عاد السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الى نواكشوط ظهر اليوم الخميس قادما من باريس ومدريد بعد أن أدى خلال عدة أيام زيارة عمل للجمهورية الفرنسية وزيارة للمملكة الاسبانية.
وقد استقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله مطار نواكشوط الدولي من طرف الوزير الاول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف واعضاء الحكومة والشخصيات السامية في الدولة.
وبعد الاستماع الى النشيد الوطني، صافح رئيس الجمهورية كبار مستقبليه.
وأجرى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز خلال وجوده في باريس مباحثات بقصر الأليزيه مع نظيره الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي.
ولدى خروجه من قصر الأليزيه قال رئيس الجمهورية انه تباحث مع الرئيس الفرنسي حول عدة نقاط تهم البلدين تتعلق بتحسين وترسيخ العلاقات بينهما وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأضاف أن “العلاقات بين موريتانيا وفرنسا جيدة جدا وتتطلب فقط تعزيزها وتنويعها نحو الأفضل، وكذا العمل علي دفعها خدمة لمصلحة شعبينا ودولتينا وهذا ما قمنا به”، مبرزا أنه “حصل على التزام من رئيس الجمهورية الفرنسية بدعم فرنسا المعنوي والمادي والسياسي ومساعدتها لموريتانيا على إرساء التنمية، وضمان تعزيز العلاقات الثنائية، وعلي مستوى المنظمات الدولية خاصة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي”.
وقال “أعتقد أن العلاقات بين موريتانيا وفرنسا علاقات قديمة جدا وعلينا مواصلتها وتعزيزها وتنويعها في جميع المجالات”.
وردا علي سؤال يتعلق بمكافحة الارهاب، قال رئيس الجمهورية:
“بالطبع، فإن هذه المشكلة تمس بلادنا لكنها ليست وحدها التي تعاني منها فهي ظاهرة عابرة للحدود واؤكد لكم هنا أن بلادنا ليست فيها قاعدة ولا مركز تدريب للارهابيين، لقد شهدت موريتانيا للأسف الشديد هجمات وخروقات قادمة من الخارج، ولكننا تمكنا من صدها وسنواصل التصدي لها مستقبلا”.
كما استقبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بمقر إقامته بباريس السيد اكلود جيان الوزير الامين العام للرئاسة الفرنسية.
وأكد المسؤول الفرنسي في تصريح صحفي أن “موريتانيا بلد يحظى بحب وتقدير كبيرين من طرف فرنسا، والشعب الموريتاني يتمتع باحترام خاص في بلدنا، والرئيس محمد ولد عبد العزيز أبلغنا أنه يتطلع بعد انتخابه، للعمل معنا ونحن سعداء بذلك وسنعمل معه من أجل ضمان تنمية موريتانيا ورفاه شعبها”.
كما التقى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز خلال وجوده بباريس ممثلى الجالية الموريتانية المقيمة في فرنسا.
ودعا رئيس الجمهورية خلال هذا اللقاء، ممثلى الجالية إلي “مواصلة العمل من أجل موريتانيا تصون حقوق جميع أبنائها فى كنف الأمن والعدالة والأمان للجميع”.
وتعهد رئيس الجمهورية بمواصلة الحرب علي الفساد والرشوة، مبرزا أنه “من أجل مصلحة الشعب الموريتاني يهون كل شيئ “.
وأوضح رئيس الجمهورية أن السلطات عبأت الإمكانيات اللازمة لضمان الأمن والمناخ الملائم للاستثمار وسد الثغرات التي أدت إلي تسلل الإرهابيين الى البلاد في السنوات الماضية.
وأضاف أن “البلاد بحاجة إلي جميع أبنائها، وأنه يعول علي دعم ومؤازرة جميع الموريتانيين من أجل إخراج موريتانيا من وضعيتها الراهنة والارتقاء بها الي مستوى ينسي أبناءها معاناة الماضي ويضمن القضاء نهائيا علي وباء الفساد وتبديد المال العام الذي نخر جسم الوطن ردحا من الزمن”.
وقد تفاعل ممثلو الجالية الموريتانية في فرنسا مع مداخلة رئيس الجمهورية، مؤكدين تقاطعها مع تطلعاتهم واستجابتها للاحلام التى طالما راودتهم.
وهنأ المتدخلون رئيس الجمهورية علي الإجراءات التي اتخذها ضد الفساد والرشوة، معولين على قناعته الراسخة بضرورة توجيه مقدرات البلد وإمكانياته خدمة للجميع.
والتقى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز كذلك بمقر إقامته بباريس وفدا من اتحاد المقاولات الفرنسية برئاسة السيد باتريك ليكاس رئيس لجنة افريقيا في الاتحاد.
وتم خلال اللقاء، استعراض السياسات المالية والاقتصادية المتبعة في البلاد ودورها الحيوي في الحفاظ علي الاستقرار المالي والمناخ الايجابي الذى تتيحه للمستثمرين وما لها من انعكاسات إيجابية، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد وتعزيز إجراءات الإشراف والرقابة والاهتمام بتوفير أرقى مستويات التدريب للعناصر البشرية العاملة في المجالات المالية والاقتصادية طبقا لأفضل المعايير الدولية المعتمدة.
وأعرب رئيس وأعضاء الوفد الفرنسي عن سعادتهم بلقاء رئيس الجمهورية، منوهين بالفرصة التي أتاحتها زيارته لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين موريتانيا وفرنسا في مختلف المجالات.
