AMI

نص الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية ظهر اليوم الجمعة فى قرطبة

ألقى السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، رئيس الجمهورية في حفل الغداء الذي أقامته على شرفه عمدة قرطبة(اسبانيا) ظهر اليوم
خطابا فيما يلي نصه الكامل:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

السيدة خواكينا روسا آكلار ريبيرو عمدة قرطبة
السادة أعضاء المجلس البلدي
السيدات والسادة

أشكركم من كل قلبي لأنكم تمنحونني اليوم فرصة ثمينة لأن أعيش ساعات طيبات في حضن قرطبة التي يتطلع الملايين في بلدي وعلى الضفة الأخرى من المتوسط، وفي بلدان كثيرة عبر العالم، لزيارتها والتضمخ فيها بعطر التاريخ.
فكم هو جميل أن تتاح للمرء فرصة الاقتراب من الزهراء وجامع قرطبة والقصر والجسر الروماني وغيرها من المعالم الأثرية والسياحية الآسرة في هذه المدينة الخالدة!
وكم هي عظيمة تلك السعادة التي يشعر بها كل موريتاني، بل وكل عربي مسلم مثلي، حينما يجد فرصة لقضاء وقت ممتع على ضفاف الوادي الكبير، في رحاب المدينة التي أنجبت عباس بن فرناس وابن زيدون والشاعرة ولادة بنت المستكفي وقوافل كبيرة من العلماء والشعراء الذين بنوا مجد قرطبة والأندلس.
وإنني لسعيد بأن أستدعي في قرطبة اليوم ذكرى ذلك العالم الجليل الإمام الحضرمي، دفين أطار، الذي أقام بالأندلس زمنا قبل أن يلتحق بصحراء الملثمين ويساهم في بناء دولة المرابطين وفي صياغة مبادئ الفقه الدستوري الذي استندت إليه هذه الدولة.
كما أستدعي باعتزاز ذكرى عشرات العلماء من أهل قرطبة ومن سائر أنحاء الأندلس، ممن يقيمون في أعماق قلوبنا ويشكلون جانبا مهما من وعينا ورؤيتنا للحياة وللعالم من حولنا.
السيدة العمدة..
السيدات والسادة
إننا مدينون لهذه المدينة العظيمة بكثير مما يجمعنا. بل إن العالم المتحضر اليوم مدين في جوانب كبيرة من نهضته لهذه المدينة التي احتضنت قديما واحدة من أكبر مكتبات العالم، وظلت منارة للعلم والمعرفة في أوربا طيلة قرون عديدة.
لقد جمعت قرطبة بين المعارف والحضارات والديانات بسخاء ورحابة صدر، وكان لها أثرها المشهود في تشجيع حركة الإبحار من أجل استكشاف المجهول يوم صدر منها الإذن للبحار كريستوف كولومبوس بالانطلاق في رحلة البحث عن العالم الجديد.
واليوم، تواصل مدينتكم الجميلة ـ وهي تستقبل باستمرار عشاقها الكثيرين من أنحاء العالم ـ المساهمة بجدارة في الدور المتعاظم الذي تؤديه أسبانيا في نشر ثقافة السلام والحوار والتقريب بين الثقافات والحضارات.
السيدة العمدة
السيدات والسادة

أهنئكم وأحيي جهودكم الدائبة من أجل تنمية هذه المدينة العظيمة وتعزيز دورها في كل ما تقوم به إسبانيا من أجل التقريب بين الشعوب والأمم عامة، ومن أجل تعزيز علاقات التعاون وحسن الجوار بين إسبانيا وبلدان المغرب العربي وبينها وبين بلدى موريتانيا على وجه الخصوص.
شكرا لكم على عنايتكم وكريم حفاوتكم”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد