AMI

منتدى الشعب : بقلم/ المختار السالم:elmoctar@gmail.com إلا ذلك الموقف…!؟

الجميع يعرف أن موريتانيا لم تبدأ الحرب على الإرهاب، والوقائع أفصح لسانا في هذا الإطار من كل دعي خصيم.
بل العكس لقد شنت الجماعات المتطرفة حربا على موريتانيا منذ سنوات لم تدخر فيها أي جهد لإراقة الدماء والتنكيل بالأبرياء والإضرار باقتصاد البلد، بل كادت الأمور، في بعض الفترات، تصل حد الفوضى لولا عناية الله.
وبالأسلوب التقريري الإخباري إليكم الأدلة من الذاكرة القريبة.
في 4 يونيو/حزيران عام 2005، شن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” هجوما على حامية للجيش الموريتاني في “لمغيطي”، وأسفر الهجوم عن سقوط 15 شهيدا و17 جريحا من الجيش.
وبعد الثالث من أغسطس 2005، قامت موريتانيا بسحب قواتها من منطقة “لمغيطي” وهي إشارة واضحة إلى أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع أي كان، وأطلقت سنة 2007 سراح أعضاء التنظيم المعتقلين في نواكشوط رغم أن من بينهم من شارك في ذبح جنودنا، ومن دخل البلاد بهدف تنفيذ عمليات مسلحة ضد مصالح وطنية وأجنبية.
لكن ماذا كانت النتيجة؟.. تابعو معي الأحداث بعد ذلك.
ففي 24/12/2007، قام التنظيم بهجوم مسلح قرب “ألاق” أسفر عن قتل أربعة سياح فرنسيين.
وفي 27/12/2007 قام التنظيم بهجوم مسلح آخر وقتل أربعة جنود موريتانيين في منطقة “الغلاوية”.
وفي 23/10/2007، شن التنظيم هجوما مسلحا على سيارة محصلة ميناء نواكشوط، واستولى على عشرات الملايين.
وفي 1/2/2008، شن التنظيم هجوما مسلحا على مطعم بتفرغ زينة، وأسفر الهجوم عن جرح مدنيين.
وفي 7/4/2008، نقل التنظيم، وبكل استهتار، معركته إلى شوارع العاصمة نواكشوط التي شهدت لأول مرة مواجهات مسلحة أسفرت عن استشهاد ضابط شرطة وجرح 10 آخرين.
وفي 14/سبتمبر/2008، تم في عملية “تورين” ذبح 12 من جنودنا بدم بارد، وهم صيام ومن بينهم حملة كتاب الله، وتم التمثيل بجثثهم.
وفي يوم 23 يونيو/حزيران 2009، قام التنظيم بقتل مواطن أمريكي في شوارع نواكشوط.
وفي 8 أغسطس/آب 2009، قام التنظيم بأول عملية انتحارية في البلاد استهدفت مبنى السفارة الفرنسية بنواكشوط.
وفي 29 نوفمبر 2009، قام التنظيم بخطف ثلاثة راعيا إسبان على طريق نواكشوط انواذيبو وقام بنقلهم إلى شمال مالي كرهائن.
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2009، قام التنظيم بخطف مواطنين إيطاليين على حدودنا الشرقية.
يضاف لذلك عشرات عمليات السرقة والسطو المسلح التي قامت بها خلايا التنظيم بهدف تمويل عملياتها.
هذا فضلا عن العمليات التي أحبط الأمن تنفيذها قبل وقوعها عبر إجراءاته الاحترازية باعتقال عناصرها، وتلك التي حالت الإجراءات الأمنية دون وقوعها وهي كثيرة.
لقد قامت موريتانيا بكل ما يمكنها لتجنب المواجهة، ففضلا عن الخطوة الشجاعة بقطع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، والإجماع الوطني وراء القضايا العربية والإسلامية، تم فتح الباب واسعا أمام المؤسسة الدينية في البلاد، بكل مدارسها وتوجهاتها، لتمارس العمل الدعوي بكل حرية.
لكن الإرهاب ظل يرفع حصيلته الدموية كل مرة، ومع ذلك قررت موريتانيا مواجهة هذه الآفة العابرة للحضارات والقارات بالمقاربة الفكرية إلى جانب المقاربة الأمنية، لكن أرجو أن لا يكون هناك من يطالبنا بالتخلي عن الحق المقدس في واجب الدفاع عن النفس؟ ومن يطالبنا بأن نقف مكتوفي الأيدي في انتظار أن تأتي حفنة من المجرمين المعتوهين لتقوم بذبح المزيد من أبنائنا وتخلف المزيد من اليتامى والأرامل والثكالى؟..
لماذا يدعو البعض المجموعة الدولية ويترجاها ليل نهار من أجل التدخل في الشأن السياسي الداخلي، ويرفضها حين يتعلق الأمر بمجرد التعاون لحماية دماء المواطنين وحرمة الحوزة الترابية؟
ألم يقم البعض الدنيا ولم يقعدها من أجل تدخل المجموعة الدولية (الأجنبية) وفرض الحصار على الشعب الموريتاني، بل دعاها للتدخل العسكري، ثم حاور وناور واتفق و”انفتق” و”طفق” تحت قبعة “الوكيل الخارجي”. فعن أي حذر من “الأجنبي” يتحدثون.
لقد شاهدنا جميع معارضات العالم تختلف في كل شيء إلا في دعم جيوش بلادها.. بل شاهدنا المعارضة في أكبر “ديمقراطيات” العالم وهي تطبل وتزمر وتصفق حشدا لدعم جيشها وهو يغزو بلدانا وشعوبا مستضعفة في هذا العالم.. وحتى بعد انكشاف أبشع جرائم الاحتلال واصلت المعارضة في الديمقراطيات العريقة دعم جيشها ومساندته.
إلا في موريتانيا، فنحن نشاهد جزء من المعارضة لا يبخل بشيء من أجل تثبيط عزائم الجنود الأوفياء المرابطين على الثغور لحماية أطفالنا ونسائنا وكرامتنا.
آخر ما كنا نتوقعه من “البعض” هو “الانحياز السياسي” للصف الآخر تحت “دافع شخصي وضيق” إلى هذا الحد.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد