية الخيم التي كانت قد أنجزتها والتي شهد بيعها ركودا كبيرا في الأشهر الأخيرة.
تقول نفيسة بنت الشيخ وهي صاحبة ورشة لتطريز الخيم في تصريح لمندوب الوكالة الموريتانية للأنباء “..لقد بعنا في الأسبوع الأخير وحده أكثر من 40 خيمة وبأسعار معقولة بلغت 130 ألف أوقية للخيمة الواحدة.وتدخلت منين بنت سيدي بائعة خيم لتؤكد أن ما لم يبع من الخيم تم تأجيره طيلة فترة الحملة ب2500 أوقية للخيمة الواحدة ولليوم الواحد.
ويؤجر أصحاب الحملات الخيم الخاصة وبلغ التعويض المدفوع عن الخيمة الخاصة الواحدة 2000 أوقية فيما بلغ التعويض المدفوع عن المكث فيها 3000 أوقية.
وما يهم المترشحين في هذه الصفقة هو تهيئة الخيمة وتزيينها بالشعارات والأضواء وتجهيزها بمكبر صوت وبآلة تسجيل لبث الأغاني وبمواعين “الأتاي” ومن ثم تسخيرها للقائمة المترشحة طيلة الحملة.
وبدأ نشطاء الحملات الإنتخابية مع ساعات المساء الأولى تجمعهم داخل الخيم التي ترتفع من فوق أطنابها شعارات المترشحين.وتنبعث من الأبواق المشرئبة من جنبات الخيم في كل اتجاه أصوات الأغاني والأناشيد مالئة الأفق بضجيج كبير.
ولاحظ مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء في جولات ظهر اليوم داخل الخيم أن لكل خيمة روادها من أنصار المترشحين الذين يعملون على جذب المارة وسكان الأحياء لخيامهم ليتسنى إقناعهم بالتصويت للمترشحين.
ويذيع منعشون في بعض الخيم شعارات وبيانات عن القوائم المترشحة مركزين على عرض خصال ومزايا المترشحين الأساسيين ..ويستخدم المنعشون قصائد الزجل الشعبي للتأثير على الناخبين انطلاقا من خيم تتداول داخلها كاسات الأتاي المنعنع بسخاء كبير تمليه المناسبة.
ومما يذكر في هذا الصدد أن مشاهير الفنانين قد استفادوا من متاحات الحملة حيث تراوح التعويض المدفوع لهم عن النشيد الواحد ما بين 600 ألف ومليون أوقية.
ويمنح المترشحون كذلك للشعراء قرضة الزجل الشعبي الذين قفوا كلمات الأناشيد تعويضات وصلت ،حسب مصادر الحملة ،إلى أكثر من مائتي ألف أوقية للنشيد الواحد.
وينظم المنعشون داخل الخيم دورات للرقص الفولكلوري على أنغام الموسيقا الصاخبة مما يجذب المارة وبخاصة فئة الشباب.
ومن خلال ذلك الرقص يقوم المنعشون بتمرير دعايتهم بين الراقصين والراقصات.
إنها أجواء الحملة الإنتخابية التي يستخدم فيها كل شيء من أجل تحقيق غاية واحدة هي الفوز في انتخابات نيابية وبلدية متزامنة تشهد تنافسا غير مسبوق على مقاعد محدودة.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي