AMI

رئيس الجمهورية يعتبران غلاء الأسعار يشكل “تهديدا للسلم وعقبة أمام التنمية في العالم”

أكد السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الجمهورية أن أزمة غلاء المواد الغذائية تشكل “تهديدا للسلم والاستقرار في العالم، وعقبة في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية”.
وقال في خطاب ألقاه أمام قمة المؤتمر العالمي حول الأمن الغذائي المنعقدة اليوم الثلاثاء بروما،إن موريتانيا وضعت برنامجا خاصا للتدخل لصالح السكان الأكثر احتياجا بقيمة تبلغ نحو 167 مليون دولار، وذلك لمواجهة هذا الخطر، مبينا أن هذا البرنامج ممول بشكل كامل من الموارد الذاتية للدولة.
ودعا رئيس الجمهورية المجموعة الدولية إلى اتخاذ إجراءات فورية لصالح الدول الأكثر تعرضا لخطر المجاعة كتقديم العون الغذائي وإعادة بناء مخزونان الأمن الغذائي ودعم الحملة الزراعية المقبلة بالأسمدة والبذور الجيدة وبتوفير التجهيزات المناسبة.

وفيما يلي نص الخطاب:
“السيد الرئيس،
– السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
– السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة،
– السيد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة،
السادة المشاركون،
ينعقد هذا المؤتمر المتميز حول الأمن الغذائي العالمي وتحديات التغيرات المناخية والطاقات الحيوية، في سياق تطبعه زيادة مذهلة في أسعار المواد الغذائية في العالم كله، وخاصة في البلدان السائرة في طريق النمو.
ومن شأن ذلك أن يوفر تربة ملائمة لنشوء وانتشار الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، وهو خطر يتعدى الدول الفقيرة إلى غيرها ليشكل تهديدا للسلم والاستقرار في العالم، وعقبة في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية.
ولكي نتجنب هذا الخطر، بادرنا في موريتانيا إلى وضع برنامج خاص للتدخل لصالح السكان الأكثر احتياجا، بقيمة تبلغ نحو 167 مليون دولار، وهو برنامج ممول بشكل كامل من مواردنا الذاتية. وقد ترتب على ذلك تقليص فرص الاستثمار في قطاعات أخرى حيوية.
وعلاوة على شبكة من الإجراءات الهادفة إلى زيادة الإنتاج الزراعي في الحملة المقبلة، يشمل البرنامج الذي نقوم حاليا بتنفيذه التوزيع المجاني للمواد الغذائية، وتوزيع للغذاء مقابل العمل، وتمويل للأنشطة المدرة للدخل، فضلا عن التموين المنتظم للسوق بأسعار مدعومة خاصة في المناطق الريفية.
وكما لا يخفى عليكم فإن مثل هذه البرامج قد يضع الحكومات التي تنفذه في حرج شديد، ذلك أن الموارد المتاحة لا تسمح باستمرار يته، كما أن توقيفه قد يؤدي، إذا لم تتحسن الظروف، إلى وضع غذائي كارثي.

السيد الرئيس.. أيها السيدات والسادة،
لا يخفى عليكم أن ضحايا الجوع وسوء التغذية في العالم ما يزالون في ازدياد مطرد، رغم تعهدات المجموعة الدولية خلال قمتي الغذاء العالمي 1996 و2002، ورغم ما بذل من جهود في سبيل الوفاء بتلك التعهدات.
وحتى لنعود الى حقبة غابرة كان هلاك الأرواح البشرية فيها السبيل الوحيد لمواءمة الطلب مع العرض فى مجال الغذاء ، فإنه يتعين على المجموعة الدولية أن تبادر باتخاذ إجراءات فورية لصالح الدول الأكثر تعرضا لخطر المجاعة، كما يتعين عليها أيضا اتخاذ إجراءات عاجلة لتنمية الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية وصيد الأسماك.
وتتمثل الإجراءات الفورية المطلوبة في تقديم العون الغذائي للشعوب الأكثر فقرا، وإعادة بناء مخزونات الأمن الغذائي، ودعم الحملة الزراعية المقبلة بالأسمدة والبذور الجيدة وبتوفير التجهيزات المناسبة.
أما على المدى المتوسط والبعيد، فإنه على المجموعة الدولية أن تساعد البلدان الفقيرة على رفع التحديات التي تواجهها في إطار جهودها الرامية إلى تحقيق أمن غذائي مستديم لشعوبها.
وينبغي أن يستهدف الدعم المطلوب: زيادة الاستثمارات الرامية إلى تحسين الإنتاجية وتنمية الإنتاج الزراعي، وتشجيع البحث العلمي، وتقوية مؤسسات التكوين والإرشاد الزراعي.
السيد الرئيس،
أيها السادة و السيدات،
إن الحفاظ المستديم على بيئتنا شرط ضروري للتنمية الاقتصادية عموما وللتنمية الزراعية خصوصا، وهو بذلك شرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي. وعلينا في هذا الصدد أن نضع آليات مناسبة لمكافحة التصحر والانحباس الحراري.
إننا في موريتانيا، وهي بلد ساحلي صحراوي، أمطاره قليلة وغير منتظمة، نعكف فى مجال حماية البيئة على تنفيذ خطة عمل مدعومة بإستراتيجية تنمية مستدامة وبرنامج عمل وطني يهدف إلى مقاومة التصحر، والحفاظ على التنوع البيئي، .
وسيكون تنفيذ هذه الخطة التي نلتمس لها دعم المجموعة الدولية عونا لنا على تحقيق أمننا الغذائي، على المدى المتوسط.

السيد الرئيس،
أيها السادة و السيدات،
أود أن اتوجه بالتحية الى معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ، وأؤكد دعمنا لمبادرته بغية وضع خطة عمل كاملة ومنسقة تأخذ في الحسبان الحاجيات الآنية والسياسات ذات الأمد المتوسط والطويل.
وأود كذلك أن أهنئ السيد جاك جوف ومنظمة الفاو على مبادرة المنظمة بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي مبادرة تستفيد منها بلادي. كما أغتنم الفرصة للتأكيد على ضرورة تدخل المجموعة الدولية بنشاط من أجل تعبئة الوسائل المالية التي بينت الفاو ضرورتها لاقتناء اللوازم الزراعية وعلف المواشي بالنسبة للحملتين الزراعيتين 2008ـ 2009.
وفي الختام، أتمنى لمؤتمرنا هذا كل النجاح والتوفيق.
وأشكركم على حسن الانتباه”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد