أدت الفيضانات التي ضربت منطقة آفطوط في الأسبوع الماضي إلى خسائر بالغة خاصة في المساكن لتجد عشرات الأسر نفسها بدون مأوى يقيها قيظ الصيف وبرد الشتاء.
ويكمن السر في تفاقم الأضرار الي هشاشة المساكن التي بني معظمها من الطين ووجودها في منحدرات مما جعلها عرضة لأن تغمرها المياه كلما كانت التساقطات المطرية هامة، كما هو الحال بالنسبة لفيضانات الأسبوع المنصرم التي أسفرت عن تحطم السدود والحواجز والمحابس المائية في منطقة آفطوط بجزيئها الواقع في ولاية تكانت والموجود بولاية لعصابة.
وخلفت هذه الأمطار بحورا من المياه الملوثة تتحرك بكل حرية لتجرف ما وقع في طريقها من مباني ومتاجر ومواشي..
و زاد غياب الحيطة ومعايير السلامة عن أذهان المواطن وانعدام مخططات عمرانية في معظم الحواضر والمدن في المنطقة، من الخسائر على مستوى الأبنية والمدارس والمنشآت الصحية والحوانيت وغيرها.
واعتبر عمدة بلدية السدود التابعة لمقاطعة المجرية بولاية تكانت، أن الخسائر في الأبنية جزئية كانت أو كلية تقدر ب 324 مبنى 138 منها في بلدية السياسة تضررت منها 31 بشكل كلي ليصبح أصحابها بدون مأوى، كحال أصحاب 46 مبني من أصل57 في لكريع تعرضت هي الأخرى لأضرار كبيرة.
وعلى مستوى المتاجر فقد تضررت بشكل مؤكد حسب العمدة 15 حانوتا في بلدية السياسة و3 مخابز ومنشأة صحية.
ويوما بعد يوم تزداد حصيلة الخسائر بانهيار أبنية أخرى كان قد هجرها ملاكها بعد استشعار الخطر لكنها تتهاوى على رؤوس من المواشي متسببة في نفوقها.
كما أن البرك المائية الكبيرة المنحصرة في مكان ضيق تزداد باستمرار وتساهم في تكاثر الأضرار.
ومن هنا يتعين التفكير في آليات جديدة لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة بشكل يمكن من تفادي تكرار هذه المأساة التي ساهمت تراكمات متعددة في تفاقمها، خاصة أن المنطقة لا تتوفر على أماكن لصرف المياه ولا لإيواء المتضررين.
وتكون مشكلة الإيواء هذه ملحة عند ما يضاعف عدد السكان بسبب المسافرين الذين يتكدسون في أعداد كبيرة بدون ان يجدوا أماكن يهرعون إليها أو موقفا لسياراتهم أو خدمات فندقية أو غيرها.
وقد ساهمت وسائل الإعلام الوطنية والدولية في التعريف بمأساة آفطوط في شقها الظاهر للعيان إلا أن أبعادها قد لا تترأى للبعض إذ من المتوقع أن تنتشر الأوبئة والأمراض بفعل التلوث وان تتراجع قطاعات الزراعة والمياه وترتفع أسعار مواد البناء.
ويتعين على سكان المنطقة أن يستوعبوا هذه التجربة ويأخذوا الدروس اللازمة منها في المستقبل، ويقلعوا عن التقري العشوائي الذي لا يخضع لأي منطق.
محمد عبد الرحمن ولد محمد يحظيه