أكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية انه لا يحتسب أن لديه مشاكل كرئيس مع الأغلبية وان الجميع مازال يساند برنامجه ويتبناه وإنما لدى هذه الأخيرة مشاكل مع الحكومة مبرزا ان جميع النواب والشيوخ الذين اتصلوا به مؤخرا أكدوا له الدعم.
وذكر رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية خلال زيارته لاسبانيا بكونه ترشح مستقلا لا ينتمي لحزب سياسي وبانتخاب البرلمان قبل الاقتراع الرئاسي، مبرزا أن ذلك قد يكون له تأثير على بعض التطورات الأخيرة.
وقال أن النواب والشيوخ الذين قرروا دعمه شكلوا أغلبية راجحة تنضوي حاليا تحت مظلة حزب “عادل” الذي جمعها كإطار سياسي وان أغلب هذه التشكيلة الحزبية من شخصيات تعتبر نفسها بارزة على خلاف النشأة الاعتيادية للأحزاب.
واستدل رئيس الجمهورية بذلك على انه من الممكن أن يؤدى عدم ارتياح البعض لما يرى أنه دون تطلعه الى رد فعل من قبيل التطورات الأخيرة التى عرفتها الأغلبية، موضحا انه من المشروع خروج أي منتسب من حزب لايرى فيه غاياته وان البعض يرى أن البرنامج الذي حصل على الأغلبية ينبغي تطبيقه من طرف مسؤولين معينين ولديه اعتراض على البعض الآخر، لكن الجميع مع هذا البرنامج الذى نال ثقة الشعب.
وفي رده على سؤال على تحركات بعض النواب والشيوخ مؤخرا وجمع توقيعات حول بعض القضايا ذكر رئيس الجمهورية بان إنشاء محكمة عدل سامية تم بقانون قدمته الحكومة قبل سنة إلى البرلمان بتوجيهات منه شخصيا وان التأخر الذي عرفه قيام هذه الهيئة يعود إلى إجراءات منوطة بملاحظات لدى المجلس الدستوري تم تصحيحها ولم يبق إلا تعيين أعضاء هذه المحكمة.
وبخصوص موضوع حل البرلمان قال رئيس الجمهورية أن مبادرة حجب الثقة ضد أي حكومة أمر طبيعي، مذكرا بأنه إذا شعر بعدم توفر الأغلبية لتطبيق برنامجه، سيتوجه إلى الشعب من اجل تنظيم انتخابات تشريعية جديدة وبان ذلك سيفضي الى حصول البرنامج على الأغلبية أو الاختيار بين التعايش مع حكومة أغلبية أو اتخاذ أي قرار آخر.
وأضاف السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أن الحسم في ذلك سينجلي عندما تقدم الحكومة مشاريع قوانين هامة ذات صلة بتطبيق البرنامج خاصة وانه سيتم عرض ميزانية معدلة واتفاقيات تمويل على البرلمان قريبا.
وبين فى هذا الصدد انه إذا عرقل البرلمان سير الأمور وكانت الحركية التنموية المطلوبة دون المستوى، لا مناص من اتخاذ القرار المناسب .
وبخصوص علاقة المؤسسة المدنية بالجيش قال رئيس الجمهورية “أن الحديث في هذه المسألة ليس جديدا، وخلال 15 شهرا مضت من مأموريتي، روج البعض لما اسماه رئيسا لا يحكم ، وهو الترويج اليوم لوجود أمور أخرى، لكن كل ذلك لايقدم ولايؤخر”.
وأكد رئيس الجمهورية أن الضباط موضوع هذا اللغط قريبون منه ويحظون بكامل ثقته ويشرفون على ملفات مهمة منها الأمن ويتولون مناصب سامية، مشيرا الى انه مقتنع ببرنامجه وماض في تطبيقه.
وذكر السيد سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله بأنه منتخب بشكل شفاف ونزيه صدقيته محل إجماع، داخليا وخارجيا وانه تبعا لذلك من غير الوارد أي حديث عن الاستقالة.
ونفى رئيس الجمهورية أن يكون منشغلا بخلافات سياسية عن تلبية احتياجات البلاد، مؤكدا أن ما تروج له المعارضة فى هذا الشأن من قبيل ما سبق وحمل، تجاوزا، بعد شهرين فقط من تنصيبه، مع شح مياه الشرب الذى عرفته انواكشوط.
وردا على سؤال يتعلق باعتزام بعض الشيوخ مقاضاة حرم رئيس الجمهورية واعتراضهم على هيئتها الخيرية قال السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أن هذا الأمر مؤسف وينافي قيم المجتمع الموريتاني ويكتنفه الكثير من عدم الدقة.
وقال انه يحق للبرلمانيين التحقيق في طريقة تسيير الحكومة للأموال العمومية أو ما إذا كانت وزارة المالية أو هيئات حكومية أخرى منحت مبالغ لهذه المنظمة، مؤكدا أن هيئة ختو بنت البخاري لم تستفد من أوقية واحدة من ميزانية الدولة وإنما تلقت مساعدات من خواص استعانت بها على القيام بعملها الخيري الموجه إلى الفقراء.
وأشار الى أن تصريحات حرم رئيس الجمهورية في مدريد موجهة الى شخص أو أشخاص اتهمتهم بسبها دون أي دليل، وانتهزت فرصة وجود قنوات دولية مسموعة للرد عليهم دون غيرهم.
واستعرض رئيس الجمهورية النتائج الايجابية التي حققها برنامج التدخل الخاص ومكنت من مواجهة أثار الغلاء ونالت إعجاب الهيئات الدولية التي دعت دول المنطقة إلى ان تحذو حذو موريتانيا في هذا الشأن.
وبخصوص انتقادات وجهتها بعض منظمات حقوق الإنسان لموريتانيا حول موضوع الهجرة السرية قال رئيس الجمهورية أن هناك مبالغة كبيرة وعدم دقة في هذا الشأن، مبرزا أن مركز الإيواء فى انواذيبو مفتوح أمام الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان.
وقال “هناك أشياء قد صححت ونحن لا نستقبل المهاجرين العائدين من أوروبا وإنما نأوي الذين عبروا حدودنا أو سافروا منها إلى أوروبا ليبقوا يومين أو ثلاثة في مركز إيواء مناسب قبل إعادتهم إلى بلدانهم وهناك اتفاق مع اسبانيا في هذا الشأن”.
وبخصوص موضوع الإرهاب قال رئيس الجمهورية “إن الأشياء تطورت بسرعة وهناك بعض الشباب الموريتاني الذين سافروا الى مناطق كالعراق والصومال وغيرها وان بعضهم كما حصل مؤخرا حاولوا عند العودة الى البلاد تنظيم خلايا، أولاها هي التى اعتدت على السياح الفرنسيين واستولت على مبالغ من محصلية الميناء واعتدت على السفارة الإسرائيلية وان عدد افراد الخلية بين العشرين والثلاثين، اغلبهم الآن فى السجون.
وجدد رئيس الجمهورية حياد موريتانيا إزاء ملف الصحراء الغربية، مؤكدا حرص موريتانيا على علاقات ممتازة مع جميع الأطراف وعلى أن لايؤثر هذا الملف على صفو ذلك.
ونفى السيد سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله ان يكون هناك فتور في العلاقات الموريتانية المغربية وقال أن زيارة العاهل المغربي إلى موريتانيا لم يتحدد موعدها حتى تتأجل كما زعمت بعض الأوساط الصحفية وان علاقات البلدين ممتازة جدا.
الموضوع الموالي