بدأت حركة السير تعود إلى وضعها الطبيعي في منطقة لعصابة، بعد أن تعطلت منذ الجمعة الماضي بسبب انهيار جسر (كامور) وانجراف جزء من الطريق قرب جسر(اعوينت لحبارة) بمقاطعة كرو.
واستطاعت السيارات الخفيفة عبور بلدة كامور منذ مساء أمس الأحد عبر تحويلة رملية مؤقتة،أقامتها سلطات الولاية للالتفاف على منطقة جسر البلدة البالغ طوله 15 مترا، لتمكين المسافرين من مواصلة رحلتهم التي أجبرتهم السيول على قطعها منذ الجمعة الماضي.
وما تزال حركة الناقلات الكبيرة متوقفة في هذه النقطة، حيث لاحظ مبعوث الوكالة إلى المنطقة وجود حوالي 40 شاحنة محملة بالبضائع والتجهيزات، تنتظر انحسار المياه أو إصلاح الطريق لتتمكن من العبور و مواصلة رحلتها.
و خلق هذا الوضع مشاكل متنوعة للعابرين والسكان على حد سواء،فقد عاش السكان حالة من العزلة المصحوبة بالقلق على نفوسهم وممتلكاتهم، فيما تقطعت السبل بالمسافرين في مناطق قروية لا تتوفر على الخدمات التي يحتاجها المسافر.
و قد توحد المسافرون والمقيمون في التأثر بسلبيات الأمطار والسيول كما توحدوا في التعبير عن الضجر من هذا الواقع ونقد ما اعتبروه “عدم التدخل في الوقت المناسب” و إصلاح ما أفسدته الأمطار من منشآت وبنى تحتية”.
وقد عبر السكان والمسافرون للوكالة الموريتانية للأنباء، عن استيائهم من ضعف البني التحية وانعدام الصيانة و عدم الالتزام بالضوابط الفنية عند إنشائها.
وفي هذا الإطار يقول عمدة بلدية كامور السيد أحمد ولد محمد محمود ولد محمد، إن انهيار جسر كامور كان متوقعا نتيجة لإهماله خلال ترميم الطريق سنة 2000 من طرف شركة “المقاولون العرب” حيث تحول من 12 فتحة مائية الي 4 فتحات فقط.
وأضاف أنه أبلغ وزارة التجهيز سنة 2007 عبر رسالة رسمية بضرورة حل هذه المشكلة حتي لا تعيش بلدة كامور مأساة مماثلة لتلك التي عرفتها مقاطعة الطينطان بالحوض الغربي.
ويشكوا المسافرون الذين التقتهم الوكالة الموريتانية للأنباء، من ضياع وقتهم وفساد ممتلكاتهم والقلق على ذويهم، فضلا عما تحملوه من مصاريف إقامتهم الإجبارية هذه.
وقد خلفت الأمطار التي شهدتها مناطق من لبراكنة وتكانت ولعصابة نهاية الأسبوع الماضي، أضرارا مادية وسببت انهيار بعض الطرق والسدود، والمدارس، والمنازل.
وفي مقاطعة كرو، إحدى المناطق المتأثرة بالأمطار، أكد حاكم المقاطعةالسيد محمد الامين ولد تتاه،أن السلطات تدخلت منذ الساعات الأولى لصالح المتضررين حيث تمت معاينة الأضرار وجردها وإخلاء السكان في المناطق المتضررةأوالمهددة بالمياه لضمان سلامتهم.
وفي معرض حديثه عن الخسائر تحدث ولد تتاه عن انهيار منازل في عدة قرى وبلدات بالمقاطعة وتلف بعض الممتلكات والبضائع.
وأضاف أن السيول جرفت أعدادا من النخيل وتسببت في نفوق أعداد من الأبقار.
وأوضح الحاكم أن بلدة الغايرة وحدها، تضررت أكثر من 300 أسرة بفعل تحطم كلي أو جزئي لمساكنها وأصبحت بلا مأوى مما تطلب إيواءها في بعض المدارس.
ويؤكد عمدة الغايرة أن المدارس والسدود والحواجز المائية، لم تسلم من الأضرار، ويضيف أن جميع سدود البلدية وحواجزها المائية انهارت، كما أن شبكة المياه في القرية تعطلت.
أما عمدة كامور السيد احمد ولد محمد محمود ولد محمد فأكد أن سكان البلدية تضرروا جراء هذه الأمطار، حيث نفقت مواشيهم وانهارت سدودهم وجرفت السيول بساتين نخيلهم كما تعطلت أعمالهم بفعل انقطاع الطريق.
وأكدالعمدة خسارة المواطنين للكثير من الواحات والتي جرفتها المياه، مبرزا أنها كانت تشكل ثروة لملاكها الذين استثمروا فيها أموالا طائلة.
وقال إن بلدة كامور تحتاج الي تدخل سريع، لتستعيد عافيتها في المستقبل القريب، خاصة على مستوى قطاعات الزراعة والبناء.
ويؤكد العمدة، والمواطنون العاديون من تجار وناقلين وغيرهم على ضرورة الاعتناء بالطرق و بنائها بطريقة علمية تستجيب للمعايير الفنية.
ولا يبدو الوضع في قرى وبلدات تكانت المحاذية لمنطقة آفطوط أفضل، ففي بلدة “لكريع التابعة لمقاطعة المجرية أوضح السيد سيد احمد ولد كبده، أحد وجهاء البلدة، أن مبنى النقطة الصحية بالبلدة ومدرستها و15 من منازلها تضررت بشكل جزئي أو كلي بفعل الأمطار.
ورغم هذ الصورة التي تبدو قاتمة، فإن معظم السكان في آفطوط يستبشرون خيرا بتهاطل الأمطار رغم الخسائر ويتطلعون الي فصل خريف جيد في هذه المنطقة الرعوية والزراعية.
الموضوع السابق
الموضوع الموالي