اكدت السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية أهمية العلاقات المتميزة والعريقة بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية مبرزة أن الصين ظلت سندا قويا لموريتانيا، منذ سنوات استقلالها الأولى، وساهمت في تمويل وإقامة مشاريع ضخمة في ميادين حيوية، وفي المقابل، ظلت موريتانيا، منذ نشأتها وحتى اليوم، مدافعةً، في القارة الإفريقية والعالم العربي، عن وحدة الصين ، و داعمة لمكانتها الرفيعة في المحفل الدولي.
وأبرزت الوزيرة في كلمة لها أمام الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي تحتضنه مدينة اتيانجين الصينية أيام 13 و 14 مايو الجاري، ضرورة تفعيل آليات العمل المشترك بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية.
وفيما يلي نص كلمة الوزيرة:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
شكرا السيد الرئيس والأخ الأمين العام،
معالي السيد يانغ جي اتشي وزير الخارجية في جمهورية الصين الشعبية.
معالي السيد – موسى كوسه – أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى، الرئيس الدوري لمجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسمو الوزراء،أصحاب السعادة السفراء،أيها الجمع الكريم،
أود – في البداية- أن أتوجه بتعازينا القلبية إلى كل من جمهورية الصين الشعبية، و الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى، قيادة وشعبا، إثر الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب الصين، وبعد حادث تحطمِ طائرة الخطوط الإفريقية في مطار طرابلس. كما أعبِر عن تضامننا ومواساتنا لأسر الضحايا والمتضررينَ من هاتيـن الكارثتين.
إن انعقاد الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي-الصيني في مدينة تيانجين الجميلة يمنحني فرصةً ثمينةً لأتوجه بخالص الشكر إلى السلطات في جمهورية الصين الشعبية، على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة اللذين أُحطنا بهما منذ وصولنا إلى هذا البلد الصديق. وأغتنم نفس الفرصة ، لأهنأ الحكومةَ والشعب الصينيين على النجاح الباهر الذي حققه افتتاح معرض /شانغهاي / العالمي 2010 ، وعلى دقة تنظيم هذا المعرض وتنوع المشاركة فيه.
ان انعقادَ الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي-الصيني في مدينة تيانجين الجميلة يمنحني فرصةً ثمينةً لأتوجه بخالص الشكر إلى السلطات في جمهورية الصين الشعبية، على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة اللذين أحِطنا بهما منذ وصولنا إلى هذا البلد الصديق. وأغتنم نفس الفرصة ، لأهنأ الحكومةَ والشعب الصينيين على النجاح الباهر الذي حققه افتتاح معرض /شانغهاي / العالمي 2010 ، وعلى دقة تنظيم هذا المعرض وتنوع المشاركة فيه.
أيها السيدات والسادة،
إنني أشاطر زملائي ما تحدثوا عنه أمس واليوم من أهمية العلاقات المتميزة والعريقة بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، وأؤكد ما أجمعوا عليه من ضرورة تفعيل آليات عملنا المشترك. وأود ، في هذا المقام، أن أثمن الأفكار الواقعية التي وردت يوم أمس في خطاب رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، خاصة ما يتعلق منها بإقامة تعاون استراتيجي بين دولِنا، سيقربنا جميعا من بلوغ أهدافنا في التنمية والإزدهار، وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
أيتها السيدات والسادة،
إسمحوا لي أن أتطرق قليلا إلى خصوصية العلاقات الوطيدة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهوريةِ الصين الشعبية. فقد ظلت الصين سندا قويا لموريتانيا، منذ سنوات استقلالها الأولى،وساهمت في تمويل وإقامة مشاريع ضخمة في ميادين حيوية، كالزراعة والموانئ والمعادن، و المنشآت الثقافية والمرافق الحكومية. وفي المقابل، ظلت موريتانيا، منذ نشأتها وحتى اليوم، مدافعةً، في القارة الإفريقية والعالم العربي، عن وحدة الصين ، و داعمة لمكانتها الرفيعة في المحفل الدولي. ولأن جمهورية الصين الشعبية، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي،دأبت على مساندة وتَفـهمِ قضايا الحق والعدل في العالم ، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، قضية العرب المركزية، فإن أملَنا كبير في مضاعفة الصين لجهودها في هذا المجال، تأكيدا للعلاقات العربية -الصينية الوثيقة.
كما أننا ندعم مواقف الصين الداعيةَ إلى مراجعة منظومة العمل الدولي داخل الأمم المتحدة، و إصلاحِ النظام المالي والإقتصادي العالمي. و إن من شأن هذا الإصلاح المساهمةَ في تقليص جزء من الهوة الشاسعة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وتحقيق التوازن المطلوب في عالم مليء بالتحديات الخطيرة. وكما تعلمون، فإن اتساع تلك الهوة ولد شعورا عميقا بالتهميش و عدم التضامن لدى طبقات عريضة من مواطني الدول الفقيرة، نجم عنه انتشار واسع للجريمة والتطرف والإرهاب في صفوف الشباب.
في الختام، أجدد تمسك موريتانيا بعلاقاتها الوثيقة مع جمهورية الصين الشعبية، واستعدادها لتطوير وتعزيز هذه العلاقات في الإطارين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما يعود على الجميع بالمنفعة المتبادلَة.
أتمنى لأشغال دورتنا النجاح والتوفيق، وأشكركم على حسن المتابعة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته