وعيا منها بأهمية تحسين مردودية الزراعة المحلية باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الأمن الغذائي يساعد في الرفع من مستوى دخل المزارعين؛ ساهمت بلدية التيشطيات منذ إنشائها في استصلاح المساحات الزراعية وتجهيزها، وتقديم المعدات الزراعية الأساسية للمزارعين. كما ساهمت في دعم التعاونيات النسوية، وتشجيعها على استغلال المساحات الزراعية بما يخدم التنمية المحلية ويمكن المرأة من المشاركة الفعالة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية.
وقال عمدة بلدية التيشطيات السيد محمد ولد بكفه، في مقابلة له مع الوكالة الموريتانية للأنباء، إن فخامة رئيس الجمهورية أعطى تعليماته للحكومة بإطلاق قناة “سكام” استجابة لطموحات الشعب الموريتاني وتلبية لحاجاته الضرورية، مشيرا إلى أن قناة “سكام” تعتبر شريان حياة لسكان هذه المنطقة.
وأضاف أن سكان بلدية التيشطيات مسرورون بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الذي ستتعدى استفادته المستوى البلدي إلى المستوى المقاطعي والجهوي وحتى الوطني، نظرا لما سيحققه من نتائج اقتصادية وتنموية ملموسة ستنعكس على زيادة الإنتاج الزراعي وخلق فرص عمل جديدة، مبينا أن منطقة التيشطيات اشتهرت منذ أكثر من قرن بممارسة الزراعة التقليدية.
وأشار إلى أن منطقة التيشطيات كانت تعتمد في السابق على الزراعة كمصدر رئيسي في تحقيق اكتفائها الذاتي وتغطية حاجاتها الغذائية الأساسية، لكن ندرة المياه التي شهدتها المنطقة منذ نهاية تسعينات القرن الماضي قلصت بشكل تدريجي مستوى الإنتاج لتجد الساكنة نفسها أمام واقع يفرض عليها التخلي عن ممارسة الزراعة التي كانت جزءا من نظام حياتهم اليومية.
وقال العمدة إن الدولة بادرت إلى دعم المزارعين المحليين بالوسائل الأساسية وفاء بتعهدات صاحب الفخامة الذي أكد في أكثر من مرة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي مسألة حتمية يجب التعامل معها بصفة جدية.
وأشار الى أن استصلاح أكثر من 34 كيلومترا من الأراضي القابلة للاستغلال الزراعي خطوة هامة في تغذية السوق الوطنية من مادة الأرز والخضروات، وسيحد من هجرة الشباب وتقليل البطالة.
ونبه إلى أن حملة الشهادات من الشباب العاطلين عن العمل من المهندسين الزراعيين والبيطريين وغيرهم من التخصصات سيستفيدون من هذا المشروع الزراعي الذي سيساهم في تعزيز التنمية الرعوية بوصفه مشروعا شاملا سيعزز التنمية المحلية ويستقطب المستثمرين من خلال مردوديته المادية المعتبرة.
وأوضح السيد العمدة أن الشباب الموريتاني الذي هاجر سيجد فرصة نادرة تتيح له الاستثمار في وطنه وبين ذويه ويحقق ما لم يحققه في غربته.
وعلى مستوى تمكين المرأة من الولوج إلى مجال الزراعة، نبه عمدة بلدية التيشطيات إلى أن البلدية عملت على دعم 40 امرأة بتقديم المساحات القابلة للاستغلال الزراعي، كما قامت بتكوين 50 امرأة مهتمة بالزراعة في مجال التسويق بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وستقدم دعما ماليا لأكثر من 10 تعاونيات نسوية مهتمة بالزراعة، إضافة إلى تسييج بعض المساحات المستغلة، وهي خطوات اتخذتها البلدية تمهيدا لانطلاق مشروع قناة “سكام” مما يسهل استفادة السكان من هذا المشروع التنموي والاقتصادي.
تقرير :
– القطب ولد الحسين
– كراي ولد احميد