تسعى وزارة الزراعة والسيادة الغذائية إلى زيادة المردودية الإنتاجية للقطاع الزراعي، تلبية للاحتياجات المتزايدة للمواطنين، ولتسريع هدف تحقيق الأمن الغذائي، عبر دعم المزارعين واستخدام التقنيات الزراعية المتطورة، وتحسين جودة المحاصيل الزراعية.
ونظرا لما توفره الزراعة من مقومات ضرورية في الحياة اليومية، عمل القطاع على مواكبة جهود المزارعين وتقديم يد المساندة لهم في مجالات التأطير والإرشاد والدعم.
ويعتبر مشروع قناة سكام أحد المشاريع الرائدة في المجال الزراعي نظرا لمساحته الشاسعة التي تغطي أربع بلديات زراعية في ولاية اترارزه وهو ما يشكل نقلة نوعية ولفتة كريمة تلبي حاجة السكان المحليين.
وفي مقابلة له مع الوكالة الموريتانية للأنباء، قال السيد محمد سعيد ولد الشين، عمدة بلدية انتيكان، بولاية اترارزه، إن المشروع الزراعي الذي سيشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على إطلاقه خلال افتتاحه الحملة الزراعية لزراعة الخضروات 2025/2026، يعتبر من أكبر المشاريع الزراعية التي عرفتها بلادنا منذ استقلالها وحتى اليوم، مشيرا إلى أنه سيمكن من تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتوفير الظروف الملائمة للحياة الكريمة وتثبيتهم في اماكنهم الأصلية.
وأضاف أن مشروع شق قناة سكام الذي يشمل استصلاح ثمانية آلاف هكتار سيشكل رافدا تنمويا ورافعة اقتصادية هامة، منبها إلى أن هذا المشروع الجديد تستفيد منه أربع بلديات هي بلدية اركيز وانتيكان والتيشطيات وجدر المحكن، في مقاطعات روصو وانتيكان واركيز.
وتوجه العمدة باسم سكان المناطق المستفيدة بجزيل الشكر والامتنان لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على تنفيذ هذا المشروع الذي يبعث الأمل والاطمئنان في نفوس الساكنة والذي يشكل لفتة كريمة على سكان هذه المناطق الهشة.
وأكد أن النتائج المتوقعة من هذا المشروع تفوق تطلعات وطموحات المزارعين الذين قدمت لهم جميع التحفيزات والتشجيعات لمزاولة مهنتهم في ظروف مرضية تراعي تجسيد مصلحتهم حيث تمت كهربة بعض المناطق الإنتاجية كما عملت الحكومة على توفير مياه الري إضافة إلى تلبية مختلف القوائم المطلبية الأخرى المقدمة من طرف المزارعين.
وأوضح العمدة أن النهضة التي عرفتها الزراعة المحلية برهنت بما لا يدع مجالا للشك على العناية التي يوليها رئيس الجمهورية لمكافحة الإقصاء والتهميش وهو ما يتجلى في تشييد وتنفيذ هذا المشروع التي سيشرف سيادته على إطلاقه والذي يعتبر من أهم المشاريع الزراعية في المنطقة.
وقال إن الدولة تطبق سياسة ناجعة تتعلق بحتمية تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي عبر مشاريع متعددة تعتمد على منتجات زراعية تمتاز بالجودة، مشيرا إلى أن البلاد حققت الاكتفاء الذاتي في مادة الأرز، وتعمل حاليا على تحقيقه في مجال الخضروات، ليرتفع بذلك سقف الطموحات إلى تعزيز زراعة الفواكه وتغذية السوق المحلي منها.
وبين أن أهداف المشروع لا تقتصر فقط على تزويد السوق بالمنتجات الوطنية وإنما تتجاوز ذلك إلى تثبيت الساكنة في المنطقة ومحاربة الفقر والهشاشة ومكافحة الهجرة إلى المدن الكبرى، كما تسعى إلى تشغيل الشباب والنساء مما يقلص نسبة البطالة.
وأشار إلى أن المشروع يشمل زراعة الأرز والقمح والخضروات والفواكه وهو ما سينعكس على السكان بشكل إيجابي ويتيح لهم تحسين ظروفهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الزراعية.
ونوه بالجهود المبذولة من طرف الدولة التي تواكب الحملات الزراعية قبل انطلاقها بعدة أشهر حيث توفر المدخلات الزراعية المتعلقة بنجاح الحملات ستة أشهر قبل الشروع فيها، مشيدا بالجهود المبذولة من طرف الشركة الوطنية للتنمية الريفية ( صونادير) التي ما فتئت تدعم مختلف أنواع الدعم والمساندة للمزارعين عبر توفير الآليات اللازمة وتنظيف المجاري المائية من الأعشاب الضارة.
وقال إن تحقيق السيادة الغذائية لبلادنا يتطلب تطبيق وتنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية الذي يضع هذه المسألة في سلم أولوياته ويعطي تعليماته للحكومة بتسريع وتيرة العمل لبلوغ هذا الهدف من طرف وزارة الزراعة والسيادة الغذائية.
وشدد عمدة بلدية انتيكان على ضرورة تلبية الحاجة من المواد الغذائية، مشيرا إلى أن جائحة كوفيد 19، وما صاحبها من تداعيات تنموية برهنت على ضرورة اعتماد الدول على منتوجها الذاتي دون اللجوء إلى الاستيراد من الدول الأخرى التي قد تغلق في أي وقت مجال تصديرها لأسواق الدول الأخرى.
وطالب بضرورة التوجه إلى الزراعة التي تتوفر كل الإمكانيات الضرورية لها من أراضي صالحة للزراعة ومياه وكهرباء وهو ما يسهل الاستثمار في هذا المجال الحيوي.
تقرير: القطب ولد الحسين وكراي ولد أحميد