تحت شعار”إذاعة موريتانيا: تسعة وأربعون عاما من العطاء” أحيت إذاعة موريتانيا صباح اليوم الجمعة ذكرى مرور 49 عاما على تأسيسها.
ويأتي هذا التخليد الذى جرى تحت إشراف وزير الثقافة والاتصال السيد محمد ولد أعمر والذي تريد المؤسسة جعله سنة متجددة في الأعوام القادمة، استحضارا لذاكرة امة ووفاء لضمير شعب، ومناسبة للاستلهام من معين تجربة حافلة بالعطاء لجيل الرواد من” أولي العزم “من الإذاعيين الذين ضربوا أمثلة رائعة على الصبر والمثابرة والقدرة على التعامل مع المصاعب والتكيف مع الظروف مهما كانت قسوتها.
وقد تمكنت إذاعة موريتانيا التى يعود إنشاؤها في نواكشوط، بتجهيزاتها البسيطة وسعة بثها المحدودة، باعتبارها الإذاعة الوطنية عوضا عن تلك التي كانت تبث برامجها من” سينلوى” في ظل الإدارة الفرنسية، إلى العام 1959.
وتمكنت هذه الإذاعة بين 27 يونيو1959 و27 يونيو2008 من قطع أشواط كبيرة على طريق التطور والعصرنة، فمن جهاز بث على الموجة المتوسطة بسعة كلوات واحد الى جهاز بث على نفس الموجة بسعة 50 كلوات، ومن جهاز بث على الموجة القصيرة بسعة4 كلوات إلى آخر بسعة 250 كلوات، هذا فضلا عن البث على موجة “ف م ” في 24 مدينة موزعة على التراب الوطني وكذا البث عن طريق الأقمار الصناعية والانترنت الى جميع أصقاع العالم.
ومن حيث البنى التحتية تحولت الإذاعة من استديو على متن شاحنة الى مبنى احتضنها في جزئه الجنوبي منذ سنة 1961 باستديوهات ثلاثة، بعد ان انتقلت إليه من شقة صغيرة قبالة المتحف الوطني، لتتوفر اليوم على مقرها الحالي الذي شهد أهم توسعة له سنة1981 عبر بناء جناحه الشمالي المؤلف من طابقين.
كما انتقلت إذاعة موريتانيا على مستوى البث من أربع ساعات يوميا في طور النشأة الى ثمانين ساعة بث يوميا على قناتيها الأولى والثانية ومحطاتها الأربع في كل من انواذيبو وروصو وألاك وباركيول، هذا إضافة الى النقلة النوعية من الأجهزة التماثلية الى الأجهزة الرقمية ومن الاعتماد كليا على المساعدة الفنية الأجنبية الى توظيف الخبرة الفنية الوطنية المؤهلة.
الحفل كان مناسبة للسيد محمد كابر ولد حمودي المدير العام للمؤسسة الذى قال “إن إذاعة موريتانيا ستبقى منبرا حرا لمعالجة كافة القضايا الوطنية وسلاحا نافذا لمحاربة الفساد بكافة مظاهره وتجلياته”
وأشار إلى أنها “ستواصل جهدها الى جانب شقيقتيها التلفزة الموريتانية والوكالة الموريتانية للأنباء في سبيل تقوية الوحدة الوطنية وتعزيز دولة القانون تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية وترجمة لسياسة الحكومة”.
وأضاف المدير “إن التطور المنتظر للمشهد الإعلامي الذي سيتيحه تطبيق القانون المتعلق بتحرير الفضاء السمعي البصري يتطلب من الإذاعة أن تستعد للتحول الى مؤسسة عمومية يستفيد الجميع من خدماتها، ويلجها كافة الفرقاء، وتتنافس مع نظيراتها من المؤسسات العاملة في نفس الحقل على كسب ثقة المتلقين، وهي التوجهات التي سعت الى تكريسها من خلال برامجها المسجلة والحوارية ومعالجاتها الإخبارية بكافة اللغات الوطنية”.
وأوضح أن إذاعة موريتانيا حفظت ذاكرة البلد منذ الإرهاصات الأولى للاستقلال واحتضنت ثقافته في تنوعها وثرائها وفي أصالتها وانفتاحها وأسهمت في تقوية اللحمة الوطنية وصيانة الاستقلال، مشيرا الى أن ذلك ما كان ليتحقق لولا إيمان وجدية أجيال الإذاعيين الذين تعاقبوا عليها مسيرين ومنتجين وفنيين خلال مسيرتها التصاعدية.
وأضاف أن الإذاعيين مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بمواكبة التحولات الجارية في البلاد على جميع الأصعدة من خلال عمل إنتاجي يجمع بين الوظائف التقليدية للإذاعة المتمثلة في الأخبار والتثقيف والترفيه من جهة، وضرورة ترسيخ الخيارات الوطنية المتمثلة في توطيد الوحدة الوطنية والمساهمة في تعزيز الديمقراطية التعددية وتكريس الحرية ونشر ثقافة المواطنة وقيم الجمهورية من جهة أخرى.
