AMI

وزير الصحة: رغم التقدم الحاصل مازلنا نسجل معدلات مرتفعة في وفيات الأمهات وحديثي الولادة‎

خلدت موريتانيا تحت الرعاية السامية للسيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، اليوم الثلاثاء بنواكشوط، اليوم العالمي للصحة، تحت شعار “صحة جيدة عند الولادة، من أجل مستقبل مليء بالأمل”.

ويأتي تخليد هذا اليوم الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بوزارة الصحة، استحضارا لما تحقق من إنجازات ملموسة، ساهمت في الرفع من أداء المنظومة الصحية بشكل عام.

كما يأتي تأكيدا على مواصلة الجهود لحل كل المشاكل المطروحة التي يعانيها النظام الصحي الوطني، سبيلا لحلها مجتمعة، مع العمل على مواصلة الجهود وتكثيفها، وصولا إلى نظام صحي صامد وقادر على تخطي كل الهزات والحالات الطارئة من أوبئة وأمراض مستعصية، وتوفير تغطية صحية كاملة للمواطن بكامل التراب الوطني.

وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح معالي وزير الصحة، السيد عبد الله سيدي محمد وديه، أن المؤشرات الصحية المتعلقة بالأم والطفل تفرض وقفة تقييم جادة، خاصة في ظل المعطيات العالمية التي تشير إلى وفاة امرأة كل دقيقتين بسبب مضاعفات مرتبطة بالحمل أو الولادة.

وأضاف أن بلادنا، رغم التقدم المسجل، ما تزال تسجل معدلات مرتفعة في وفيات الأمهات وحديثي الولادة، ما يستدعي مزيدا من التنسيق والجهود الوقائية والعلاجية في الوقت المناسب.

وأكد معالي الوزير أن معظم أسباب هذه الوفيات يمكن الوقاية منها، وتشمل النزيف الحاد، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والتهابات ما بعد الولادة، داعيا إلى تفعيل الشراكات وتنسيق الجهود لوضع استراتيجيات فعالة لصحة الأم والطفل.

وأشار إلى أن الحكومة، استلهاما من تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، باشرت تنفيذ عدة إجراءات عملية، من ضمنها وضع الحجر الأساس للمقر الجديد للمركز الوطني لنقل الدم، وتوسيع شبكة مراكز نقل الدم جهويا، وتجهيز المرافق الصحية ضمن مشروع “بشارة”، إلى جانب تعزيز وسائل النقل الطبي.

وأضاف أنه تم تفعيل نظام التبليغ والتحقيق في وفيات الأمهات وحديثي الولادة، وإنشاء المرصد الوطني للأمومة الآمنة تحت الرئاسة الشرفية للسيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، واعتماد استراتيجية وطنية للتكوين المستمر ستنطلق الشهر المقبل.

وقال إن تخليد هذا اليوم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل دعوة صريحة لترسيخ ثقافة الوقاية وجعل صحة الأم والطفل أولوية وطنية، داعيا إلى شراكة مجتمعية واسعة تشمل الأسر، والطواقم الطبية، والسلطات، والمجتمع المدني، لتعزيز التوجه نحو الولادات الآمنة داخل المنشآت الصحية.

وثمن معالي الوزير جهود العاملين في القطاع الصحي في مختلف مناطق البلاد، مؤكدا استمرار الدعم الموجهة لهم من خلال التكوين والتحفيز وتحسين بيئة العمل.

وبدوره أوضح عمدة بلدية تفرغ زينة، السيد الطالب ولد المحجوب، أن وفيات الأمهات والأطفال وحديثي الولادة، تشكل تحديا وطنيا ودوليا، موضحا أن التصدي له يتطلب تضافر كل الجهود لبلوغ الأهداف المرسومة ضمن السياسات الوطنية الطموحة في هذا الصدد.

وقال إن تخليد هذا اليوم، يأتي هذه المرة في ظرف مميز، انطلاقا مما يشهده القطاع الصحي من تطور خلال المأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية، وما تنفذه حكومة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، في هذا الصدد استجابة للتوجيهات السامية لفخامة الرئيس.

من جهتها قدمت منسقة البرنامج الوطني للصحة الإنجابية، السيدة فاطمة ملاي، عرضا مفصلا عن الوضعية العامة للتقدم الحاصل في مجال صحة الأم والطفل، موضحة بالأرقام أن وفيات الأمهات وحديثي الولادة تشكل تحديا عالميا رغم ارتفاع حالاتها إلا أنها في تحسن نحو التراجع.

ودعت الجميع، خاصة النساء إلى المساهمة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لتسريع وتيرة خفض وفيات الأمهات وحديثي الولادة، مشيرة إلى أن المرصد الوطني للأمومة الآمنة، يعمل على المتابعة اليومية الدقيقة الضامنة لحصول جميع النساء بدون استثناء في الأرياف والقرى النائية والمدن للحصول على الخدمات الصحية اللائقة وبالجودة المطلوبة أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة.

أما الممثلة المقيمة لمنظمة الصحة العالمية بموريتانيا، السيدة شارلوت أفاتي أنجاي، فقد أكدت أن هذا اليوم يعتبر فرصة لتكريس كل الجهود سبيلا إلى الوصول للأهداف المحددة، التي من ضمنها الحد من وفيات الأمهات وحديثي الولادة.

وأشارت إلى أن وفيات الأمهات والأطفال وحديثي الولادة مشكلة عالمية، مؤكدة أن محاربة تلك الظاهرة تتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة، كالتوعية والتحسيس وتضافر كل الجهود لبلوغ الهدف المحدد.

وعلى هامش الحفل، تسلم معالي الوزير من صندوق الأمم المتحدة للسكان عيادتين متنقلتين دعما للوزارة في جهود المحافظة على صحة الأم والطفل وتقريب الخدمات الطبية في المناطق النائية.

كما شهدت التظاهرة تقديم تكريمات تقديرية لصالح عدد من الأخصائيين تثمينا لجهودهم على ما بذلوه من جهود كبيرة في هذا المجال.

وتخلل الحفل فلما وعروضا تثقيفية ونصائح عامة لصالح الأمهات وحديثي الولادة والنساء الحوامل، إضافة لوصلات غنائية لذات الغرض.

حضر حفل التخليد، الأمينة العامة لوزارة الصحة، ووالي نواكشوط الغربية، ورئيس سلك الأطباء الموريتانيين، إضافة لعدد من أطر وزارة الصحة وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية العاملة في المجال.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد