القاهرة ، 08/02/2011 – لليوم الخامس عشر على التوالي لازال المعتصمون المناهضون للرئيس حسني مبارك يحتلون ميدان التحرير مطالبين برحيله حسب ما نقل مراسل فرانس برس.
وفي ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء كان المعتصمون الذين باتوا ليلتهم في الميدان يخرجون من تحت خيامهم المتواضعة التي لا تقي برد الليل ليلتقوا بالقادمين من الخارج والذين يحملون بعض المواد الغذائية.
والملفت للإنتباه أن عشرات من المتطوعين يباشرون في الصباح الباكر تنظيف الميدان ويضعون تلالا من أكياس القمامة على أطراف ساحته لتأتي الشاحنات لاحقا لنقلها.
ولا يزال الميدان مقفلا منذ أول تظاهرة حاشدة جرت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وخوفا من تقدم الدبابات العسكرية داخل الميدان لفتح الطرقات لا يزال عشرات المعتصمين و الذين ينامون في العراء أمام سلاسل الدبابات لمنعها من التحرك.
وفي إطار استيعاب النقمة الناتجة عن قمع التظاهرات ووقوع أكثر من 300 قتيل منذ بدء هذه الأحداث، طلب الرئيس مبارك الاثنين تشكيل لجنة تحقيق في أعمال العنف التي وقعت الأربعاء الماضي في ميدان التحرير.
وكان مؤيدون لمبارك دخلوا الأربعاء الماضي ميدان التحرير الذي يتظاهر فيه المناهضون للحكومة مما أدى إلى مواجهات بين الطرفين أسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو ألف جريح، بحسب حصيلة رسمية.
وكان نائب الرئيس المصري عمر سليمان أعلن أن الرئيس مبارك أصدر الثلاثاء قرارا جمهوريا يقضى ب”تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة وضع التعديلات المطلوبة” التي ستمهد للإنتخابات الرئاسية الجديدة مع قرب انتهاء ولاية الرئيس المصري.
وقال سليمان في تصريح صحافي أدلى به في ختام اجتماع مع الرئيس أن الأخير “وقع قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة الدستورية التي ستضع التعديلات المطلوبة للدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية”.
ويجري التداول مع أطراف الحوار الوطني لتعديل بعض المواد الدستورية خصوصا تلك التي تحد من هامش الترشح للإنتخابات الرئاسية.
ومن المتوقع أن تنتهي ولاية الرئيس مبارك في الخريف المقبل، إلا أن المتظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بتنحيه الفوري.
وقال سليمان إن الرئيس المصري “شدد على ضرورة مواصلة الحوار والإنتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد تمضي بمصر على طريق الانتقال السلمي المنظم للسلطة في إطار إحترام الشرعية الدستورية”.
كما قال سليمان إن الرئيس المصري “أصدر تعليمات إلى رئيس الحكومة لتشكيل لجنة المتابعة التي ستضطلع بمتابعة التنفيذ الأمين لما تم الإتفاق عليه بين أطراف الحوار، مع تعليمات بتشكيل لجنة ثالثة لتقصي الحقائق حول مواجهات الأربعاء الماضي وإحالة ما تتوصل إليه إلى النائب العام ليتخذ بشانه ما يلزم من إجراءات”.
وكانت جلسة حوار عقدت بين سليمان وممثلي أحزاب وقوى الأحد الماضي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في ختامها أن ما قدمته السلطات “ليس كافيا”، إلا انها أكدت الاتفاق على نقاط مثل الإفراج عن المعتقلين وعدم التعرض للمتظاهرين.
وأوضح سليمان “أن اللجنة الدستورية ولجنة المتابعة ستباشران إجتماعاتهما ابتداء من اليوم في حين ستشرع لجنة تقصي الحقائق في مهامها فور تشكيلها في غضون الأيام القليلة المقبلة”.
ولم يفصح سليمان عن تشكيلة اللجنة الدستورية.
وكان مبارك عرض في الثاني من الشهر الحالي “مناقشة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور” بما يعدل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويقصر الرئاسة على “فترات محددة للرئاسة”.
وكان تعديل المادتين 76 و77 مطلبا رئيسيا للمعارضة المصرية منذ سنوات، خصوصا أن التعديل الدستوري الذي أدخله مبارك في العام 2007 وضع شروطا شبه تعجيزية للترشح لرئاسة الجمهورية.
وأضاف سليمان أن الرئيس المصري “شدد على أن شباب مصر يستحقون تقدير الوطن وأصدر تعليماته بالامتناع عن ملاحقتهم أو التضييق عليم أو مصادرة حقهم في حرية الرأي والتعبير”.
على صعيد متصل ظهر وائل غنيم أو وائل غوغل، أحد ابرز مطلقي حركة الإحتجاج الحالية ضد النظام القائم في مصر عبر الشبكات الاجتماعية على الانترنت، على التلفزيون ليل الاثنين الثلاثاء فروى فترة اعتقاله في سجن أمن الدولة وبكى رفاقه الذين سقطوا فابكى ملايين المصريين.
وبعد أن أمضى عشرة أيام في السجن وبعدما طالبت منظمة العفو الدولية باطلاق سراحه، أفرج عن الشاب وائل غنيم عصر الاثنين وظهر قبيل منتصف الليل على شاشة قناة دريم.
وقال غنيم مدير التسويق الإقليمي لشركة غوغل الشرق الأوسط أنه ترك مكان عمله في الإمارات العربية المتحدة متذرعا باسباب عائلية وجاء إلى القاهرة قبل أيام من اعتقاله لمواكبة التحرك المناهض للرئيس حسني مبارك.
وقال غنيم “انه في موسم التخوين، كان الضباط الذين يحققون معي لا يصدقون بانني اتصرف بمبادرة شخصية مني مع زملاء لي مثلي، انا متهم بتنفيذ اجندات خارجية، إلا أنهم مع الوقت اقتنعوا بانني لست خائنا ولا عميلا”.
وأكد غنيم انه لم يتعرض للتعذيب. وقال “ربما تنتظرون مني أن أخلع قميصي لأكشف لكم عن حروقات في جسدى من آثار التعذيب. لا، لم يعذبونني ولم يلمسونني”.
وأضاف “انا لست بطلا، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر”.
ولما عرضت القناة صورا لشبان من أصدقائه قتلوا في المواجهات، اصيب وائل بالصدمة واجهش بالبكاء لدقائق طويلة وقال بصوت مخنوق بالكاد مفهوم “أنا اعتذر من أهل الشهداء من أقاربهم من أحبائهم، أنا دعوتهم إلى النزول إلى الشارع” ثم ترك الاستوديو من دون سابق إنذار.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي