AMI

موريتان عليك مبارك الاستقلال (الحلقة 3)

احتفلت الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى القراء و على الأمة الإسلامية بالخير والبركة واليمن والأمان..
وفي ذات اليوم رمى حجاج بيت الله الحرام جمرة العقبة الكبرى اقتداء بهدي سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتسننا بهدي أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ولذلك يحتل هذا العيد أهمية خاصة في الذاكرة الجمعية الإسلامية وهي تستذكر قصة أبينا إبراهيم عليه السلام وهو يؤدي تلك الأركان والمشاعر سيما وهو يخبر ابنه البار سيدنا إسماعيل عليه السلام أنه رأى في المنام أنه يذبحه فلم يتردد ولم يتضعضع ولم يفكر لحظة واحدة في التأخر أو التردد في تنفيذ أمر الباري عز وجل.. وكان الأمر ذاته مع الولد إسماعيل عليه السلام الذي بادر بالموافقة والاستعداد لتنفيذ ذلك الأمر الصعب ورضي بالقرار القوي الذي يأمر أباه أن يجز رقبته مع أن الله وهبه له على الكبر.. لكن إرادة الله شاءت أن يفدى بذبح عظيم.. وأن يكون ذلك “الذبيح” كبشا ذا سمت خاص وهيئة خاصة فداء لذلك الشبل الذي تله أبوه للجبين.. تصديقا للرؤيا فنودي ..{أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا}..
ومنذ ذلك اليوم والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يقتدون بذلك الهدي ويضحون بما تيسر من الأنعام.
كما يكون اليوم مناسبة للفرح والسرور ولبس الزينة حسب الجهد.. باستثناء الملبين الذين يجمعهم زي واحد أبيض على صعيد منى الطاهر لا فرق بين لابسيه أحمرهم وأسودهم.. أميرهم ومأمورهم…
لكن ثمة مجموعة من الأمور التي يجب التذكير بها في هذا الإطار لعل أهمها الإشارة إلى الأمر بالأضحية سنة مؤكدة لمن استطاع ذلك دون عنت أو تكلف، بينما أعفى الشرع الحكيم العاجزين من تلك السنة.. إلا أن البعض يرهق كاهله ويتجاوز حدود المطلوب الشرعي والعرفي فيحول تلك السنة الحميدة إلى أمر وعمل غير محمود.. ويتكلف في البحث عن “أضحية” لا يطالبه بها الشرع، بل وقد يجره الأمر إلى حدود التنطع والتكلف المنهى عنه شرعا ولا شك أن ذلك يصبح بمثابة تكلف الصوم لمن عجز عنه وقد نص علماؤنا الإجلاء على حكم ذلك شرعا بقول محمد مولود ولد أحمد فال رحمه الله تعالى:
ومن أبيح فطره لضرر ** أصابه كمرض وكبر
فليس صومه من التورع ** والدين بل هو من التطوع
فعلى من يقدر على أداء هذا النسك أن يؤديه ابتغاء مرضاة الله واستنانا بسيد المرسلين.. وعلى المعذورين والعاجزين إتباع الشرع.. فمن الخسارة التنطع في الأمور والخروج عن السياق الشرعي في جميع الأمور.. فما أحوجنا للإتباع.. والحذر من الابتداع.
وللعيد هذا العام طعمه الخاص، إذ يأتي وبلادنا تلبس أبهى الحلل وتتزين استعدادا لإكمالها حولها الخمسين تحت راية الاستقلال.. فهنيئا بالعيد.. وهنيئا بعيد الاستقلال
وكل عام وأنتم بخير.
أحمد أبو المعالي: كاتب وشاعر موريتاني مقيم بالإمارات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد