“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم، السادة رؤساء الأحزاب السياسية وممثلي منظمات المجتمع المدني، أيها السادة أيتها السيدات، عندما قررت دخول المعترك السياسي من أجل بناء موريتانيا جديدة لم أك آنذاك في برج من عاج ولا في غفلة عما يتطلبه انجاز هذا المشروع الطموح من تضحيات وتفان في العمل .
ولما بدأت مساري السياسي الذي أحرص كل الحرص على أن لا أخطو فيه خطوة إلا خدمة للبلد ولمصالحه العليا، اعتمدت الانفتاح على المواطنين أسلوبا في التشاور ومنهاجا، خاصة في القضايا الوطنية الكبرى قناعة مني بضرورة إشراك الأغلبية في الرأي واتخاذ القرار وامتثالا لقوله تعالى “وشاورهم في الأمر”.
لهذا فأنني حريص على أن تكون القرارات الكبرى والورشات التي تنفذ الحكومة ثمرة لرأي الأغلبية وتلبية لطموحاتها المشروعة .
أيها السادة أيتها السيدات، إن تنظيم هذه الأيام التفكيرية مبادرة تدل على نضج الطبقة السياسية الوطنية وتعكس تعلقها بترسيخ الديمقراطية في بلادنا المعروفة بتشبث أهلها بسنة التشاور والحوار وبروح التسامح والانفتاح، وترسيخا لهذه السنة المحمدية وإثراء للنقاش أرجو أن تشارك جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في هذه الأيام التفكيرية التي ستأخذ الحكومة توصياتها بعين الاعتبار.
ولاشك أن مشاركة أحزاب المعارضة في هذه الأيام ضروري لإسماع رأيها وللاضطلاع بدورها التقليدي كأية معارضة في أي نظام ديمقراطي .وفي الحقيقة فان أقل ما يمكن أن تساهم به المعارضة في معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونشر ثقافة المواطنة والقيم الجمهورية هو المشاركة في الحوار حول القضايا الوطنية المقدمة للبحث والنقاش وإذا كان الحوار ضروريا في ممارسة الديمقراطية فان أطرافه هي المحرك الذي لا غنى عنه للسير نحو أهداف التنمية في البلد .
وبالتالي فان أي طرف يمتنع عن الحوار يساهم لا محالة في كبح عجلة السير إلى الأمام بوتيرة تعتري قدراته ووزنه على الساحة السياسية. ومهما يكن تأويل الأغلبية والمعارضة للمشاركة أو عدم المشاركة في هذه الأيام التفكيرية فان الحوار يبقى الأسلوب الأمثل للتفاهم والتلاحم والعمل البناء .ولهذا فمن الضروري أن لا تنشغل القوى السياسية في البلد بأمور هامشية في الوقت الذي تحتاج فيه إلى مضاعفة الجهود للالتحاق بالركب المتقدم .
وفي الأخير أعلن افتتاح الأيام التفكيرية المنظمة تحت عنوان “أية حكامة لموريتانيا بعد خمسين عاما من الاستقلال”، راجيا أن تسفر عن نتائج بناءة تجمع ولا تفرق، تقدم ولا تؤخر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.