يسود الاعتقاد، لدى كثيرين من ساكنة ولاية داخلت نواذيبو ناهيك عن بقية سكان البلاد، بانعدام الثروة الحيوانية في الولاية واعتبارها ولاية شاطئية ذات ثروة سمكية ومعدنية، الشيء الذي ينفيه الواقع الميداني في مختلف أرجاء الولاية حيث تنتجع في مراعيها عشرات الآلاف من مختلف أنواع الحيوانات وفي مقدمتها الإبل تليها الأغنام ثم باقي الحيوانات الأخرى.
ولتسليط الضوء على مكانة الثروة الحيوانية في الولاية وما تتميز به التقت الوكالة الموريتانية للأنباء الدكتور البيطري السيد محمدن ولد اندادي، المندوب الجهوي لوزارة التنمية الحيوانية في داخلت نواذيبو، الذي أشاد بمكانة هذه الثروة في نفوس سكان الولاية والقادمين إليها بما توفره من ألبان ولحوم، حيث أكد أن فرق المندوبية تشرف يوميا بمسلخة مدينة نواذيبو على فحص مختلف الحيوانات قبل النحر وبعده من أجل الكشف عن طبيعة صحتها وإعطاء الإذن بتوزيعها على المستهلك أو حجزها، كما تقوم بمعاينة مكان النحر للإطلاع على نظافته وملاءمته.
وأضاف في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أن المندوبية لديها عيادة بيطرية لمعالجة الحيوانات من مختلف الأمراض التي تصيبها، ويرتادها جميع مربي الحيوانات من داخل المدينة وخارجها كما تقوم بمرافقة مختلف حملات القطاع المتعلقة بإحصاء الثروة الحيوانية أو تلقيحها أو توزيع الأعلاف.
وأشار إلى أن المندوبية، تخطت ولله الحمد، الرقم المطلوب تلقيحه في الولاية ضمن الحملة الوطنية لتحصين المواشي هذه السنة، وذلك بتلقيح 36900 رأسا حتى الآن مقارنة بالسنوات الماضية والتي لم تكن تتخطى 8000 رأس.
ونبه المندوب الجهوي إلى خصوصية ولاية داخلت انواذيبو التي يعتقد البعض خطئا أنها ولاية شاطئية ومعدنية فقط لكن معطيات وبيانات الإحصاء الأخير للثروة الحيوانية تؤكد غير ذلك الاعتقاد، مبرزا أنها تحوي ثروة حيوانية لايستهان بها فحسب الإحصاء المذكور وصل عدد المواشي في الولاية 207542 ما بين الإبل و البقر والضأن و الماعز والدواجن فضلا عن الخيول والحمير.
وأكد أن الولاية بحاجة لتوفير الأعلاف خلال هذه الفترة نظرا لنقص كميات الأمطار المسجلة خلال السنة الماضية، راجيا من الله أن يكون خريف هذه السنة مبكرا ويصل الولاية مايكفي ويغني المنمين عن الانتجاع في الولايات الأخرى.
وثمن المندوب الجهوي ماتم القيام به من حفر للآبار في المناطق الرعوية النائية بالولاية مما ساهم في تلبية بعض مطالب المنمين، مطالبا بإدراج الولاية ضمن الولايات المستفيدة من عمليات الاستمطار والبذر الجوي لمكافحة التصحر وخلق مراعي خصبة للمنمين.
من جانبه أوضح السيد آبيه ولد ابو المنسق الجهوي للاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية في ولاية داخلت انواذيبو، أن الإحصاء الأخير للثروة الحيوانية أثبت أن الولاية رعوية بامتياز، مشيرا إلى أن المناخ و المراعي عوامل تساعد في تكاثر هذه الثروة مستقبلا.
وطالب بتوفير الأعلاف للمنمين بسرعة وبكمية كبيرة تناسب حجم الثروة الحيوانية لتجاوز الوضعية الحالية التي سببها النقص المسجل في كميات الأمطارخلال السنة الماضية.
وأشاد بجهود خيرية اسنيم في مجال حفر الآبار بالمناطق الرعوية والتي ساهمت في التغلب على العطش بالمنطقة، مطالبا بالاهتمام بالصحة الحيوانية وتنظيم بعثات صحية لفحص وعلاج وتلقيح الحيوانات.
تقرير/ صالح أعمر بي