وأكد الوفد الفرنسي علي الاهتمام الكبير الذي يوليه اتحاد المقاولات الفرنسية لدعم وتطوير التعاون الاقتصادي مع موريتانيا ضمن السياق الجديد الذى تدخله العلاقات الثنائية بعد زيارة رئيس الجمهورية لفرنسا.
واستقبل رئيس الجمهورية كذلك بباريس السيد فرنسوا جيلار الامين العام لمنظمة مراسلون بلاحدود، رفقة رئيس دائرة افريقيا والناطق الرسمي باسم المنظمة السيد امبرواز بيير.
واوضح الناطق الرسمي باسم “منظمة مراسلون بلاحدود”السيد امبرواز بيير فى تصريح صحفي ان اللقاء مكن من استعراض اوضاع حرية الصحافة فى موريتانيا خاصة وان المنظمة اصدرت الاسبوع الماضى الترتيب العالمي حول حرية الصحافة واحتلت فيه موريتانيا مرتبة مهمة مقارنة بالسنة الماضية بفعل التقدم الذى حصل فى الفترة الاخيرة والمكاسب المسجلة على صعيد حرية الصحافة فى موريتانيا.
والتقى كذلك رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز بباريس السيد ارفي دي شاريت، رئيس غرفة التجارة الفرنسية – العربية.
وقال رئيس الغرفة في تصريح صحفي انه سعيد جدا بالزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى باريس في أعقاب عودة المسار الديمقراطي وبالعودة الى المسار الطبيعي لعلاقات التعاون القديم بين موريتانيا وفرنسا”.
وأضاف انه تحدث مع رئيس الجمهورية مطولا حول إنشاء ناد للمؤسسات يسمح للشركات الموريتانية والفرنسية بالتعارف واكتشاف بعضها البعض.
وأضاف أنه ينبغي أن لا يقتصر التشاور بين موريتانيا وفرنسا في المجال الاقتصادي وأن تكون مشاوراتهما منتظمة ومكثفة ويومية، بحيث تتمكن الشركات الفرنسية من المساهمة في تنمية الاقتصاد الموريتاني، وأنه اقترح “أن تضطلع غرفة التجارة الفرنسية العربية بدور هام في التعريف بموريتانيا بشكل جيد في أوساط الرأي العام الفرنسي “.
واستقبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز كذلك بمقر إقامته بباريس السيد ميشل سابين رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية – الموريتانية بالجمعية الوطنية الفرنسية.
وقال البرلماني الفرنسي في أعقاب المقابلة” إن العلاقات بين البرلمانيين ومجموعة الصداقة الفرنسية الموريتانية قد جمدت خلال الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية، وأنه سعيد بتنظيم هذه الانتخابات وبنتائجها الشفافة والنزيهة باعتراف الجميع داخل موريتانيا وخارجها، بما يتيح للجانبين مستقبلا استئناف علاقاتهما بشكل طبيعي، وبحيوية تناسب التاريخ الطويل بيننا مع البرلمانيين الموريتانيين”.
وأدى رئيس الجمهورية بعد انتهاء زيارة العمل التي أداها لفرنسا زيارة للمملكة الاسبانية أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الحكومة الاسبانية السيد ثاباتيرو، تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون في الاطار الثنائي ومتعدد الاطراف.
وترتبط موريتانيا ومملكة اسبانيا بعلاقات تعاون قائمة على إعلان سياسي موقع بين البلدين بمدريد سنة 2003 والعديد من الاتفاقيات في مجالات متعددة تمس قطاعات الأمن ومحاربة الهجرة السرية والتعاون العسكري.
وقد وضع الجانبان مؤخرا معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون موضع التنفيذ ويربطهما اتفاق لحماية الاستثمارات، ومن شأن كل ذلك أن يعطي دفعا للتعاون الثنائي الثري والمتنوع بين البلدين.
وقد أعطى الدعم السياسي الاسباني للمكاسب الديمقراطية في موريتانيا وفي عدة مناسبات سياسية وعلى مستوى المنظمات الدولية، دفعا لهذه العلاقات التي يحرص البلدان على تنويعها وتطويرها في مختلف المجالات، انطلاقا من روابطهما التاريخية وخدمة لمصالحهما المشتركة.
ويلعب التعاون مع اسبانيا دورا كبيرا في تمويل برامج الاستثمار العمومي، وتحظى بلادنا بفضل موقعها المحوري، بموقع متميز في المساعدة الاسبانية للتنمية العمومية.
وقد توجت زيارة رئيس الجمهورية الحالية الى اسبانيا، بتعزيز الدعم الاسباني لموريتانيا وبشكل خاص من خلال الاتحاد الاوروبي، وفي إطار المنظمات الدولية الاخرى بشكل عام، وضمان استفادة أكبر من الدعم المالي (500 مليون أورو) الذي تقدمه اسبانيا لمنظومة الامم المتحدة والمخصصات الكبيرة التي تمنحها لقطاع البنية التحتية في افريقيا الغربية والتي تبلغ 650 مليون دولار، وزيادة مساهمتها في دعم جهود موريتانيا في مجال محاربة الهجرة السرية ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتمويل مشروعات في مجال المياه والتعليم والصحة وغيرها.