وعاد المدير العام للإذاعة بالذاكرة الى مراحل التأسيس الأولى حيث استشهد فى كلمته بما ورد فى مذكرات المرحوم الرئيس المختار ولد داداه حيث يقول:”في السابع والعشرين من يونيو قمت بتدشين محطة إذاعة موريتانيا في نواكشوط ولا يعدو الأمر إذاعة رمزية تشتمل على جهاز إرسال بقوة كيلوات واحد مثبت على سيارة، ولم يكن بث المحطة مسموعا إلا في ضواحي انواكشوط التي كثيرا ما تكون خالية من البدو نتيجة لقلة المياه والمراعي، ومع ذلك كان من الواجب أن تكون لعاصمتنا إذاعتها على غرار باقي العواصم الإفريقية، حتى ولو كانت ما تزال ورشة لافتات”.
وأضاف المدير، يمضي الرئيس المرحوم المختار ولد داداه في وصف ذالك المشهد قائلا “ومع ذلك فان عبارة-هنا إذاعة موريتانيا- التي توجه إليكم بثها من نواكشوط، هذه العبارة التي كانت تتكرر ثلاث مرات في اليوم ولا يسمعها إلا سكان انواكشوط الذين لا يتجاوز عددهم بضع مئات، كانت تثير في قلوبنا نوعا من الإيناس، وتذكي فينا روح الوطنية التي تحتاج الى متنفس تؤكد من خلاله حضورها ورسوخها، وبذا تكون عاصمتنا كغيرها من العواصم، لها ولو من الناحية الشكلية فقط إذاعتها مهما كان تواضع تلك الإذاعة”.
هذا وتضمنت فعاليات الاحتفال تقديم عرض مسجل عن إذاعة موريتانيا بين يومي 27 يونيو1959 و27 يونيو2008 شمل نماذج من البث اللاذاعي لسنوات 1959و1960و1961و1962 يوضح الطريقة التي كانت تميز الإذاعة في تلك الفترة ونوعية تقارير وربورتاجات وبرامج الصحفيين يومها، إضافة الى ما تحتويه مكتبة الإذاعة من وثائق.
كما تضمنت فعاليات الحفل زيارة الوزير لمتحف الإذاعة الوطنية وبعض الإدارات المركزية بها وذلك بعد تكريم بعض الإعلاميين والموظفين المتميزين من إذاعة موريتانيا تقديرا لمجهوداتهم وعرفانا بالجميل لما أسدوه من خدمة لهذه المؤسسة.
وهكذا قدم السيد الوزير جائزة تمثلت فى مبلغ 500الف أوقية للسيد احمدو ولد سيدن،احد المتقاعدين بالإذاعة تقديرا لمجهوداته الجبارة فى العمل بهذه المؤسسة.
كما تم منح شهادات تقدير وترقية للموظفين والعاملين التالية اسماؤهم:
ـ ميمونة بنت عبد الرحمن/ كاتبة بقطاع الأخبار تقدير وشهادة ترقية إدارية من فئة إلى أخرى.
ـ امدون كي/ سائق/ تقدير وترقية إدارية.
ـ بلال ولد محمد الامين/ فني/ ترقية إدارية.
ـ نفيسة بنت الطلبة/ منسقة/ ترقية إدارية.
ـ محمد ولد ابراهيم/ قطاع الأخبار/ ترقية إدارية من فئة إلى أخرى وشهادة تقدير.
ـ محمد الامين ولد عبد الله/ قطاع الأخبار/ ترقية إدارية من فئة إلى أخرى وشهادة تقدير.
ـ كمرا جاجي/ منعش برامج/ ترقية إدارية
ـ فاطمة بنت محمد فال/ رئيسة مصلحة بالبرامج/ ترقية إدارية
ـ اتيان بانجيا موسى/ قطاع الأخبار/ ترقية إدارية
ـ محمد ولد المختار/ محاسب/ ترقية إدارية وشهادة تقدير
ـ آسية بنت محفوظ من الإذاعة الريفية بروصو/ ترقية إدارية وإضافة درجات
ـ الشيخ ولد محمد/ محطة انواذيبو/ ترقية إدارية وشهادة تقدير.
ـ حدمين ولد الحضرامي/ عامل نظافة/ إضافة عدة درجات وشهادة تقدير.
ـ سي ممدو/ فني/ شهادة تقدير
ـ لمهابة بنت عبد القدوس/ البرمجة/ ترقية إدارية وشهادة تقدير.
ـ محمد ولد سيدي المختار/ قطاع الأخبار/ شهادة تقدير مهنية
ـ اعلات ولد محمد وداد/ من محطة باركيول/ شهادة تقدير
ـ ابراهيم ولد اعثيمين/ من القناة الثانية/ شهادة تقدير
ـ سيد احمد ولد علاف/ القطاع الإداري/ شهادة تقدير
ـ السالكة بنت حمزة/ وثائقية/ شهادة تقدير
ـ يرك ولد الكوري/ رئيس مصلحة الاستقبال والنظافة/ شهادة تقدير
ـ المختار ولد صمب/ فني من محطة النعمة/ شهادة تقدير.
جرى الحفل بحضور الوزيرة المكلفة بالترقية النسوية وبالطفولة والأسرة ووزير الشباب والرياضة ومستشارون رئيسيون برئاسة الجمهورية ومكلفون بمهام في الرئاسة والوزارة الأولى وممثل عن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ومدراء عامين سابقين لإذاعة موريتانيا .
الموضوع السابق
الموضوع الموالي