افتتحت اليوم الخميس بفندق “سامراء – ميس” فى نواكشوط، أعمال الورشة الوطنية التى تنظمها الوزارة الملكفة بالبيئة بالتعاون مع الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة وهيئة “واتلاند” الدولية حول وضع إستراتيجية موحدة لتسيير أشجار “المانغروف” فى موريتانيا.
وتدخل هذه الورشة – التى تدوم يوما واحدا- فى إطار نشاطات المشروع الإقليمي حول حماية هذه الأشجار المهددة بالانقراض فى غرب إفريقيا، والتى تتميز بدورها الكبير فى المحافظة على التنوع البيولوجي، حيث توفر مكانا مناسبا لتكاثر الأسماك ولها استخدامات عديدة فى مجال صناعة أدوات الصيد البحري وتلتصق بجذورها بعض المحاريات ذات الأهمية التجارية.
وقد أبرز المستشار القانوني للوزير المنتدب المكلف بالبيئة السيد حمود ولد سيد أحمد وهو يفتتح أعمال الورشة-أن منظومة “المانغروف” تتميز بإنتاجية بيولوجية قوية يستفيد منها العديد من الأنواع والنباتية.
وتشكل هذه الأشجار منطقة تعايش لأنواع كثيرة من الطيور المتغذية على الأسماك وملاذ ومستوطن للأسماك التى تتكاثر تحت جذورها.
وقال أن مساحة المانغروف عرفت – في الحقبة الأخيرة – تراجعا مقلقا، أظهر ضرورة إرساء قواعد لتسييرها بشكل مستديم، تعتمد على معرفة جيدة للوضع الراهن وعلى تشاور موسع بين الفاعلين المعنيين، مما أثار اهتمام الهيئات الدولية الناشطة فى مجال حماية الطبيعة وبالذات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهيئة واتلاند الدولية اللذين بادرا بإنشاء مشروع يدعي “مبادرة المانغروف فى إفريقيا الغربية”، ويضم بالإضافة الي موريتانيا، كلا من السنغال وغينيا بيساو وغينيا كوناكري وسيراليون.
وأضاف أن الهدف من إنشاء هذا المشروع عام 2007 يكمن فى حماية هذه المنظومة البيئية التى شهدت تدهورا متسارعا بسبب الاستغلال المفرط والفوضوي للسكان المحليين وآثار الجفاف والتصحر فى شبه المنطقة، مستعرضا بعض انجازات هذا المشروع المتعلقة أساسا بوضع دراسات موضوعية تتعلق بالبيئة والمناخ والخرائط ونظام الإعلام الجغرافي فى مناطق تواجد المانغروف.
وقد مكنت هذه الدراسات من معرفة أفضل للوضعية الراهنة لأشجار المانغروف، كما أبرزت أهمية اتخاذ إستراتيجية مشتركة لتسيير هذه المنظومة البيئية مما ينسجم مع حرص المجلس الاعلي للدولة برئاسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس الدولة على الوفاء بالتزامات موريتانيا اتجاه المنظومة الدولية.
وكان السيد مامادو صو، منسق المشروع الإقليمي لتسيير المانغروف فى غرب إفريقيا قد استعرض فى كلمة له بالمناسبة، الخطوات التى مر بها إنشاء هذا المشروع والأهداف المحددة له والمتمثلة فى تسيير المانغروف بشكل مستديم فى إطار استراتيجيات وطنية موحدة.
وقال ان المشروع حقق أشواطا هامة منذ إنشائه فى شهر مايو 2007 فى داكار، خاصة فيما يتعلق بتشخيص وضعية المانغروف، مشيرا الى أن عمل المشروع ينصب فى الوقت الراهن على دراسة الجوانب القانونية والمؤسسية لتسيير هذه الثروة الطبيعية والمصادقة على الدراسات التى قيم بها فى هذا الميدان بالتشاور مع الأطراف المعنية من أجل إنقاذ ما تبقى من هذه الأشجار على مستوى الشواطئ التى تتقاسمها البلدان الأعضاء للمشروع.
وأوضح المدير المساعد للمحميات الطبيعية والساحل بالوزارة المكلفة بالبيئة السيد محمد الامين ولد أحمدو ولد الشريف، الممثل الوطني للمشروع فى موريتانيا، للوكالة الموريتانية للأنباء أن أشجار”المانغروف” توجد-على مستوى بلادنا- فى منطقة انجاكو بولاية اترارزة وبالتحديد فى الحظيرة الوطنية لجاولينغ والمناطق المتاخمة لها وكذلك فى حوض آرغين ولها أهمية كبيرة فى مجال البحث العلمي بالنظر الى طبيعة ومناخ مناطق تواجدها فى شمال البلاد من حيث درجات الحرارة وملوحة التربة ورطوبة الجو.
هذا وسيناقش المشاركون على مدي يوم واحد جملة من المواضيع، أبرزها الدراسة المتعلقة بوضعية المانغروف فى موريتانيا والآفاق المستقبلية لتسييرها وتنميتها فى شبه المنطقة.
الموضوع السابق
اللجنة الوطنية للمنح: إسناد 421 منحة جديدة في مختلف التخصصات
الموضوع الموالي